الآن.. وليس غداً

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

مع قرب انعقاد «كوب 28» في الإمارات، أصدرت الأمم المتحدة، تقريراً بعنوان: «دحض الخرافات حول المناخ والطاقة»، طالبت فيه الجميع، باتخاذ إجراءات مناخية في «كوب 28»؛ لأن العالم ينتظر ما يتخذه المؤتمر من قرارات، «بما يحدّ من تغير المناخ، والمحافظة على كوكب صالح للحياة»، وأشار التقرير إلى إمكانية ذلك «إذا بدأنا العمل الآن».

الحقيقة، أنه ليس أمام البشرية متسع من الوقت، وليس لديها القدرة على الاكتفاء بالوعود والقرارات التي لا تُنفذ. لقد بات الجميع في خطر داهم أمام ما يواجهونه من جرّاء ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة التي تؤدي إلى الجفاف، وشح المياه، والحرائق، وارتفاع منسوب البحار، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والأعاصير والعواصف العاتية، وتدهور التنوع البيولوجي.

ولأن الأمم المتحدة وكل المنظمات والمؤسسات المعنية بالمناخ، تدرك معنى ارتفاع درجات الحرارة، وتداعياته على مستقبل الحياة على الأرض، وما قد يعرض له البشرية من كوارث، تهدد ما بنته من حضارة وتقدم؛ فإنها تدعو إلى التحرك الآن قبل أن يفوت الأوان، وتصبح الأرض غير صالحة للسكن.

أمام العالم فرصة في مؤتمر «كوب 28» لكي يقوم بتقييم ما وعد به وما تحقق، ثم عليه أن يبادر إلى اتخاذ القرارات التنفيذية؛ لخفض الانبعاثات الآن، وتقليصها إلى النصف بحلول عام 2030، للمحافظة على درجة الحرارة بأقل من 1.5 درجة مئوية، بما يعنيه ذلك من حدوث انخفاضات هائلة في استخدام الفحم والغاز والنفط، والاحتفاظ بأكثر من ثلثي الاحتياطات المؤكدة اليوم من الوقود الأحفوري في جوف الأرض، بحلول عام 2050 من أجل منع المستويات الكارثية لتغير المناخ.

وبما أن البشر مسؤولون عن هذه الكارثة المناخية على مدار 200 عام، فعليهم مسؤولية وقف هذا الاندفاع نحو الفناء، خصوصاً أن الأبحاث تشير إلى أن 3.6 مليار شخص، يعيشون بالفعل في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ. وعلى الرغم من أن دول الجنوب، لا تسهم إلا بقدر ضئيل جداً في الانبعاثات العالمية، فإنها تتحمل أقسى الآثار والتداعيات الناجمة عنها، في حين أن الدول الصناعية التي تنفث الحجم الأكبر من السموم في الفضاء، تتهرب من تحمل مسؤولياتها، خصوصاً في الوفاء بتعهداتها تجاه الدول الفقيرة.

إن الجهود المبذولة في مجال تخطيط التكيّف مع التمويل والتنفيذ لا يواكب المخاطر المتزايدة. ويقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه «من المتوقع أن تتزايد احتياجات العالم النامي إلى ما يصل إلى 340 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، ومع ذلك فإن الدعم اليوم لم يبلغ أقل من عُشر هذا المبلغ، ويدفع الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفاً، الثمن، وهذا أمر غير مقبول».

إن «كوب 28» يمثل فرصة أمام العالم؛ كي يمثّل نقلة تاريخية في مسيرة الإنسانية؛ لإنقاذ الأرض الآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8hb4k4xj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"