تحديات التأمين الصحي

تحديات عديدة تظهر بشكل متواصل، ويعانيها بعض المراجعين والمرضى المترددين على المنشآت الصحية بالذات الخاصة، لأسباب عديدة أهمها التأمين الصحي الذي وفر مظلة تأمينية شاملة، إلا أنه في المقابل دفع بعض الشركات التي دائماً تسعى إلى تحقيق الربح المادي في الدرجة الأولى، إلى مزيد من التعقيدات والمبررات لعدم الموافقة على طلبات تقديم الخدمة الصحية بحجة التدقيق والتحقق من توفر المتطلبات، وهي في المواقع مماطلات من شركات التأمين الصحي لا مبرر لها.  
إحدى هذه التحديات المواعيد الطويلة في بعض التخصصات الطبية في بعض المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة والتي تصل إلى أكثر من شهر، بحكم أن مرضى ومراجعين يفضلون طبيباً على آخر، لخبرته الطويلة ومستويات الأداء والنتائج العلاجية التي يحققها ذلك الطبيب، مما يجعل الحصول على موعد خلال أيام عند مثل هؤلاء الأطباء أمراً صعباً، وهذا يتطلب من القائمين على المنشآت الصحية استقطاب أطباء ذوي خبرة طويلة في مثل هذه التخصصات.  
تحدٍّ آخر، يتمثل في مماطلة نسبة كبيرة من شركات التأمين الصحي، في الموافقة الفورية على طلبات صرف الأدوية أو إجراء طبي لمريض، وفي الغالب تطلب شركات التأمين مزيداً من الفحوص أو التقارير من الطبيب المعالج، وذلك بعد أسبوع أكثر من إرسال طلب الموافقة لشركة التأمين، ما يتطلب اضطرار المريض إلى الرجوع للطبيب المعالج لاستكمال الإجراءات المطلوبة، ما يؤخر تقديم الخدمة العلاجية المطلوبة. 
تحدٍّ ثالث، بدأ يظهر جلياً ويتمثل في بحث شركات التأمين عن أي سبب، لرفض صرف دواء ما لمريض، بالذات الأدوية المكلّفة ذات الأسعار المرتفعة والتي لا يوجد بديل عنها، فإحدى أصناف الأدوية الفعّالة في معالجة السكري وعلاج السمنة، ترفض بعض شركات الأدوية صرف الدواء، بحجة أن المريض يعاني الحد الأعلى لنسبة السكري في الدم، أي في المراحل الأولى من الإصابة بالسكري، والمريض يعاني السمنة وإن أدوية السمنة لا يغطّيها التأمين. 
الأمر ينسحب أيضاً على الموافقات على إجراء العمليات الجراحية وعمليات المناظير، والتي في الغالب تستغرق وقتاً طويلاً للموافقة عليها، ولا تتم الموافقة عليها إلا إذا تدخّلت الشركة التي يعمل فيها الموظف وتواصلت مع شركة التأمين، للسؤال عن سبب عدم الموافقة، فهل الخلل في الموظفين المسؤولين عن الموافقات على طلبات العلاج في شركات التأمين، أم في إدارات شركات التأمين التي تتهرب من الموافقات، فمن المسؤول عن معالجة هذه التحديات التي تؤرق نسبة كبيرة من المرضى؟
[email protected]