واقع جديد

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

يوماً بعد آخر يصبح (الاسكوتر) جزءاً من نظام التنقل الذي يعتمده كثيرون ويعولون عليه في قضاء مشاويرهم؛ نظراً لرخص قيمته وسهولة استخدامه والتعامل معه، إضافة إلى البنية التحتية المتطورة في كافة مدن الدولة التي تسهل من قيادته، خاصة في ظل اهتمام الجهات المختصة بوضع الأطر والنظم التي تكفل السلامة لمستخدمه أولاً ومستخدمي الطرق ثانياً.

تلك الجهات نفسها تنبهت مبكراً لهذا الضيف الجديد فلم تغلق الأبواب في وجهه، بل رحّبت به، وبدأت في التعامل مع هذا الواقع الذي جاء إليه، وهدفها الأسمى هو توفير السلامة للجميع، ومعالجة أي سلبيات قد يتسبّب بها، والتصدي لأي ظواهر مقلقة، والعمل على إيجاد نظام يتعامل مع تلك الوسيلة كسائر وسائل النقل الأخرى.

أجهزة الشرطة لم تقصر منذ بدء ظهور (الاسكوترات) في التوعية ورفع مستوى الإدراك لدى قائديها، وحثت مستخدمي الدراجات الكهربائية، في الطرقات العامة، على ضرورة الالتزام بوسائل الحماية والسلامة اللازمة، واستخدامها في الأماكن الآمنة المخصصة لها، وبعيداً عن الطرقات العامة، مع الحرص على الالتزام بارتداء معدات الحماية الشخصية، لكن وللأسف لا يزال البعض يتجاهل تلك التعليمات، ويتعامل مع «الاسكوتر» كلعبة وتسلية لا تتطلب كل ذلك.

تلك الوسيلة الحديثة باتت اليوم لعبة محببة جداً بالنسبة للأطفال والمراهقين، لكنها تدقّ ناقوس الخطر في حال انتهاء بطارية الجهاز فإنه يتوقف فجأة، ما يؤدي إلى تقييد حركة المستخدم بفعل القصور الذاتي، وهذا قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأيضاً الحركات الدائرية المفاجئة التي يقوم بها بعض الأطفال تؤدي إلى فقدان الاتزان لبعض اللحظات، ما يؤدي إلى الحوادث والصدمات، إضافة إلى استخدام الكبار لها دون التزام بأنظمة المرور، والتسبّب بالقلق لأصحاب السيارات الذين يفاجَأون بها تظهر دون أضواء كافية، وتقفز من هنا وهناك.

نحتاج فعلاً إلى وعي وإدراك من الجميع للتعامل مع هذا الضيف الذي فرض نفسه، وأن نمنحه الأهمية التي يستحق؛ لأن الحوادث التي قد يتسبّب بها لا تقل ضرراً عن حوادث السيارات.

التطور في التعاطي مع تلك الوسائل المستحدثة في التنقل يجب أن يواكبه وعي بكيفية استخدامها كي تكون جزءاً متناغماً من نظام التنقل في بلادنا عليه ما على غيره من التزامات، وله مالها من حقوق، حتى نستطيع الشعور بالأمان، ونتفرغ لاستقبال وسائط أخرى أكثر تطوراً كالمركبات ذاتية القيادة، وغيرها من الوسائل التي نملك القدرة والكفاءة على ضمها لنظامنا الحديث.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yce8tbea

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"