عادي
طوره باحثون من «جامعة خليفة» في أبوظبي

نموذج جديد لفهم المشاعر البشرية وتفسيرها عبر «الحوسبة العاطفية»

19:09 مساء
قراءة 3 دقائق
جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

طور فريق بحثي من «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي، نموذجاً جديداً لفهم المشاعر البشرية وتفسيرها، عبر تطوير مجموعة بيانات تتضمن علامات المشاعر والإجهاد والانتباه في الأوضاع الحقيقية التي جُمِعت من طلبة الجامعة، ضمن مجال «الحوسبة العاطفية».

وجمع الفريق البيانات من الهواتف والساعات الذكية الخاصة بالطلبة، باستخدام مجموعة متنوعة من بيانات الاستشعار، وكذلك، طُلب من الطلبة المشاركين الإبلاغ عن حالتهم العاطفية، السعادة والإجهاد، ومستويات الانتباه واضطراب المهام، وتغير الأحاسيس، ما يصل إلى 16 مرة في اليوم، وجُمِعت البيانات بالكامل وفقاً لخطة وافقت عليها لجنة أخلاقيات البحوث في الجامعة.

وضم الفريق الدكتور أحسن حبيب خندوكر، والدكتور ليونتيوس هادجيليونتياديس، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية، وطلبة مشاركين وباحثين من الجامعة.

وأوضحوا أن النموذج الجديد لاستخدام البيانات المتوافرة يغذي بكثرة مجالاً ناشئاً يُعرف باسم «الحوسبة العاطفية»، ويهدف إلى تطوير أنظمة يمكنها التعرف إلى المشاعر البشرية وتفسيرها، وغالباً ما تجرى أبحاث الحوسبة العاطفية باستخدام البيانات التي جُمِعت في بيئات مختبرية خاضعة للرقابة، حيث يصور المشاركون مشاعر محددة أو يتعرضون لمحفزات تؤدي إلى استجابات عاطفية معينة، وبعد ذلك تلتقط إشاراتهم الفيزيولوجية وتعبيرات وجوههم وأنماط الكلام وتسجّل.

ورغم أن لهذا النهج مزاياه، فإن مشاهدة مقطع فيديو عاطفي في المختبر لا يثير جميع المشاعر الإنسانية، كما هي الحال في العالم الحقيقي.

وبينوا أنه يمكن لأجهزة الاستشعار المدمجة في هواتفنا الذكية وساعاتنا وحتى مركباتنا ومنازلنا، أن تمنح الباحثين نظرة غير مسبوقة عن السلوك والتفضيلات البشرية، حيث يمكن للأجهزة التي نستخدمها للاتصال بصديق أو النشر على مواقع التواصل، أن تصبح مرآة لحالنا النفسية وأنماطنا السلوكية، كما يمكن استخدام البيانات لتتبع مؤشرات الإجهاد والعاطفة.

وذكروا أن مجموعة البيانات المسماة «كاي-إيمو فون» تقدم نظرة تفصيلية عن المشاعر البشرية بالبيانات السلوكية والسياقية والفيزيولوجية. وجُمعت البيانات من المشاركين أثناء تنقلاتهم في حياتهم اليومية، حيث حفزت التكنولوجيا والأجهزة القابلة للارتداء الاستجابات على مدار اليوم.

وقال الدكتور هادجيلونتياديس «على الرغم من الخطوات الملحوظة في بناء مجموعات بيانات الحوسبة العاطفية، فلا تزال هناك حاجة واضحة لمجموعات بيانات أكثر شمولاً وواقعية ومتعددة الوسائط تتضمن نطاقاً واسعاً من التصنيفات العاطفية في الوضع الطبيعي».

وأضاف: يُتوقع من مجموعة بيانات «كاي-إيمو فون» أن تصبح قادرة على الإضاءة على الفروق الدقيقة في الحالات العاطفية مع مرور الوقت، كما أنها تمتلك إمكانية التطبيق عبر مجموعة واسعة من المجالات، كالحوسبة العاطفية وإدارة الانتباه. ونعتقد أن مجموعة البيانات الشاملة تلك، ستفيد بشكل كبير الأبحاث المستقبلية في الفهم المبني على البيانات للسلوك البشري والعاطفة.

وقد تلقى المشاركون طلباً للرد على استبانة على هيئة إشعارات، حيث ظهرت بشكل عشوائي بنسبة تصل إلى 16 مرة يومياً على مدار أسبوع، حيث يختفي كل إشعار بعد 10 دقائق لتقليل انحياز الاستدعاء (الخطأ الناجم عن الاختلاف في دقة الذكيرات المستداعة)، ما يضمن استجابات فورية لتمثيل الحال العاطفية الأكثر دقة، وجُمِعت البيانات كذلك، من الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء الخاصة بالمشاركين، وصُمّم برنامج خاص ليلتقط البيانات التي تعكس التنقل ونسبة استخدام الشبكة والتواصل، واستخدام التطبيقات وحال الجهاز بشكل غير ملحوظ على مدار الساعة، وقدمت الساعات الذكية قراءات استشعار إضافية تتعلق بالاستجابات الفيزيولوجية والسياقات البيئية والتنقل.

وقال الدكتور خاندوكر «نسّقت مجموعة بيانات «كاي-إيمو فون» لمساعدة الباحثين على دراسة الحالات العاطفية والمعرفية باستخدام بيانات متعددة الوسائط، تشمل الإشارات الفيزيولوجية والسياقات الشخصية والتفاعلات التي تلتقطها الهواتف الذكية والسمات الشخصية والصحة العقلية. وتُعدّ هذه البيانات فريدة بتركيزها على الاستجابات في الوقت المناسب للحالات العاطفية والمعرفية عند جمع البيانات في العالم الحقيقي».

وأضاف: تشمل التطبيقات المحتملة بناء نماذج التعلم الآلي للتنبّؤ بالصحة العقلية والإنتاجية والإدراك العاطفي والكشف عن الإجهاد. كما يمكن استخدامها في دراسات إدارة الانتباه ويمكن أن يضاء على كيفية تأثر الحالات العاطفية بالمهام التي تتطلب استجابات في الوقت المناسب.

يذكر أن جميع البيانات مفتوحة ومتاحة لأي باحث، بينما يعمل فريق الجامعة حالياً على تحليل البيانات للتعرف إلى المشاعر ونمذجة تغيير السلوك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/u3umtjew

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"