الإمارات المنتصرة لفلسطين

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يشهد الحاضر ويعترف الماضي ويكتب التاريخ بأحرف من نور صفحات مضيئة عن الالتزام التاريخي لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، انطلاقاً من مسؤولية وواجب وإرادة خير تريد أن تجسد ما تؤمن به فعلاً خالص الأخوة والوطنية، وهذا ما فعلته الإمارات، وتفعله، في كل المحن التي مر بها الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى ما يشهده قطاع غزة من حرب مدمرة ووضع إنساني رهيب لم تعرف المنطقة له مثيلاً.

في هذا الظرف الدقيق، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية؛ لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة. وتقدّم هذه المبادرة دليلاً إضافياً على الوقوف مع الأشقاء في هذه المحنة، وتستكمل توجيهاً سابقاً لرئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم؛ لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وقد وصلت أمس الطائرة الأولى حاملة 15 شخصاً من الأطفال وعائلاتهم، في تأكيد على سرعة الاستجابة وتقديم الغوث، في الوقت الذي حملت فيه 51 طائرة 1400 طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية، فضلاً عن إقامة مستشفى ميداني متكامل في غزة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أعلنت أيضاً عن إقامة ثلاث محطات لتحلية مياه البحر في رفح، بينما أثبتت حملة «تراحُم من أجل غزة»، التي جمعت عشرات الآلاف من الحزم الإغاثية، أصالة الإمارات ورسوخ انتمائها لأمتها العربية ودفاعها عن قضاياها المشروعة، وفي صدارتها قضية الشعب الفلسطيني.

مواقف الإمارات الإنسانية لم تكن وحدها في الميدان، بل كانت امتداداً لجهود سياسية ودبلوماسية فاعلة، أظهرها النشاط المشرّف لبعثة الدولة بالأمم المتحدة، فكانت الإمارات، باعتبارها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، صوت العرب وفلسطين، ودعت إلى اجتماعات طارئة، أحدها سينعقد الأسبوع المقبل لدفع هذه الهيئة الأممية إلى اتخاذ موقف حاسم لإنهاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة وسكانه، ولا سيما الأطفال والنساء، والمرافق المدنية من مستشفيات ومدارس، وبعضها يتبع الأمم المتحدة.

على هذا النهج تستمر الإمارات تفعل ما تؤمن به، وتنتصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى يقيم دولته المستقلة. والانتصار الإماراتي لفلسطين ينسجم مع الأعراف والقيم الإنسانية ومبادئ الشرعية الدولية، وقد عبّرت عن ذلك مواقف وبيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية عندما تستدعي التطورات ذلك. وقبل ذلك تؤكدها اتصالات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مع قادة العالم، وكلها مواقف ومبادرات تؤكد أن فلسطين في قلب الإمارات، وستظل كذلك حتى تصبح دولة مستقلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddnmunu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"