عادي

«مدارس السرد في الرواية الإماراتية» بمكتبة محمد بن راشد

23:51 مساء
قراءة دقيقتين

دبي - «الخليج»

نظّمت مكتبة محمد بن راشد، بالتّعاون مع صالون المنتدى، جلسةً حواريّةً، بعنوان «مدارس السرد في الرواية الإماراتية»، بمشاركة الدكتور سلطان العميمي والدكتورة بديعة الهاشمي، وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان.

بدأت الجلسة بتسليط الضوء على بداية ظهور الأشكال السردية «القصة والرواية» في الأدب الإماراتي والتي تعود إلى سبعينات القرن الماضي مع نشر رواية شاهندة للكاتب راشد عبد الله النعيمي ومجموعة «الخشبة» القصصية وغيرها، والتي كانت محاولات تراوحت بين الشكل الحكائي التقليدي البسيط والاتجاه التجريبي.

وتطرقت الجلسة إلى حقبة الثمانينات، حيث شهد السرد الإماراتي ازدهاراً حقيقيّاً، لكنّه بدا منحازَاً للقصّة القصيرة المتأثرة بمدارس عالميّة معروفة، ومستفيداً من ظهور الصحافة الثقافية وبروز أسماء شابة مثقفة لديها رؤى وتطلعات كبيرة مثل سلمى مطر سيف ومريم جمعة، وناصر جبران، وأمينة بو شهاب، وعبدالحميد أحمد، ومحمد المر، وحارب الظاهري، وابراهيم جمعة، وناصر الظاهري، وعلي أبو الريش وغيرهم.

ومع بداية الألفية الثالثة، وخلال العقد الثاني تحديداً، شهد الواقع الثقافي في الإمارات ظهور أسماء أخرى أكثر رسوخاً وانفتاحاً على أشكال ومدارس السرد العالمية، كتيّار الوعي في قصص مريم الساعدي، والرواية التاريخية الاجتماعية عند ميسون صقر وريم الكمالي ووداد النابودة، والواقعية السحرية لدى سلطان العميمي، والمزج بين الواقعية الاجتماعية والتاريخية عند صالحة عبيد، وقصّة الومضة كما لدى د. بديعة الهاشمي والديستوبيا والفانتازيا لدى سلطان فيصل الرميثي وغيرهم من الشباب الذين دخلوا هذا الميدان بأعداد كبيرة، لتعود الكفة في السنوات الأخيرة راجحة لصالح الرواية على حساب القصّة.

وتناولت الجلسة، عدة محاور مهمة كقدرة الأعمال السردية الحالية على لعب دور المرجعية الأدبية لكتّاب اليوم، وسبب تفوق القصة على الرواية قديما والتركيز عليها دون الرواية، ومدى انعكاس تيارات ومدارس السرد العالمية على القصة والرواية الإماراتية من حيث تقنيات السرد وجمالياته.

كما ناقش المتحدثون أسباب الانتشار الكبير للكتّاب الإماراتيين في السنوات الأخيرة، استجابة لتحولات معينة في المجتمع أم مجرد موجة وستنحسر، أم أن ذلك ظاهرة إيجابية ثقافية تبشر بالخير ويجب تشجيعها.

وتطرقت الجلسة إلى مدى استجابة وتعامل الكتّاب الجدد مع نقد أعمالهم، وتطرقت للتجريب والتغريب في السرد المعاصر عند الشباب الإماراتيين، واختتمت بالحديث عن وجود الرواية الإماراتية في محافل الجوائز العربية المشهودة.

وشهدت الجلسة حضوراً كبيراً أغناها بطرح أسئلة وقضايا ثقافية زادت الحوار حيويةً وتفاعلاً كبيرين.

يذكر، أن مكتبة محمد بن راشد ومنذ تأسيسها تعمل على استضافة كتّاب وأدباء ممّن تركوا بصماتهم في عالم الأدب والثقافة وأغنوا المكتبة الإماراتية، بل العربية بالكثير من المؤلفات التي تعتبر مرجعيّة أدبيةً وثقافية يرتكز عليها كل من يرغب في دخول عالم الكتابة والتأليف وصولاً إلى مشهد ثقافيٍّ إماراتي بارز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8x22mc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"