عادي

زلزال مدمر في المغرب يخلف آلاف الضحايا والمنكوبين

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1
1
1
1

ارتفعت حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب ليل أمس الأول الجمعة إلى 1305 قتيلاً و1832 مصاباً، من بينهم 1220 في حالة حرجة، ودمّر منازل في القرى الجبلية النائية حيث تحفر فرق الإنقاذ وسط الأنقاض بحثاً عن ناجين، في أعنف زلزال تشهده البلاد منذ قرن، فيما أعلنت السلطات الحداد الوطني لمدة 3 أيام ،وإقامة صلاة الجنازة على أرواح الضحايا في كل مساجد المملكة ،في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن الزلزال أضرّ ب300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة.

وقالت وزارة الداخلية، إن 1305 لقوا حتفهم بينما أصيب 1832 في الزلزال الذي حددت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته ب6.8 درجة، ومركزه على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش.

وسجّل أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321). ويضمان العديد من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها متهالكة ولا تقاوم الزلازل.

وأكدت الوزارة أن عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليلة أمس الأول الجمعة، مشيرة إلى تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ. فيما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.

وضرب الزلزال منطقة جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من مساء  الجمعة وألحق أضراراً بمبانٍ تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين تقع المناطق الأكثر تضرراً في الجبال القريبة.

توافد للتبرع بالدم 

ودعا «المركز الجهوي لتحاقن الدم» في مراكش المواطنين للتوجه إلى مقره أمس السبت للتبرع بالدم. وشهدت مراكزه توافد الكثير من المتبرعين في عدة مدن، بحسب صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية.

واستيقظت المملكة أمس السبت على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيراً إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غربي مراكش التي تعد مقصداً سياحياً كبيراً.

منتصف أمس السبت، كان رجال الإنقاذ في قرية مولاي إبراهيم الجبلية بإقليم الحوز يواصلون البحث عن ناجين تحت أنقاض البيوت، فيما يحفر آخرون من سكان القرية في مكان غير بعيد مقابر لمواراة الضحايا.

وفي قرية أمزميز القريبة من مركز الزلزال، رفع عمال الإنقاذ الأنقاض بأياديهم العارية. 

 «زلزال استثنائي» 

وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنه وصف أيضاً «بالاسثتنائي» نظراً لبؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، حيث تنتشر العديد من القرى التي يصعب الوصول إليها.

وأوضح المكلف بقسم عمليات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكري للتلفزيون المغربي العمومي قائلاً: «نحن أمام حالة طارئة، ولكن في الوقت نفسه استثنائية، لأنه لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال في هذه المنطقة قوته ومكانه يجعلانه زلزالاً استثنائياً».

ومن جهته، رجّح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا «بالنظر إلى قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة». وأضاف: «هناك طرق ومسالك جبلية والوصول إليها صعب في بعض الأحيان بسبب انزلاقات التربة، لا ننسى أن أشكال أنماط البناء في المنطقة نسبة كبيرة منه تقليدي».

وقال جبور: «إنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب». وهذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما وقع زلزال وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

نشر وحدات للتدخل

صباح أمس السبت، أعلنت القوات المسلحة في بيان، أنها نشرت بشكل مستعجل وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني.

وأضاف البيان: «تم نشر وحدات للتدخل وطائرات ومروحيات وطائرات بدون طيار ووسائل هندسية ومراكز لوجستية بعين المكان، بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة». وتسبب الزلزال في أضرار مادية جسيمة، بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.

وفضّل الكثيرون في مراكش خصوصاً قضاء الليل في العراء جراء الهلع وشائعات من احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يعتد الزلازل العنيفة.

وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعد قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحَين.

ورأت مراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية مئات الأشخاص يتقاطرون إلى هذه الساحة الشهيرة لتمضية الليل فيها خشية وقوع هزات ارتدادية، وحمل بعضهم بطانيات وأغطية، فيما افترش آخرون الأرض مباشرة.

وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر. وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، على ما أظهرت مشاهد متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت ركام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.

في 24 فبراير 2004، ضرب زلزال بلغت قوته 6.4 درجة محافظة الحسيمة شمال شرقي الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلاً وعن أضرار مادية جسيمة. وفي 29 فبراير 1960 دمّر زلزال بقوة 5.7 درجة مدينة أغادير ، مخلفاً أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6zuw46

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"