مع ارتفاع درجات الحرارة، لا يجد الكثير من الأبناء ملجأً، لقضاء عطلتهم الصيفية، غير التزام منازلهم، هرباً من الحر والرطوبة، فتراهم إما يجلسون خلف شاشات التلفاز يلهون بألعابهم الإلكترونية، أو يمسكون هواتفهم ليبحروا في فضاءات العالم الرقمي، الذي وصل التعلق به إلى درجة الإدمان لدى البعض، وخصوصاً صغار السن، الذين لا تستهويهم أنشطة المراكز الصيفية، التي تعتبر الوسيلة الأكثر أماناً لقضاء صيف مفيد.
الفضاء الرقمي الرحب، شأنه كشأن المجتمع، لم يسلم من ضعاف النفوس الذين يحاولون إلقاء شباك نصبهم على مستخدميه، وخصوصاً صغار السن، الذين تُركوا من غير رقيب أو حسيب، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف، ضحايا جرائم إلكترونية، قادهم إليها سوء اختيارهم لألعاب شاركوا فيها غرباء لا يعرفون عنهم شيئاً، لتُوقعهم التسلية في فخ الضحايا.
الأجهزة الشرطية لا تألو جهداً لحماية الأطفال حتى في الفضاء الرقمي، الذي تسير فيه دوريات إلكترونية، لحمايتهم من ضعاف النفوس والمتصيدين في الماء العكر، وبما أن اليد الواحدة لا تصفق، فعلى الآباء القيام بدورهم ومضاعفة الرقابة على أبنائهم، خصوصاً خلال فترة الإجازة الصيفية لحمايتهم من مخاطر الجرائم الإلكترونية، وتوجيههم حول الاستخدام الإلكتروني الآمن لأجهزتهم واختيار الألعاب المناسبة لهم، لحمايتهم من مخاطر الابتزاز والإساءة عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية مثل حالات التنمر والتهديد والتحرش واستدراج الصغار لمشاركة صورهم وبياناتهم وتوريطهم في أنشطة غير أخلاقية.
الفترات الطويلة التي يقضيها الأبناء لممارسة الألعاب الإلكترونية بدورها يجب على الآباء تقليلها، ودفع أبنائهم إلى استغلال فترة الصيف للاستمتاع وقضاء وقت مفيد من خلال ممارسة الأنشطة والهوايات الهادفة لصقل قدراتهم الذهنية وبناء شخصياتهم السوية، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار عدم شراء الألعاب الإلكترونية من المواقع الوهمية وغير الموثوقة التي قد تقوم باستدراج العملاء إلى عمليات نصب من خلال سرقة أموالهم عبر بطاقاتهم المصرفية أو حساباتهم البنكية.
أولياء الأمور مطالبون بمد يد العون إلى أبنائهم وتصويب خياراتهم الترفيهية كي ينعموا بصيف مفيد يعود عليهم بالفائدة، والخيارات هنا كثيرة، فالرياضة مثلاً أحد أبواب الترفيه المهمة وممارستها في سن صغيرة تقي الإنسان العديد من الأمراض وعلى رأسها السمنة.
تنمية مهارات ومواهب أطفالنا عامة، وفي موسم الإجازات الصيفية خاصة، أمر ضروري، حتى نقودهم منذ الصغر إلى الاستفادة من أوقات فراغهم في ما ينفع ويفيد.
