ضمن البرنامج الصيفي للثقافة الإسلامية بالشارقة، اختتم المنتدى الإسلامي في مدينة خورفكان، سلسلة دروس العلوم الشرعية الصيفية تحت عنوان «الدورة العلمية المصغرة الأولى -السبع المثاني–»، والتي عقدت ضمن البرامج الهادفة لتأصيل العلوم الشرعية المستقاة من مصادر التشريع السمحة، وعقدت الدورة بالتعاون مع نادي خورفكان الرياضي الثقافي، وشهدت مشاركة أكثر من 300 من ناشئة النادي، اطّلعوا فيها على المبادئ والآداب الحميدة للسيرة النبوية العطرة.
شهدت الدورة عدة محاور علمية أبرزها علم الفقه: أحكام الطهارة والصلاة، ونفذه د. تركي القحطاني، حيث عرّف الطهارة لغة: النظافة والنزاهة من الأحداث، واصطلاحاً: رفع الحدث أو إزالة النجس، وبين في باب المياه أن كل ماء نزل من السماء أو خرج من الأرض فهو طهور، وفصّل في باب النجاسات بأنها كل شيء يستقذره أهل الطبائع السليمة ويتحفظون عنه ويغسلون الثياب إذا أصابهم كالعذرة والبول، وبين كيفية تطهير النجاسة ورفعها كالحيض، ولوغ الكلب، البول، وذيل الثوب، ونبه على ضرورة الأخذ بالسنن مثل قص الشارب، ونتف الإبط، تقليم الأظفار، إعفاء اللحية، وملازمة السواك.
في حين تناولت د. هالة محمود، محور علم التفسير في تفسير سورة الفاتحة، ومما تطرق له في المحور؛ ابتداء السّورة بالبسملة وهي إشارة للمسلم لأن يلزم أي عمل يقوم به صغيراً كان أم كبيراً بالبسملة؛ ليكون عمله مُباركاً فيه، كما أنّ البسملة تصف الله -تعالى- بأجلّ الصفات، وهي الرّحمن والرّحيم، وبحسب رأي جمهور العلماء يكون معنى الرّحمن أنّ رحمته عظيمة، ومعنى الرّحيم أنّ رحمته دائمة، وهما من صيغ المبالغة، وهي دالّة على إنعام الله على النّاس بالنّعم كلّها على عامّة الخلق، وتشمل المسلمين، والكفّار، والشّجر، والدّواب، أمّا الرّحيم فتدلّ على رحمة الله -تعالى- بالمسلمين فقط.
وناقش أ. علي البلوشي السيرة النبوية الشريفة في محور علم السيرة، وبيّن بأنه ولد في أشرف بيوت العرب، ومن أشرف فروع قريش، وهم بنو هاشم وأزكاها نسباً وأعلاها مكانة، وقد نشأ المصطفى رضى الله عنه يتيماً، فقد أباه وأمه؛ فذاق في صغره مرارة الحرمان من عطف الأبوين وحنانهما، وكفله جدّه عبد المطلب، ثم توفي، فكفله بعدها عمه أبو طالب حتى نشأ واشتد ساعده، وعرف عنه منذ إدراكه برجحان العقل، وأصالة الرأي، وعرف عليه الصلاة والسلام في شبابه بين قومه بالصادق الأمين، واشتهر بينهم بحسن المعاملة، والوفاء بالوعد، واستقامة السيرة، وحسن السمعة.
وعبر د.ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى الإسلامي عن حرص المنتدى الإسلامي على توظيف العطلة الصيفية في نشر الثقافة الإسلامية وتعزيز علوم الشريعة الغراء في نفوس النشء، وأن الدورة تجمع وترفد الكفاءات الرياضية بالمعارف الشرعية الأساسية، هي الحصن الحصين لهذا الجيل، حيث سعت الدورة المصغرة إلى غرس المهارات التربوية، وترسيخ القيم الأخلاقية لدى المشاركين، والأخذ بمحامد الخصال النبوية الشريفة كالاحترام، والصدق، والإحسان في المعاملة، والتواصل، وحب الوطن، والولاء للقيادة الرشيدة، وتضمنت الدورة العديد من المحاور الثقافية المتنوعة التي ركزت على بيان منزلة مكارم الأخلاق، وضرورة العمل بالقيم الإسلامية وربطها بشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية.
