الآداب الاجتماعية في الإسلام

د. عارف الشيخ

حدث أن كنت في مجلس من المجالس، فعطس أحدهم وقال بالإنجليزية: «سوري» أي آسف، فرد عليه الجالس عن يمينه، أنت مسلم يا أخي، وفي الإسلام إذا عطست تقول: الحمد لله، ويرد عليك من سمعك بقوله: يرحمك الله، فترد عليه: يهديني ويهديك الله.

فقال العاطس: الدين والدين، كل شيء دخلتموه في الدين، ما دخل العطسة في الدين؟

أقول: إن المسلم تختلف حياته عن حياة غيره، وواجب عليه أن يتبع ما ورد عن نبي الإسلام، محمد، صلى الله عليه وسلم، سواء في العبادات أو المعاملات أو العادات.

وهناك الكثير من الأمور التي تعد من الآداب الاجتماعية، والمجتمع المسلم له آدابه، ولا يقر الدخيل عليه؛ لذلك نجد، على سبيل المثال، أن الإسلام شرع أدب الطعام والشراب، وأدب السلام والاستئذان، وأدب المجلس والحديث، وأدب المزاح والتهنئة وعيادة المريض، وأدب التعزية والعطاس والتثاؤب والنكاح؛ بل حتى أدب دخول الحمام.

وما أجمل قوله، صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله، فليقل: باسم الله أوله وآخره. رواه أبو داوود والترمذي.

وروى الإمام أحمد في مسنده: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أكل وشرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.

وما أعظم تعاليم الإسلام في مجال السلام ودخول البيوت، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها» الآية 27 من سورة النور.

وعن عمرو بن العاص أن رجلاً سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أيّ الإسلام خير؟ قال عليه الصلاة والسلام٬ تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. رواه البخاري ومسلم.

ومن أدب السلام في الإسلام أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، كما ورد عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، في صحيح البخاري ومسلم.

والسلام، ابتداء، سنة، والرد عليه واجب كما ورد في الحديث.

ومن آداب المجالس في الإسلام أن يصافح من يلتقي بهم، ففي موطأ مالك عن عطاء الخراساني قال: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: تصافحوا يذهب الغلّ، وتهادوا تحابوا تذهب الشحناء.

وهكذا نجد أحاديث في سائر الآداب الاجتماعية، فلا مجال للاجتهاد ولا يصح تجاهلها ما دمنا مسلمين، فما ينبغي للمسلم إذا عطس أن يقول (سوري) وهو يعلم أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل أخوه له أو صاحبه يرحمك الله، وإذا قال يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم. رواه البخاري.