عادي
عرض يعزز القيم الإيجابية بين الأفراد

مسرحية «المبدعون».. لا شيء أغلى من الوطن

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
مشهد من المسرحية
مشهد من المسرحية
مشهد من العرض

الشارقة: «الخليج»
قدمت فرقة جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح، آخر عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السابعة عشرة، وهي مسرحية «المبدعون» من تأليف عثمان الشطي، وسينوغرافيا وإخراج الفنان مبارك ماشي، وتمثيل: دلال شرايبي، خميس اليماحي، عبدالحميد البلوشي، رنيم، فاطمة البستكي، محمد اليعربي، عفراء الغامدي، ميرة القصاب، وآخرون.
تدور حكاية العرض حول مدينة متخيلة، هي مدينة الألوان، كانت تعيش بهدوء وسلام، حتى يصل إليها مجموعة من الأشرار يسعون إلى السيطرة عليها والنيل من مقدراتها، ويحكمون قبضتهم على المدينة، ويأسرون حكيمها، غير أن الحكيم بفطنته وحنكته، يساوم الأشرار على لغز، إن تمكن أبناء مدينته من حله يطلقون سراحه، وإن لم يتمكنوا من حله، فسيسلم المدينة لهم، ويكون كل شيء تحت تصرفهم، فيوافق الأشرار على ذلك، ويبدأ أهالي مدينة الألوان بالتفكير في حل اللغز، حيث يتمكنون من فك شفرة اللغز، والتي تعني البحث عن سيوف خمسة موجودة في مدن خمسة وإحضارها إلى المدينة.
تبدأ مجموعة مدينة الألوان بالبحث عن تلك السيوف في رحلة طويلة وشاقة، شملت خمس مدن، هي مدينة الورد، ومدينة الموسيقى، ومدينة الثقافة، ومدينة الفضاء، ومدينة المرايا، وبعد جهد جهيد وعدة مصاعب وتحديات، والكثير من الإخفاقات التي تواجه فريق أبناء مدينة الألوان، يتمكنون في النهاية من الحصول على السيوف الخمسة، ليعودوا بعدها إلى مدينتهم، مدينة الألوان، ويخبرون الحكيم بأنهم تمكنوا من حل اللغز، فيفرح بهذا الخبر، ويتفاجأ اللصوص بقدرة أهل المدينة على حل ذلك اللغز الصعب، وبعدها يقوم أهل المدينة بطرد اللصوص الأشرار من مدينتهم، ليعود بعد ذلك للمدينة سحرها وبريقها وألوانها، وترجع مرة أخرى إلى الحياة الآمنة والهادئة والمطمئنة، بعد أن استفادوا من الدرس، الذي لن ينسوه طوال حياتهم.
رسائل
تضمن العرض عدة رسائل موجهة للأطفال أبرزها التأكيد على حب الوطن، وأن الوطن أغلى من أي شيء آخر، وأن كل شيء يمكن التضحية به فداء للوطن الذي يستحق من الجميع التضحية والفداء، كما أكد العرض على روح التحدي، وعدم الاستسلام للظروف، إضافة إلى أن التعاون والمحبة بين أفراد المدينة الواحدة قادران على صنع المستحيل. كذلك شدد العرض على أهمية العمل الجماعي، وأن الفرد مهما كان قوياً فهو سيبقى بحاجة إلى الجماعة، وأن أصابع اليد الواحدة لا يمكنها أن تكون ذات فائدة إلا إذا كانت مجتمعة. كما ذهب العرض إلى موضوع التنمر، بوصفه آفة مجتمعية يجب على الجميع الوقوف بوجهها.
من جهة أخرى، عمد المخرج إلى تنفيذ حلول ومعالجات فنية، من ضمنها لوحات استعراضية، ورقصات تعبيرية شكلت عنصراً مهماً أضاف إلى الفرجة البصرية التي أضاءت على فكرة العرض، كذلك جاءت أزياء الممثلين معبرة عن الشخصيات التي يؤدونها، وعلى مستوى الإضاءة فقد حضرت كعنصر كائن في بنية العرض، حيث حلت في الكثير من الأحيان محلّ الديكور وكانت بمثابة التحديد المكاني والزماني لانتقالات النص، كما كان للأغاني دور مهم في الحفاظ على إيقاع العرض، وحلت في بعض الأماكن بديلاً درامياً نجح في تجاوز السرد في بعض مشاهد العرض. صمم إضاءة العرض رضوان النوري، وقام مبارك الماشي بتصميم الديكور، والأزياء ميلانا رسول، وصمم الماكياج مهرة السويدي، وقام ماريو عماد بتصميم الرقصات، فيما قام عامر الجمل بتلحين الأغاني، والكيروغراف لخليفة ناصر، وتصميم المؤثرات الصوتية لمحمد حوراني، وأدار إنتاج العرض حبيب الكعبي، ومساعد مخرج محمد اليعربي، وبإشراف عام من الفنان فهد مبارك ماشي. وسيكون جمهور الأطفال في إمارة أم القيوين، على موعد مع ذات العروض الستة التي قدمت في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في الشارقة، حيث ستنتقل هذه العروض وبعد ختام المهرجان، مباشرة لتعرض بالتتابع على مسرح أم القيوين الوطني.
فرجة بصرية
تمكن العرض من خلق فرجة بصرية، من خلال سينوغرافيا رغم بساطتها إلا أنها كانت مبهرة، وتمكنت من جذب جمهور الأطفال إليها من خلال مشاهد عديدة ومتنوعة، ورغم أن العرض تجاوز في مدته الساعة، إلا أنه نأى بنفسه عن الرتابة والملل

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4ru24anb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"