عادي
29 امرأة يسردن تجاربهن في كتاب واحد

«نساء مُلهمات» في «الشارقة للكتاب»

15:44 مساء
قراءة 3 دقائق
المؤلفات في أعقاب توقيع كتابهن
الشارقة: راندا جرجس
تأتي الكتابة تعبيراً وبديلاً عن الصمت، حين يقرر الإنسان البوح عن آلامه وأفكاره ومشاعرة، وفي كتاب «نساء مُلهمات» تغوص 29 مؤلفة من خلال مجموعة من القصص القصيرة في تفاصيل معاناة النفس البشرية، عندما تواجه المرأة وحدها مشاكل وتحديات تكون في بعض الأوقات أكبر من احتمالها وقدرتها على مواجهتها، وتروي سطور كل قصة التفاعلات الداخلية للرغبات والأحلام والمخاوف التي عانت منها، ويجد القارئ أثناء تصفحه لهذا الكتاب الإلهام عن كيفية تجاوز المحن من خلال تجارب واقعية.
يحمل الكتاب قصص نجاح واقعية، بطلاتها سيدات متميزات من مختلف الدول العربية، ممن حاولن التعبير عن تجاربهن الإنسانية الناجحة، رغم كل ما مررن به من مواجهات وتحديات ومعوقات، لتكون حافزاً ودافعاً كبيراً ومحفزاً، للإنجاز والتفوق على أي عقبات تواجه المرأة التي تلعب دورها في المجتمع بشجاعة وصمت وصمود.
الكتاب لمجموعة مؤلفات عربيات من: الإمارات، مصر، المغرب، فلسطين، سوريا، اليمن، والعراق، معظمهن يخضن تجربة الكتابة لأول مرة، ووقعن كتبهن في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين.
وحملت قصة الإماراتية وداد بوشنين عنوان (شغف أمي)، وعبرت عن تجربة واقعية عن تأثير دور الأم في دعم الأبناء وتجاوز المحن، تقول بوشنين «في مدينةِ الأحلامِ واللامستحيل دبي، كانَ مسقطُ رأسي في حضن، لأمٍّ حباها الله تعالى أنبلَ صفاتِ الأمومةِ، ومنحها حناناً لو وُزِّعَ على العالمِ كلِّه لكفَاه وفاضَ، أمٍّ ذات إحساسٍ مُرهَفٍ، وقلبٍ طيّبٍ دافئ،ٍ ينبضُ بالحبِّ والتسامحِ والعطاءِ لكلِّ مَنْ حولَه، وابتسامةٍ لا تغيبُ في وجهِ القريبِ والغريبِ، وعنادٍ يناطحُ الجبالَ في سبيلِ تحقيقِ كلِّ هدفٍ تسعى إليه، كانَتْ أمّي إنسانةً مثقّفةً ومطّلعةً»، وفي موضع آخر من القصة تقول الكاتبة: «مرّتِ الأيّامُ حاملةً مفاجآتِها الحلوةَ والمرّةَ، إلى أنْ جاءَ اليومُ الذي انقبلتْ فيه حياتي رأساً على عقب، مررْتُ بتجربةٍ غيَّرتْ حياتِي، تزوجْت وأنا صَغيرة، وكان اعتقادُ والدتي أنّ الزواجَ سيحقّقُ لي الاستقرارَ، لكنْ للأسف لم ينجحْ ذلك الزواجُ فانتهى بسرعةٍ، وفي البداية مررتُ بالعديدِ من نوباتِ الغضبِ، والشعور بالخوفِ والعجزِ من عدم قدرتي على تربيةِ طفلةٍ وأنا في هذا العمرِ الصغيرِ، ومع الوقت وبفضلِ الله تعالى، ثم بوجودِ والدتي وجدّتي، ودعمهما وصلابتهما وحكمتهما، استطعتُ التغلّبَ على ظروفي وتغيير مجرى حياتي للأفضل».
وتحت عنوان «السعي للتميز» تؤكد المصرية رانيا أمين على أن الإيمان بالحياة يلعب دوراً محورياً في التغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه الإنسان، وتقول في جزء من قصتها: «أنا امرأةٌ تؤمنُ أنَّ الحياة رحلةٌ جميلةٌ وقصيرة، ولا بُدَّ مِن أن نعيشها بشكلٍ صحيح، فنضعُ مخافةَ الله في قلوبنا، وهدفُنا في كل أعمالنا رضاه سبحانه، وعلينا أن نستمتعَ بصنع ونشر الأمل والفرح والإيجابية في نفوس الأحباب والعائلة والأصدقاء، ووجدتُ في رحلة حياتي قصة ملهمة لكفاح امرأة تسعى للتميز، فأحببتُ مشاركتكم ببعض محطّات حياتي وبعض تجاربي، لعلها تكون بمثابةِ دليلٍ أو مرشدٍ للحياة، فالشخص المتفوق يستطيع أن ينجح، ولكنَّ الأهم أن يتميز ويبدع في تفوقه في أي مجال بخوضه، وأن يمارسه بجدٍّ وشغف».
وتروي اليمنيّة فوزية باصهي: في قصتها «بصمات امرأة- حكاية كفاح»، أن الحياة لم تكن سهلة على الإطلاق، وخاصة مع الزواج من مُسن وهي في سن صغيرة، وقرار خوض استمرار الرحلة وحدها مع أربع بنات وعدم العودة للوطن، تقول: «بدأت رحلَة التحدي والبحثِ عن عملٍ كوسيلةٍ لاستكمال مسيرة الحياة والتضحية حتى لا تشعر بناتي بأي قصورٍ أو نقص، وقلت إنني (سأحفر في الصخر لأجل سعادتهنَّ ومستقبلهنَّ)، ثم بدأتُ بتطوير ذاتي وقدراتي، والالتحاق بدورات وورش العمل حول سن المراهقة وكيفية التربية حتى أربيهنَّ تربية صالحة».
وتقدّم السورية ثناء زين العابدين تجربتها في قصة تحمل عنوان «تحدي»، وتقول في جزء منها: «إن استجابة الإنسان للأزمات وردود أفعاله لها هي ما تجعله يتقدم أو يتراجع، والإيجابية هي أن نجعل من المحنة منحة ومن الفشل نجاحاً، فكما يُصهر الذهب ليسهل تشكيله في أشكالٍ جميلة، وكما يُصقل الماس ليصبح جوهرةً ثمينة، وكما يعصر الزيتون ليعطي زيتاً شافياً، والمهارة في أن يُفصل الزيت الصافي عن الشوائب والاستفادة من الشوائب بما هو نافع».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hazka4y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"