عادي

الثقافة الشعبية في قلب النهضة

23:06 مساء
قراءة دقيقة واحدة
الثقافة الشعبية في قلب النهضة

تؤكد الشواهد أن فكر النهضة أدرك، منذ البداية، أن عمله في التجديد والتأسيس لن يكون مجدياً أو فعالاً، ويؤتي ثماره إلا بالعمل الثقافي الذي يؤدي إلى تحرير التركيبة الثقافية القائمة، ويجدد معالمها ويفتح آفاقها على غد أكثر رشداً وجمالاً، بما يجعلها قادرة على مواكبة هذا التجديد والتأسيس بل ودفعه، ومن ثم نشط رجال النهضة مسلحين بوعيهم الجديد بالذات الوطنية، إلى بناء ثقافة وطنية تعمل على إطلاق الطاقات الإبداعية لعقولهم ووجدانهم.

كان توليد هذه الثقافة الوطنية، كما يقول عبد الحميد حواس في كتابه «أوراق في الثقافة الشعبية»، يتطلب العمل على محورين، المحور الأول إزالة الهيمنة التي تفرضها الثقافات الأجنبية، والمحور الثاني حل الازدواجية الثقافية المحلية، إذ كان الحال الثقافي المحلي ينقسم إلى ثقافتين، ثقافة عالمة تمارسها النخبة، وثقافة أخرى يمكن أن نسميها «الثقافة الشعبية»، حيث إنها ثقافة السواد أو عموم الناس في الريف والبادية والحضر.

يوضح حواس أنه مع أن مفكري النهضة تكوّنوا من بين أبناء «ثقافة النخبة»، فإنهم أدركوا أن عملهم في حل الازدواجية الثقافية المحلية لن يكون فعالاً إلا بوضع الثقافة الشعبية في الاعتبار والتعريف بمظاهرها والجدل مع مكوناتها وحسن تفهمها، بحيث يمكن فرزها وإعادة تقييمها على أسس رشيدة، ومن ثم يمكن دمج الإيجابي منها في البناء الثقافي الجديد المتجاوز لكل الازدواجات القائمة، أي بناء الثقافة الوطنية الناهضة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdzbry3k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"