عادي
شيخة المزروعي المدير التنفيذي لقطاع التخطيط بهيئة البيئة أبوظبي لـ «الخليج»:

أبوظبي تخفض انبعاثاتها بمقدار 30 مليون طن بحلول عام 2027

01:45 صباحا
قراءة 7 دقائق
اهتمام كبير بالمحميات الطبيعية في أبوظبي

حوار: شيخة النقبي

كشفت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والسياسات البيئية المتكاملة، هيئة البيئة – أبوظبي، عن استراتيجية التغير المناخي التي حددت أحد أهدافها في خفض الانبعاثات بنسبة 22% عن مستويات الانبعاثات المسجلة عام 2016 بحلول عام 2027، ما يعني أنه من خلال الاستراتيجية ستخفض أبوظبي انبعاثاتها بمقدار 30 مليون طن بحلول عام 2027 من 135 مليون طن المسجلة في عام 2016.

وقالت المزروعي في حوار مع «الخليج» إن خفض الانبعاثات هو اتجاه عام عالمياً ومحلياً، كما أن أحد المشاريع الرئيسية في الاستراتيجية هو تطوير المشتريات الخضراء أو المستدامة لدعم الاستثمار نحو إنتاج منخفض الانبعاثات محلياً.

أضافت: تعمل هيئة البيئة - أبوظبي على تطوير خطة أبوظبي للتكيف مع تغير المناخ، وتهدف الخطة إلى دعم تنفيذ تدابير التكيف عبر هذه القطاعات من أجل معالجة مخاطر تغير المناخ وتعزيز القدرة على التكيف معها، وأخيراً، وكجزء من الاستراتيجية، تقوم هيئة البيئة - أبوظبي بتنفيذ 20 مشروعاً تغطي كلاً من التخفيف والتكيف مع تغير المناخ. وفيما يلي نص الحوار:

  • في البداية، حدِّثينا عن إعداد استراتيجية التغير المناخي في إمارة أبوظبي.

- تأتي استراتيجية التغير المناخي الطموحة كناتج طبيعي للعمل الدؤوب والمستمر في الهيئة، التي على مدى السنوات العشرة السابقة جعلت التغير المناخي من أهم أولوياتها المحلية والوطنية في مختلف برامج عملها وخططها الخمسية والسنوية، وتعمل الهيئة على برامج عديدة تساهم في اختزان الكربون ومنها برامج زراعة أشجار القرم وتأهيل الشعاب المرجانية، أما في مجال التكيف مع التغير المناخي في قطاع البيئة فتلعب الهيئة دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وهي تقوم حالياً بإعداد خطة شاملة لتكيف جميع العناصر البيئية مع تداعيات التغير المناخي على الإمارة.

وتقوم الهيئة بتنسيق جهود فريق عمل التغير المناخي في إمارة أبوظبي، الذي يضم 26 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، والذي تم تشكيله من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي بهدف تعزيز التعاون مع الجهات المحلية والاتحادية، وتنسيق الجهود المحلية لمواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، وللحد والتكيف مع التغير المناخي لتحقيق الأهداف الوطنية.

الحياد المناخي

  • ما أهداف استراتيجية التغير المناخي؟

- تُعبّر استراتيجية التغير المناخي في إمارة أبوظبي 2023 – 2027 عن طموح الإمارة في العمل المناخي الفعّال على المستويات المختلفة، فهي تضع تعزيز مرونة القطاعات الرئيسية للتكيف مع التغير المناخي في أسس خطط الجهات الحكومية، كما تحدد خطة الإمارة الهادفة إلى خفض كبير في انبعاثات غازات الدفيئة تماشياً مع إعلان الدولة تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وهي تدفع باتجاه الابتكار في مجال التقاط وتخزين الكربون، وتحدد الإجراءات الهادفة إلى التنويع الاقتصادي باتجاه قطاعات منخفضة الكربون.

وتقوم الاستراتيجية على ركيزتين أساسيتين: التكيف مع تغير المناخ، الذي سيتم تحقيقه من خلال تعزيز قدرة القطاعات الأربعة الرئيسية المعرضة للخطر (الطاقة، والصحة، والبنية التحتية، والبيئة) على التكيف مع المخاطر المتوقعة لتغير المناخ، والثاني هو التخفيف من تغير المناخ عن طريق الحد من الانبعاثات في القطاعات الرئيسية، واحتجاز الكربون وعزله وتخزينه، ويتم تحقيق ذلك من خلال التنويع الاقتصادي عن طريق ابتكار حلول منخفضة الكربون وتحديد الفرص المتاحة في هذا المجال.

خفض الانبعاثات

  • كيف ستساهم استراتيجية أبوظبي للتغير المناخي في تحقيق هدف تخفيض الانبعاثات على المستوى الوطني بنسبة 40%، فضلاً عن تحقيق دولة الإمارات العربية المتحدة لهدف الحياد المناخي بحلول عام 2050؟

- تتوافق الاستراتيجية بشكل كامل مع تحقيق هذا الهدف من خلال خفض الانبعاثات المطلقة لإمارة أبوظبي بمقدار 47 مليون طن من غازات الدفيئة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات الانبعاثات لعام 2016، وعندما تم وضع هدف خفض الانبعاثات لاستراتيجية التغير المناخي تم الاستجابة إلى تحقيق المستهدف الوطني بالكامل، لا بل تجاوز حصة أبوظبي في تحقيقه.

طاقة المتجددة

  • كيف تخططون لتنفيذ أهداف الاستراتيجية لخفض الانبعاثات بنسبة 22% في العام 2027؟

- حددت الاستراتيجية هدفاً لخفض الانبعاثات بنسبة 22% عن مستويات الانبعاثات المسجلة عام 2016 بحلول عام 2027، ويتم قياس غازات الدفيئة بالوزن، ما يعني أنه من خلال الاستراتيجية ستخفض أبوظبي انبعاثاتها بمقدار 30 مليون طن بحلول عام 2027 من 135 مليون طن المسجلة في عام 2016، وسوف تساهم قطاعات الانبعاثات المختلفة بشكل مختلف في تحقيق هذا الهدف، ولكن المساهمة الرئيسية ستأتي من إنتاج الطاقة من خلال مصادر الطاقة النظيفة المنخفضة الكربون وإدخال الطاقة المتجددة وأهمها الطاقة الشمسية.

الجهات المشاركة

  • ما الجهات المشاركة في استراتيجية التغير المناخي؟

- قامت هيئة البيئة – أبوظبي بإعداد هذه الاستراتيجية من خلال تشكيل لجنة إشرافية ضمت الجهات التالية: مكتب أبوظبي التنفيذي، وهيئة البيئة – أبوظبي، ودائرة الطاقة، ودائرة البلديات والنقل، ودائرة التنمية الاقتصادية، ومركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير)، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومركز أبوظبي للصحة العامة، وجرى إعداد الاستراتيجية وتحديد الأهداف والمستهدفات وخطة العمل التفصيلية بين أعضاء اللجنة، ومن ثم التشاور مع فريق عمل التغير المناخي في إمارة أبوظبي والذي تم تشكيله بموجب قرار رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي رقم 3 لسنة 2020 (بتاريخ 2020/12/22)، والذي يضم 26 جهة من الجهات الرئيسية في الإمارة.

مشاريع جديدة

  • ما عدد المبادرات والمشاريع الرئيسية التي ستنفذها الاستراتيجية، وما القطاعات التي ستركز عليها؟

- حددت الاستراتيجية 81 مبادرة تشمل 12 مشروعاً رئيسياً للتخفيف والتكيف، وتغطي هذه المشاريع جميع القطاعات الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي أو تلك المسؤولة عن الانبعاثات، وتغطي مشاريع القطاعات المساهمة في الانبعاثات النفط والغاز والطاقة والنقل، والصناعة، والنفايات، والزراعة، وسيكون التخفيض الرئيسي للانبعاثات في توليد الطاقة مع تنويع مزيج الطاقة من خلال توليد طاقة المنخفضة الكربون، وكذلك مصادر الطاقة المتجددة.

وفيما يتعلق بالتكيف، تستهدف الاستراتيجية أربعة قطاعات رئيسية تعتبر الأكثر هشاشة، وينبغي أن تكون مرنة وقادرة على التكيف مع تداعيات التغير المناخي، وتشمل هذه القطاعات البيئة والطاقة والبنية التحتية والصحة العامة، وتقوم جميع الجهات الرئيسية الراعية لهذه القطاعات بوضع تخطيط واضح للتكيف يضمن حماية تلك القطاعات من تداعيات التغير المناخي والتأقلم معها.

ويعد خفض الانبعاثات اتجاهاً عاماً عالمياً ومحلياً، كما أن أحد المشاريع الرئيسية في الاستراتيجية هو تطوير المشتريات الخضراء أو المستدامة لدعم الاستثمار نحو إنتاج منخفض الانبعاثات محلياً، وتعمل هيئة البيئة – أبوظبي بشكل وثيق مع دائرة التنمية الاقتصادية ومكتب التنمية الصناعية التابع لها لتشجيع الاستثمار، وتطوير القدرات الإنتاجية المحلية في منتجات أكثر استدامة.

خطة أبوظبي

  • ما الدور الذي تلعبه هيئة البيئة في تنفيذ الاستراتيجية؟

- هيئة البيئة - أبوظبي هي عضو في اللجنة العليا لاستراتيجية تغير المناخ، التي يرأسها المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، كما تقدم الدعم الفني، بالتنسيق مع دائرة الطاقة، من أجل ضمان التنفيذ الفعال لمشاريع الاستراتيجية، علاوة على ذلك، وبالتنسيق مع القطاعات الرئيسية (البيئة والطاقة والبنية التحتية والصحة)، تعمل هيئة البيئة - أبوظبي على تطوير خطة أبوظبي للتكيف مع تغير المناخ، وتهدف الخطة إلى دعم تنفيذ تدابير التكيف عبر هذه القطاعات من أجل معالجة مخاطر تغير المناخ وتعزيز القدرة على التكيف معها، وأخيراً، وكجزء من الاستراتيجية، تقوم هيئة البيئة - أبوظبي بتنفيذ 20 مشروعاً تغطي كلاً من التخفيف والتكيف مع تغير المناخ.

التنوع البيولوجي
  • ما المبادرات أو المشاريع الرئيسية لهيئة البيئة في إطار استراتيجية التغير المناخي؟

- فيما يتعلق بالتكيف، فإن هيئة البيئة هي الجهة المسؤولة عن حماية النظم البيئية في أبوظبي من الآثار السلبية لتغير المناخ، وتعمل بشكل حثيث للحفاظ على التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي في أبوظبي، ومن خلال هذه الاستراتيجية ستقوم الهيئة بدمج تأثيرات تغير المناخ في أنشطتها الأساسية للحفاظ على البيئة، كما تقود الهيئة عملية تطوير خطة التكيف البيئي لزيادة مرونة التنوع البيولوجي والهواء والماء والتربة مع تغير المناخ وحماية النظام البيئي في أبوظبي.

وكجزء من جهود التخفيف، تواصل هيئة البيئة رصد غازات الدفيئة في الإمارة وإعداد التقارير عنها من خلال جرد انبعاثات غازات الدفيئة في أبوظبي، إضافة إلى ذلك، تسعى الهيئة إلى إيجاد تقنيات مناخية مبتكرة، وتستكشف حلولاً لالتقاط انبعاثات الكربون مثل استخدام ترسبات التربة من المناطق المرتفعة مع أمواج البحر وتسريع تفاعلها لتعزيز اختزان الكربون، وتعزز المشاريع الطموحة التي تنفذها الهيئة بشأن استعادة وإعادة تأهيل أشجار القرم، التي تتميز بقدرتها الفائقة على عزل الكربون كأحد أهم الحلول المبنية على الطبيعة وتحويل ذلك إلى نموذج خاص بأبوظبي لمثل هذه الحلول.

وأخيراً وليس آخراً، تقوم هيئة البيئة باستكشاف الإمكانيات أثناء العمل مع شركائها الرئيسيين على المستويين المحلي والوطني في أسواق الكربون لتحديد سقف للانبعاثات لكل من القطاعات الرئيسية.

دور المجتمع

  • ما دور شرائح المجتمع لتحقيق أهداف الاستراتيجية؟

- للمجتمع دور رئيسي في التخفيف من التغير المناخي من خلال كفاءة استهلاك الموارد وتعزيز الاستدامة في الأساليب المتبعة في مختلف المجالات، فكلما خففنا من استهلاك المياه أو الكهرباء أو تجنبنا المنتجات التي يمكن تجنبها كالمنتجات البلاستيكية وغير البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة ساهمنا في خفض الحاجة إلى استهلاك الموارد الطبيعية والوقود الأحفوري، مثلاً، يمكن لأي فرد من أفراد المتجمع تحسين استهلاك الطاقة للتكييف في أوقات عدم الحاجة أو رفع درجة الحرارة في الأماكن المغلقة حتى لدرجة واحدة، ما يساهم في خفض البصمة البيئية والانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة، العمل كالمعتاد ليس خياراً متوفراً في المستقبل، ولا يمكن تحقيق أهداف مثل هذه الاستراتيجية إلا بتبني المجتمع سلوكيات أكثر استدامة وأقل استهلاكاً للموارد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdewyca3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"