عادي
جلسات ثقافية في اليوم الأول لملتقى الشارقة للراوي

النباتات والأشجار ألهمت المبدع الإماراتي والعربي منذ القدم

17:00 مساء
قراءة 5 دقائق
الجلسة الافتتاحية
د عبدالعزيز المسلم
تفاعل الأطفال
جانب من التوقيعات
جانب من التوقيعات 1
جانب من تفاعل الأطفال
جانب من تفاعل الأطفال 1
  • د.عبد العزيز المسلّم: مفردات الحكايات الشعبية والخرافية دلالات رمزية

شهد اليوم الأول، من ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الثالثة والعشرين، مجموعة ثرية من الجلسات الثقافية التي ركزت محاورها على حكايات النباتات والأشجار في تراثنا الشعبي المحلي والعربي، فضلاً عن الفعاليات والبرامج التي نفذتها الأجنحة المشاركة، وإطلاق عدد من الإصدارات في ركن التوقيعات، والورش المخصصة للأطفال.

وتوزعت الجلسات إلى جلسة افتتاحية وثلاث جلسات فرعية، وذلك في مقر انعقاد الملتقى بمركز إكسبو الشارقة، والذي يستمر حتى يوم 20 سبتمبر بمشاركة 47 دولة، و120 خبيراً وباحثاً وحكواتياً، وتحل فيه قطر ضيف شرف الدورة.

قالت عائشة الحصان الشامسي، مديرة مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، المنسقة العامة للملتقى: «للنبات والأشجار أهمية راسخة الجذور، تضرب في أعماق التراث من حيث الفكر والخيال والممارسة الحياة، فهي مصدر للحياة والتداوي، ومأوى للسكن والاستقرار، ورمز للاجتماع والارتباط بالأرض، وتحت أفيائها دارت الحكايات والذكريات».

وأشارت إلى أن الجلسات الثقافية النقاشية استضافت نخبة من الخبراء والمتخصصين في التراث الشعبي الذين اتفقوا على أن النباتات والأشجار تعتبر بمثابة الملهم للإبداعات الفنية في ما يتعلق بتوثيق التراث وحفظ الذاكرة ولاسيما في ما يتعلق بالقصيدة الشعبية، وباقي الفنون الإبداعية.

ورش الصناعات النباتية

نظمت سلسلة ورش، وسيعاد عقدها، منها ورش: قلم مزهر، والنباتات المقنعة، ورسائل إلى الغاف، والحقيبة النباتية، وشجرة الجيران، وصناعة الأعشاش، ونخلة الأريكا في الجفير، وكرب النخل، ولوحة من أوراق الشريشة، وتزيين اللوحة بشجر السدر، وطباعة أوراق النباتات، وتلوين أوراق الزهور، وتزيين الحقيبة بالأزهار، وصناعة الحبال، والتداوي بأوراق السدر، وورش زراعية، وورشة الزراعة الزجاجية، وشجرة النخيل، وأغصان من الإمارات، ورمان من ورق، وشجرة الرمان، وغيرها من الورش.

حماية التراث الثقافي القطري

تناولت أولى جلسات الملتقى «حماية التراث الثقافي القطري – بين الجهد الفردي والدعم المؤسسي»، وشارك فيها كل من الباحث والمؤرخ د. محمد أحمد المسلماني، والباحث علي عبدالله الفياض، ومحمد سعيد البلوشي الخبير التراثي والكاتب المتخصص، وعلي شبيب آل سالم المناعي الباحث والمتخصص في جمع ودراسة الأدب الشعبي. وأدارها د. خالد محمد الملا.

وركز المسلماني على جهوده الشخصية في توثيق التراث الغنائي القطري بصورة مقروءة ومرئية، وكذلك توثيق تاريخ الإنسان القطري، فضلاً عن توثيق العمل الفني والتراثي لدول خليجية أخرى، في حين أكد الفياض أصالة التراث القطري واهتمام الأجداد بحفظه ونقله للأجيال التالية، وانبثاق مشاريع ومبادرات حكومية في هذا الاتجاه.

وتمحور حديث محمد البلوشي، على جهود جمع وتوثيق الشعر النبطي القطري وأبرز من قاد هذه الجهود ومن بينهم يوسف الخليفي ومحمد الفرحان النعيمي، مختتماً بالإشارة إلى الدور الرسمي القطري في جمع التراث الذي بدأ بتسجيلات صوتية مع كبار السن في الإذاعة عام 1968، ما لبث أن انتقل إلى التلفزيون، ثم تأسيس إدارة التراث ومركز التراث الشعبي لدول الخليج.

حكايات النباتات في تراث الإمارات

حملت الجلسة الأولى من الملتقى عنوان «حكايات النباتات في تراث الإمارات»، أدارها الناقد والفنان علي العبدان، وشارك فيها عدد من الباحثين والمختصين بالتراث، إذ استعرض د.عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، موضوع «النباتات في المخيال الشعبي»، موضحاً من واقع تجربته في الجمع الميداني أن مفردات وعناصر الحكايات الشعبية والخرافية لا تخلو من مسميات الأشجار والنباتات، لما لها من منافع وأسرار وكذلك الدلالات الرمزية، ولاسيما النخلة التي تمثل الاستقرار ومصدر الحياة، والغافة التي كانت بمثابة العلامة للسائرين والرحل، والسدرة التي تعد رمزاً للحماية.

أما الباحث في التراث الشعبي د. راشد المزروعي، فتحدث عن «غافات كنوغة» وأصل تسميتها المستمدة من قصة قديمة لعائلة كان معها طفلتان توأم، فاطمة وميرة، واللتان توفيتا بسبب المرض ودفنتا تحت غافة سميت باسم كنوغة، مستعرضاً سبب هذه التسمية.

وأشار د. حمد بن صراي في ورقته «النباتاتُ والأشجار بين هيبة الحضور وحضور المنفعة» إلى سكان البيئات المختلفة في الإمارات قديماً والذين أحاطت بمناطقهم الأشجار المعمرة والنباتات البرية ونشأت لديهم عنها القصص والحكايات، وقد نقلوها لبيئات أخرى بعد اختلاطهم بأصحابها في أسفارهم وزياراتهم، فتنوعت المعارف والخبرات.

وأوضحت د. نهلة إمام مستشارة الثقافة في وزارة الثقافة المصرية موضوع «النباتات.. طقس ودواء» وسعي الإنسان منذ القدم الى دراستها وتوظيفها للعلاج والصناعة، وهو ما وثقته الكثير من الأساطير حول النبات كنوع من التراث من حيث زراعته وفوائده، لافتة إلى كتاب ابن سينا «طب الأعشاب» والرازي «التداوي بالأعشاب».

وتطرقت الباحثة والكاتبة د. هند السعدي، إلى الرمزية المكانية للشجرة وحضورها في الحكايات الشعبية كنواة تاريخية، وارتباط الإنسان بها، لذا ظهر ما يسمى «شجرة الخلود» أو «شجرة الحكمة».

الأشجار والنباتات في الشعر الشعبي

كان للشعر الشعبي دور مؤثر في توثيق مفردات التراث المرتبط بالنبات والأشجار، وهذا ما أكدته تفاصيل الجلسة الثانية من الملتقى تحت عنوان «الأشجار والنباتات في الشعر الشعبي» والتي أدارها د.خالد الهنداسي، حيث تطرق الباحث محمد عبدالله نور الدين في ورقة حول «النباتات في الصورة الشعرية» إلى عدد من العناصر اللغوية البيانية التي وظفت العنصر النباتي في كتابة القصيدة الشعبية، وطرح أمثلة من التراث الإماراتي في هذا الجانب.

أما الباحث والشاعر سلطان العميمي، فجاءت مشاركته في الجلسة حول أحدث إصداراته ديوان «غاف وقاف» الذي يتضمن أربعين قصيدةً نبطية في الغافة، ويعد أولَ إصدار للشعر النبطي حول شجر الغاف موثقاً مدة زمنية تتجاوز 300 سنة، بدءاً من الماجدي بن ظاهر، وتحدث العميمي عن الغاف ومفرداته في اللهجة الإماراتية التي تحمل نحو 700 اسم متوزع في القصائد النبطية، التي تعبر عن مدى تجذر هذه الشجرة في تفاصيل الثقافة الشعبية المحلية.

كما شاركت شيخة الجابري في هذه الجلسة للحدث عن «النباتات في الشعر الإماراتي»، تناولت فيها تجاربَ بعض الشعراء الذين تغنوا بالنباتات ووصفوها بدقة في القصيدة العامية، وارتباطها بموضوعات المدح والغزل، كما تطرقت إلى أبرز النباتات الواردة في القصائد المحلية، وذكرت قصائد تضمنت نباتات في الشعر الشعبي الإماراتي.

الورقة الأخيرة في هذه الجلسة، ناقشت موضوع «الطبيعة الصامتة والناطقة في الشعر النبطي الإماراتي» وتحدثت فيها الباحثة عائشة علي الزعابي، حيث أوضحت أن الشعراء منذ العصر الجاهلي اهتموا بالطبيعة بحسب البيئة التي كانوا يعيشونها، الأمر الذي استمر لدى شعراء العصور اللاحقة ومنهم شعراء الإمارات بعلاقتهم التاريخية مع مختلف أنواع الأشجار والنباتات الملائمة لطبيعة مناطق الإمارات، وهي علاقة تجاوزت البعد النفعي إلى أبعاد روحية ورمزية أعطت للأشجار قدسية خاصة.

النباتات في التراث الشعبي

في الجلسة الثالثة والأخيرة لليوم الأول من الملتقى كان الحضور مع ثلاث مداخلات حول موضوع (النباتات في التراث الشعبي)، أدارها محمد سالم بن هويدن مدير معهد الشارقة للتراث في فرع الذيد، حيث استعرض كل من د.سالم الطنيجي ود.عادل الكسادي والباحث سلطان المزروعي، ملامح حضور النباتات في التراث الشعبي من خلال الحكاية والمثل والقول والحكم، معرجين على تجارة النباتات قديماً ومظاهر من استخداماته ومنها الغليون الذي شكّل في الماضي جوهرة الزراعة الجبلية في الإمارات.

إصدارات جديدة

على هامش البرنامج العلمي في اليوم الأول من الملتقى جرى توقيع عدد من الإصدارات القيّمة المرتبطة بالنبات ومعانيه وحكاياته، ومنها: (مختارات الزهيريات من قطر والخليج) لعلي شبيب المناعي، و(غافات كنوغة) للدكتور راشد المزروعي، و(مفردات النخل في اللهجة الإماراتية) لعلي العبدان، و(غاف وقاف.. أربعون قصيدة نبطية في الغافة)

للباحث سلطان العميمي، و(معجم الأشجار والنباتات والحبوب في الأمثال الشعبية الإماراتية) للدكتورة عائشة علي الزعابي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n75urc4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"