عادي

شي يغيب عن العشرين.. هل غير «التنين الصيني» أولوياته الدبلوماسية

21:50 مساء
قراءة 3 دقائق

بكين - أ ف ب

يكشف قرار الرئيس الصيني شي جين بينغ التغيّب عن قمة «العشرين»، الضوء على توتّر العلاقات بين بكين والقوى الرئيسية الأخرى، وازدياد السرية في أعلى هرم سلطة الحزب الشيوعي الحاكم.

وأعلنت الخارجية الصينية، الاثنين، أن رئيس الوزراء لي تشيانغ، سينضم إلى قادة كبرى اقتصادات العالم في نيودلهي، نهاية الأسبوع، في تأكيد أن شي، سيتغيّب عن القمة. ولم تصدر أي مبررات لتغيّب شي، علماً بأنه لم يسبق أن تخلى عن حضور القمة منذ وصوله إلى السلطة باستثناء مرة واحدة، عندما عقدت في روما عام 2021، وشارك حينها من خلال اتصال عبر الفيديو نظراً لقيود كوفيد.

ويتناقض غيابه مع مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» التي استضافتها جنوب إفريقيا الشهر الماضي.

هناك، كان شي، في الواجهة، فيما اتفق التكتل على انضمام 6 أعضاء جدد وهو ما وصفه الرئيس الصيني بالإنجاز «التاريخي». ويعكس التأكيد على العلاقات مع بلدان العالم النامية جهود بكين الرامية إلى خلق بديل للنظام الدولي الليبرالي الذي تهيمن عليه أمريكا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بحسب مدير معهد «إس أو أيه إس» الصين، التابع لجامعة لندن ستيف تسانغ.

وقال تسانغ: «الصين لا يمكنها الهيمنة على مجموعة العشرين، وبالتالي لا تمنحها أولوية. لا أقول إن شي مناهض لمجموعة العشرين. كل ما هناك هو أنه لا يعتبرها بأهمية بريكس».

ويقلّص تغيبه المتوقع عن القمة هذه السنة الآمال بإحياء التعاون مع القوى الغربية، بعد حضوره الذي بدا فيه ودياً، وإن كان مرتباً بعناية، في النسخة الأخيرة للحدث الذي استضافته بالي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

- توتر مع الهند

ويرى خبراء أيضاً أن القرار مدفوعاً بالتوتر التاريخي مع الهند. وقالت مديرة برنامج الصين في مركز «ستيمسون» في واشنطن يون سون: إن «تخلي شي عن حضور قمة مجموعة العشرين جاء مخيباً للآمال، لكنه غير مفاجئ».

وأضافت: «لم تتسم العلاقات الصينية الهندية بالسلاسة منذ عام 2020، وتشتكي الصين من أن الهند تستخدم مجموعة العشرين لدعم مطالبها بأراض متنازع عليها». ويدور نزاع حدودي منذ عقود بين بكين ونيودلهي واندلعت مواجهات دامية على طول الحدود الشاسعة في منطقة الهيمالايا في السنوات الأخيرة.

كما أن الصين تشعر بالامتعاض من عضوية الهند في مجموعة «كواد» الرباعية التي تضم أستراليا واليابان والولايات المتحدة وترى فيها بكين محاولة لاحتواء نفوذها في آسيا.

وأفاد أستاذ العلاقات الدولية لدى «جامعة رينمين الصينية» في بكين شي ينهونع، بأن الهند أبدت مؤخراً أيضاً «معارضة أقوى لمطالب الصين في بحر الصين الجنوبي. وصعّدت حظراً أو قيوداً صارمة على صادرات بكين في مجال التكنولوجيا والاستثمارات المباشرة».

وقال: «هذه القضايا قائمة منذ سنوات، وستبقى لفترة طويلة في المستقبل، سواء وقعت أحداث ما في أي لحظة».

وتوقع كثر أن شي، قد يستغل قمة مجموعة العشرين للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، علما بأن الأخير أكد الأسبوع الماضي، أنه سيصاب بخيبة أمل إن لم يحضر الزعيم الصيني.

وسادت الخلافات بين بكين وواشنطن بشأن سلسلة قضايا في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من التجارة ومروراً بالتكنولوجيا ووصولاً إلى حقوق الإنسان. لكن سون لفتت إلى أن الاحتمال الواضح بشكل متزايد بشأن عقدهما اجتماعاً في قمة «أبيك» المقررة في سان فرانسيسكو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، جعل على ما يبدو حضور شي لقمة مجموعة العشرين أمراً «أقل إلحاحاً».

- سرية

ولدى سؤال الناطقة باسم الخارجية الصينية عن سبب عدم حضور شي، قالت ماو نينغ: «قدمت إعلاناً مرتبطاً بهذه المسالة للتو». ومن ثم كررت بياناً يفصّل زيارة لي تشيانغ المقررة إلى الهند، ولا يأتي على ذكر شي نفسه.

نادراً ما يكشف الحزب الشيوعي الصيني عن المعلومات المرتبطة بكبار القادة، لكن الأضواء سلّطت مؤخراً على لجوئه المتكرر للسرية. وأقيل وزير الخارجية السابق تشين غانغ من منصبه فجأة في يوليو/تموز الماضي، ولم يظهر إلى العلن مذاك.

وتغيّب شي، عن خطاب كان مقرراً في قمة بريكس فقرأه وزير التجارة باسمه.

وقال تسانغ: إن «شي، يقود الصين أكثر باتجاه الاستبداد، لذا فإن زيادة الرقابة والسرية هما جزء من العملية».

ورجّح دبلوماسي من دولة في العشرين، أن شي، يحاول التهرّب من أي أسئلة صعبة مرتبطة برفضه إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال المصدر: «لا يحب الإمبراطور أن يُسأل أسئلة غير مريحة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4z6z6957

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"