عادي

كيف تخدم «حرب غزة» أهداف بوتين الخمسة في الشرق الأوسط؟

22:04 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس - أ ف ب

يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المنهمك في حرب أوكرانيا، في المواجهة بين حركة «حماس» وإسرائيل وسيلة غير متوقعة، ولكنها محفوفة بالمخاطر، لتحريك الخطوط الجيوسياسية في المنطقة.

في ما يلي نظرة عامة على الأهداف الخمسة الكبرى للرئيس الروسي والتي تمت مناقشة بعضها بلا شك في محادثاته الأربعاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ، على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة في بكين.

- إخراج أوكرانيا من دائرة الاهتمام

بعد 600 يوم من بدء الحرب في أوكرانيا المرشحة للاستمرار طويلاً، تسمح الأزمة في الشرق الأوسط بتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة الأوكرانية. ويقول نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي إيغور دولانويه: «إن هجوم حماس يسهم بفعل العواقب المترتبة عنه في استنزاف الاهتمام الغربي العام بأوكرانيا».

ويوضح ألكسندر غابويف، من مركز كارنيغي، أن «هذا الصراع يُعدّ بمثابة نعمة لروسيا، لأنه يصرف الكثير من الاهتمام الموجه من الولايات المتحدة والغرب»، مشدداً على أن الإدارة الأمريكية تعتزم تخصيص الكثير من الوقت للأزمة الحالية في الشرق الأوسط، أقله حتى الانتخابات الرئاسية في 2024.

ويعقّد هذا المنظور لعبة بوتين: فانتصار الجمهوريين يخدم مصالحه، لأن بعضهم يسعى لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية لكييف. كما أن الموضوع الإسرائيلي حساس للغاية في أوساط اليمين الأمريكي.

- تجنب الفوضى

يشكل الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، حتى أن بعض الأصوات الغربية أبدت شكوكاً في أن يكون الكرملين لعب دوراً في هجوم «حماس» الأخير ضد إسرائيل، لكن لا دليل ملموساً يؤكد هذه الفرضية. وتقول هانا نوت، المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، في واشنطن: «لم أرَ أي دليل على دعم روسي لحماس وهذا الهجوم - لناحية التخطيط والأسلحة والتنفيذ. ولنكن واضحين: المساعدة الروسية لم تكن ضرورية».

وترى تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة موقع «آر بوليتيك»، من جانبها أن «التصعيد الشديد الذي قد يؤدي حتى إلى صراع مفتوح بين إيران وإسرائيل، يمكن أن يضر بالوجود الروسي الراسخ في الشرق الأوسط والوضع الحالي لحملتها في سوريا».

وتشدد على أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا تسمح «بإبراز نفوذ موسكو في إفريقيا والشرق الأوسط».

- تحسين وضع إيران

أصبح التقارب بين طهران وموسكو أحد مفاتيح الدبلوماسية الروسية، ولاسيما مع الاستخدام المكثف للمسيّرات الإيرانية في أوكرانيا. وتشكّل طهران داعماً رئيسياً ل«حماس»، هنا أيضاً، يبدو أن موسكو تمسك بخيوط اللعبة.

ويقول نايجل غولد ديفيز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS): «عززت حرب روسيا في أوكرانيا العلاقات العسكرية مع إيران. وزار مسؤولو حماس موسكو ثلاث مرات على الأقل منذ حرب أوكرانيا».

ويضيف: «كان السؤال دائماً هو إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التعاون من دون دفع إسرائيل لإعادة التفكير في علاقاتها مع موسكو».

- ترتيب أوضاع إسرائيل

تحرص موسكو في الوقت نفسه على ترتيب أوضاع إسرائيل، خاصة أن العلاقات الشخصية جيدة بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تسلّم المصانع العسكرية الإسرائيلية أي أسلحة لقوات كييف.

ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: «نجح الكرملين حتى الآن في إبقاء إسرائيل خارج الحرب في أوكرانيا، ويود ألا تكون هذه الدولة داعماً إضافياً لأوكرانيا».

إلا أن الرئيس الروسي امتنع عن إدانة هجمات حركة «حماس» كما فعل الغرب. وهذا الموقف «يدل على التغيير في أولوياته السياسية»، وحقيقة أنه يخاطب الآن الرأي العام المؤيد للفلسطينيين في الشرق الأوسط ونصف الكرة الجنوبي، على ما تؤكد هانا نوت، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

- إضعاف الغرب

الهدف الأساسي للدبلوماسية الروسية يتمثل في إضعاف النظام العالمي الغربي، وهو المشروع الذي يتقاسمه معه حلفاؤها الصينيون والإيرانيون والكوريون الشماليون. كما ألقى رئيس الكرملين باللوم بشكل مباشر على واشنطن في الأزمة في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، ترى تاتيانا ستانوفايا، أن الوضع في المنطقة «يسهم في نشر الخطابات المعادية للغرب من خلال اتهامه بالتسبب بحالة عدم الاستقرار العالمي، وبإعادة فتح النزاعات التاريخية».

ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «ما يوحّد جزءاً من بلدان الجنوب وروسيا ليس تبادل القيم الإيجابية بقدر ما هو الاستياء، وحتى الكراهية، وفي كثير من الأحيان التصور غير العقلاني للغرب»، مضيفاً و«لهذه العلاقة مع الغرب مصادر عدة تشكل أرضاً خصبة لا تنضب لموسكو».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/f5drdwvy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"