نسخة تاريخية من «كوب»

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

حين جاء اختيار العالم للإمارات لاستضافة النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أطلقت قيادتنا الرشيدة وعداً بتنظيم نسخة استثنائية من «كوب»، ترسم خريطة طريق العمل المناخي العالمي، وتحفز الدول على الوفاء بالتزاماتها البيئية، ولأننا نعيش في وطن الأفعال لا الأقوال، اختارت بلادنا تولي دفة القيادة عالمياً بحدث تاريخي افتتحت به «كوب 28» بالإعلان عن تفعيل وتنفيذ إنشاء «الصندوق العالمي للخسائر والأضرار» المناخية، لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، والإسهام بمبلغ 100 مليون دولار في ترتيبات الصندوق. 
تحفيز العالم لتبني نهج الإمارات في التعامل مع مخاطر التغير المناخي لم يقف عند هذا الحدث التاريخي؛ حيث توالت المبادرات التي تقودها الإمارات في هذا المجال، بدءاً بإعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي، وتيسير الحصول عليه بكُلفة مناسبة عبر جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030، مروراً بتوقيع 123 دولة على «إعلان «COP28» بشأن المناخ والصحة» الذي يسعى إلى تسريع العمل المناخي الذي يستهدف حماية صحة البشر من التداعيات المتزايدة لتغير المناخ، وصولاً إلى إطلاق «المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات» الهادف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات العالمية بشكل ملموس.
الإمارات التي تعمل من خلال رئاسة المؤتمر على تعزيز التنسيق والتعاون الدولي، ودعم المبادرات والشراكات الفاعلة؛ لضمان توحيد الجهود وإنجاز عمل مناخي يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالمياً، تؤمن بأهمية العمل الجماعي، للخروج بنتائج عملية ومؤثرة، تمثل دفعاً قوياً لمسار العمل المناخي الدولي في ظل التداعيات الخطرة لتغير المناخ على العالم أجمع، وهو ما تستنفر قواها لتحقيقه، مستغلة في سبيل ذلك الرصيد الكبير من التقدير الذي يكنه لها جميع رؤساء وقادة العالم، والعمل على توحيد وجهات النظر، للخروج بقرارات تاريخية. 
«كوب 28» لا يزال في أيامه الأولى، ومن الواضح أن الإمارات أخذت على عاتقها واجب تعزيز الجهود المشتركة، لمواجهة تحديات التغير المناخي، والسعي إلى القيام ببرامج مشتركة وموحدة مع كل دول العالم، لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يستوجب من الجميع أن يكونوا متوحدين ومشتركين في خطواتهم، لمواجهة التحديات المناخية، وتسجيل الأوضاع الحالية بحسب اتفاقية باريس 2015 واستكمال العمل المناخي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwfhakzu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"