الشارقة: علاء الدين محمودمصدر>
أعمال تنافس بعضها بعضا بحثاً عن الجمال والإشراق وفيوض الأنوار، لمجموعة من الفنانين المشاركين في الدورة ال«25»، من «مهرجان الفنون الإسلامية»، تمثلت ثيمة «تجليات»، حيث ركز المبدعون على تحفيز المشاهد لقراءة ما وراء اللوحة، والتأمل الدقيق في عوالمها الروحية.
«البحث عن الإشراق»، هو عنوان التكوين الفني الذي قدمته الإماراتية الزينة لوتاه، وهو يغوص عميقاً في أسرار عظائم صنع الله تعالى، عندما تجعل من الجسد البشري مادة لعملها، فهي تحول تأملها في جسم الإنسان الذي يتميز بالمرونة والقدرة على التجديد إلى قطع من المنحوتات المصنوعة بشكل معقد، فتظهر طبقات الجسم وهي مزينة بعدد لا يحصى من المواد، كل منها يروي قصة فريدة من النضال والنمو كما تصوّر الطبقات تجارب الجسد المائي، مع منحوتات مزينة بأنسجة متقلبة تمثل الندوب والجروح الناجمة عن صراعات سابقة خاضها الجسد وانتصر فيها، وكأن المنحوتات تحكي قصة وتاريخ الجسد البشري.
ينفذ العمل إلى عالم الإنسان العاطفي من خلال تصوّر منحوتات دقيقة متشابكة مع أنماط معقدة ترمز إلى التعقيدات العاطفية التي يختبرها الإنسان طوال رحلة حياته، وبالطبع فإن العمل يعكس عالم الروح التي يضمها ذلك الجسد، حيث تمثل الطبقات بشكل مجازي نمو الروح، فنجد أن المنحوتات تتحول إلى ألوان نابضة بالحياة، ومزينة برموز تشير إلى التحول والأمل، لتصور رحلة الذات الداخلية نحو التجلي واكتشاف الذات.
سوف يلاحظ المشاهد تلك الحوارية البديعة بين الضوء والبقع، وتلك الألحان الأثيرية النابعة من التكوين، والتي تم تأليفها لتتوافق مع الإيقاع العاطفي للتجربة الإنسانية، والعمل يريد أن يورط المشاهد في تجربة تأمل عميق في رحلة حياته ومراحل تطوره، من أجل أن يبصر الجمال ويطلق العنان للإشراق المتأصل الذي يكمن داخل كل طبقات الروح.
الأشكال الفنية في «البحث عن الإشراق»، تأخذ الطابع الفني الهندسي، وذلك لتخصص لوتاه في الهندسة المعمارية والتصميم، وهو الحقل الذي وجدت فيه نفسها وباشرت من خلاله أعمالها الإبداعية المتميزة.
اغتراب الإنسانعنوان>
13.000000>0.980000>
12.100000>0.980000>
12.100000>0.980000>
0.980000>
0.980000>
0.980000>
0.980000>
0.980000>
0.980000>
