تتجه الأنظار، صباح اليوم الخميس، إلى قطاع غزة، حيث يفترض أن تسري أول هدنة في الحرب الدائرة منذ 48 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأكدت مصادر من الجانبين أن الهدنة ستبدأ الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأكدت الوساطة القطرية والمصرية عن استمرار جهودها لإنهاء الحرب، بينما تتكثف الجهود لتثبيتها إلى وقف دائم لإطلاق النار، ولم تستبعد واشنطن تمديد فترة الهدنة في حال طرأ تقدم.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، صباح أمس، نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل و«حماس» والتي أسفرت عن التوصل لاتفاق هدنة إنسانية. وأضافت في بيان أن أعداد المفرج عنهم في صفقة التبادل بين الجانبين ستزيد في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
وأوضح البيان أنّ الاتفاق سيتيح أيضاً «دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصّص للاحتياجات الإنسانية». وثمّن البيان القطري الجهود التي بذلتها القاهرة وواشنطن لدعم جهود الوساطة التي أثمرت هذا الاتفاق، الذي ينص على إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً مقابل الإفراج عن 150 من نساء وأطفال فلسطينيين بسجون إسرائيل دون سن 19 عاماً، وعلى وقف كل الأعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي في كل مناطق غزة ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع. كما يضمن الاتفاق إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، فضلاً عن ضمان حرية حركة سكان غزة من الشمال إلى الجنوب بشارع صلاح الدين، ووقف حركة الطيران الإسرائيلي في جنوب غزة على مدار 4 أيام، إضافة إلى وقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساء. ويلزم الاتفاق إسرائيل بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة.
وبعد جلسة ساخنة استمرت طوال الليلة قبل الماضية، وافقت الحكومة الإسرائيلية على صفقة الهدنة. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «أقرت الحكومة الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من تحقيق هدف إعادة جميع المحتجزين إلى الديار، وفي هذا الإطار يتم الإفراج عن 50 امرأة وطفلاً على مدار أربعة أيام يتوقف خلالها القتال».
وكانت حكومة نتنياهو قد أوحت في بداية الحرب بأن قضية الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين ليست ضمن أولوياتها، وأن الانتصار يكون بالقضاء على «حماس». وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه مقابل كل عشرة محتجزين إضافيين يجري إطلاق سراحهم، سيتم تمديد الهدنة ليوم آخر، وذلك دون الإشارة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في المقابل. وأشار مسؤول أمريكي إلى أنه من المحتمل تمديد فترة الهدنة في حال طرأ تقدم على صعيد المرحلة الثانية من الاتفاق.
ومن المعتقد أن «حماس» والفصائل الأخرى تحتجز أكثر من 240 شخصاً اقتادتهم إلى غزة عندما تسلل مقاتلوها إلى إسرائيل في هجومها المباغت في السابع من أكتوبر الماضي. وقال القيادي بحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق إن الهدنة المؤقتة ستبدأ اليوم الخميس الساعة العاشرة صباحاً. وقال إن الصليب الأحمر هو من سيسلم المحتجزين المتفق عليهم وينقلهم عبر معبر رفح للجانب المصري. وقال إن معظم الأسرى من الضفة الغربية، سيجري نقلهم مباشرة إلى أماكن سكنهم، وإن معظم الأسرى الإسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية.
وأصدرت تل أبيب، أمس، قائمة تضم 300 سجين وسجينة من الفلسطينيين المشمولين بالصفقة (القائمة بالعبرية)، وأمهلت الجمهور الإسرائيلي 24 ساعة للاستئناف أمام المحكمة. وتشمل القائمة المنشورة 300 اسم، بناء على «احتمال أن تحرر حماس المزيد من الرهائن الإسرائيليين، مقابل المزيد من السجناء» وفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وينتمي الأسرى الفلسطينيون إلى كل من «حماس» و«فتح» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية». وهناك أسرى لا ينتمون لفصيل معين.
وبعد الإعلان عن الهدنة، ثمن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفاق الهدنة وقال إنه «راض تماماً»، وشكر كلا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق». وقال بايدن إن «هذا الاتفاق يفترض أن يعيد مزيداً من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن»، مشدداً على أنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعاً.
بدوره، رحب السيسي بالاتفاق، وقال، في بيان، «أود أن أعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين».
وأكد «استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة، تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة». (وكالات)
