هددت روسيا بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة إذا تمت مصادرة الأصول الروسية المجمدة، وقال الكرملين إن روسيا «لن تترك في سلام أبداً» أي دولة تستولي على أصولها، في وقت شهدت فيه جبهة القتال بين روسيا وأوكرانيا تصاعداً في حرب المسيرات وأسقطت الدفاعات الروسية عشر مسيرات أوكرانية فيما قالت كييف أنها أسقطت 24 مسيرة من 28 مسيرة روسية.
فقد نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله امس الجمعة إن موسكو قد تقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إذا صادرت واشنطن الأصول الروسية المجمدة بسبب الصراع الأوكراني.
وقال ريابكوف إن الولايات المتحدة «يجب ألا تتوهم... أن روسيا تتشبث بالعلاقات الدبلوماسية مع ذلك البلد»، وذكر ريابكوف أن روسيا لن تكون من يبدأ بقطع العلاقات الدبلوماسية، لكن مثل هذه القطيعة قد تنجم عن مجموعة عوامل مختلفة. وأضاف ريابكوف «قد يكون السبب هو مصادرة الأصول أو التصعيد العسكري أو أشياء كثيرة أخرى. لن أخوض في توقعات سلبية»، موضحاً أن موسكو «مستعدة لأي سيناريو».
ويحث بعض الساسة في الغرب على تسليم الأصول الروسية المجمدة التي تبلغ قيمتها نحو 300 مليار دولار إلى أوكرانيا للمساعدة في إعادة بناء اقتصادها الذي مزقته الحرب. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أمس الجمعة إن أي خطوة من هذا القبيل ستوجه ضربة خطيرة للنظام المالي العالمي. وذكر أن روسيا «لن تترك في سلام أبداً» أي دولة تستولي على أصولها، وأنه في حالة حدوث مثل هذا السيناريو ستنظر البلاد في الأصول الغربية التي يمكن أن تصادرها في المقابل.
إسقاط مسيرات
أسقط نظام الدفاع الجوي الروسي 10 طائرات أوكرانية مسيّرة على الأقلّ، بحسب ما كشفت عنه السلطات الروسية من دون الإعلان عن أضرار أو ضحايا. وكتب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على «تيلغرم» أن «قوات الدفاع الجوي الروسية في منطقة بودولسك تصدّت لهجوم بمسيّرة باتّجاه موسكو». وأردف «بحسب المعطيات الأولية، ما من أضرار أو ضحايا في موقع» تحطّم الطائرة المسيّرة. إضافة إلى إحباط هذا الهجوم، تمّ «تدمير» خمس مسيّرات أوكرانية، بحسب وزارة الدفاع الروسية، كانت تحلّق فوق منطقة بريانسك الحدودية وعلى أربع أخرى في منطقة كالوغا، في جنوب غرب موسكو.
تحسين التموضع على الجبهات
وفي السياق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن القوات الروسية قامت بتحسين تموضعها على طول خط المواجهة في مناطق معينة في اتجاه دونيتسك، حيث صدت 43 هجوماً أوكرانياً خلال أسبوع، وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 1610 جندياً. وجاء في بيان الدفاع الروسية: «في اتجاه دونيتسك، قامت وحدات من مجموعة «الجنوب» الروسية، بدعم من نيران الطيران والمدفعية، بتحسين التموضع على طول خط المواجهة في مناطق معينة.
وصدت 43 هجوماً لمجموعات هجومية من الفرقة 24 الآلية والجوية 79 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق شومي وبيلوغوروفكا ومارينكا في دونيتسك».
ووفقاً لبيان الدفاع الروسية، فإن «خسائر أوكرانيا في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية بلغت أكثر من 1610 عسكريين بين قتيل وجريح وثلاث دبابات و17 عربة قتالية مدرعة وقاذفة «هيمارس»، و24 عربة و44 مدفعاً ميدانياً». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس الجمعة، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت أربع طائرات أوكرانية، خلال أسبوع، واحدة من طراز «سو-27» واثنتان من طراز «ميغ-29» وواحدة من طراز «سو-25»، إضافة إلى ثلاث طائرات هليكوبتر.
في المقابل، قالت أوكرانيا أمس إنها أسقطت 24 مسيّرة من أصل 28 أطلقت عليها، وقد أصيب مبنى سكني في كييف في واحدة من هذه الهجمات بالطائرات المسيرة التي أوقعت جريحين على الأقلّ، وقال مدير الرئاسة الأوكرانية أندري ييرماك عبر تلغرام إنّ «مبنى سكنيّاً في كييف أصيب بمسيرات روسية.
هجوم على كييف
ودوّت في كييف صفّارات الإنذار لتحذير سكّانها من هجوم جوي وشيك. وما هي إلا دقائق حتى دوّت في العاصمة الأوكرانية أصوات انفجارات. وفي بادئ الأمر أعلنت بلدية كييف أنّ الدفاعات الجوية تتعامل مع أهداف في سماء العاصمة، داعية السكّان إلى البقاء في الملاجئ. وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على تلغرام إنّ المبنى السكني الذي أصابته المسيرة يقع في منطقة سولوميانسكي في جنوب غرب العاصمة.
وفي منطقة غولوسيفسكي الواقعة في جنوب كييف، سقط على مبنى شاهق حطام من طائرة بدون طيّار دمّرتها الدفاعات الجوية. ولم يسفر هذا الحادث عن وقوع إصابات، بحسب ما أعلنت الإدارة العسكرية لكييف على تلغرام. (وكالات )
