عادي
صيفنا ثقافة

موزة عوض.. تستحضر «أغداً ألقاك» في رواية

15:46 مساء
قراءة دقيقتين
2

الشارقة: أشرف إبراهيم

تحاول الروائية موزة عوض، أن تكسب كتاباتها دلالات أخرى من خلال ما تختزنه في ذهنها من أفكار، إذ تندفع نحو التجريب في ميادين متعددة للكتابة، حيث تجيد كتابة النصوص الحرة التي تلتقط أفكارها من المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه، وعلى الرغم من أن هذا النمط هو الذي بدأت به مشوارها في عالم الكتابة، فإنها تمتلك القدرة على كتابة قصيدة النثر بإحكام، فهي تجاري العصر من خلال هذا النمط الشعري المستحدث في الشعر، فتكتبه بحساسية جمالية، فضلاً عن خوضها مجال الكتابة الروائية التي تحتاج إلى تمرس ودربة ومقدرة على السرد بمهارة وإتقان، وفي هذه الفترة التي تجد فيها الكثير من الفراغ تكتب وتقرأ كثيراً، إذ تشعر خلال هذه الأجواء بالسعادة، لأن الكتابة تقربها أكثر من قضايا مجتمعية متشابكة، والقراءة تمنحها الفرصة للتواصل مع الآداب الإنسانية بألفة وحميمية.

وتنشد موزة عوض في روايتها الجديدة «أغداً ألقاك»، بناءً متسعاً للسرد عبر حكاية مفعمة بلون الدراما، تُبرز من خلالها وجوهاً أخرى للمعاناة، ومن ثم محاولة التقاط خيوط تبدد وجه الظلمة، ليبزغ من خلال الأحداث فجر جديد يمنح الحياة بعداً آخر في محيط بطلة الرواية التي عاشت من أجل تحقيق حلم ما، وهو ما يجعل هذا العمل السردي يشتمل على أحداث مثيرة تتوزع بذكاء وفطنة بين الفصول، ما يشد القارئ من أجل الوصول إلى حلقة النهاية أثناء القراءة، وقد اختارت الكاتبة عنواناً مقتبساً من اسم أغنية مشهورة لكوكب الشرق أم كلثوم بشكل موظف، حيث تبدو سيدة الغناء العربي هي الحل الموجز في النهاية لكل الإشكاليات التي تعرضت لها بطلة الرواية، وهو ما يحقق توازناً دقيقاً على مسرح الأحداث، إذ تخط الكاتبة سطور النهاية على أنغام أغنية «أغداً ألقاك» التي هي إشارة لتحقيق حلم كان بعيد المنال، لكن المصادفة البحتة هي التي رسمت خطوطه في فضاء الرواية، ما جعل الكاتبة تختار اسم الأغنية الشهيرة، ليكون هو العنوان الدال على هذه الحكاية الاجتماعية المنفتحة على أفق جمالية تتسق مع طريقة السرد ودهشته في بلورة الأحداث.

وتحرص الكاتبة بشكل مستمر في هذه الفترة، على مطالعة كتب في مختلف الثقافات الإنسانية، لإيمانها بأن القراءة زاد للمبدع، وأنها حريصة على التنوع في هذا المجال. وترى أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور مهم في المشهد الأدبي الحالي، إذ مع صعود العوالم الرقمية، أصبح من السهل أن يطرح الأدباء شذرات من أعمالهم عبر المدونات الأدبية، وأيضاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنشر بشكل مستمر في الشعر والقصة القصيرة والنصوص الحرة، على بعض مواقع التواصل التي تراها مهمة في نشر أعمالها على نطاق واسع، فضلاً عن أنها تستثمر صفحاتها الإلكترونية للتواصل الخلاق مع متابيعها عبر القنوات الرقمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ce4t467

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"