موجة من الأحداث القاسية شهدها عام 2023، تنوعت ما بين حروب وزلازل وفيضانات، علاوة على الأحداث المناخية، إذ كانت عدة شهور خلال العام هي الأكثر سخونة على مر التاريخ، حتى بات 2023 عام تحطيم الأرقام القياسية في الكوارث بسبب ارتفاع حرارة النظام المناخي، والطقس المتطرف الذي أصاب مناطق كثيرة بالجفاف والفيضانات وحرائق الغابات.
وعاشت كثير من الدول أوقاتاً عصيبة في عام 2023، خاصة أنها بدأت مبكراً مع بدايات العام بوقوع زلزال تركيا وسوريا المدمر في فبراير/ شباط الماضي، لتتوالى من بعده الكوارث الأخرى بين أعاصير وفيضانات وحرائق وصراعات أهلية أودت بحياة الآلاف، وأخيراً حرب غزة التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ولا تزال توابعها مستمرة حتى الآن.
زلازل مدمرة
يعد زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فجر السادس من فبراير/ شباط الماضي أول وأقوى الكوارث الطبيعية خلال عام 2023، فقد كانت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وتلاه زلزال آخر بقوة 7.7 درجة بعد ظهر اليوم نفسه، وهو ما تسبب في تفاقم الكارثة ليصل عدد الضحايا في المجمل إلى أكثر من 50 ألف شخص، مع ضِعف هذا العدد من الجرحى وملايين النازحين عن المناطق المتضررة.
ووفقاً لقوة الزلازل يأتي زلزال آخر ليضرب المغرب في 8 سبتمبر بقوة 6.8 درجة، وكان مركز الزلزال على بُعد نحو 75 كم جنوب غرب مراكش قرب بلدة إغيل في جبال الأطلس، وتسبب في وفاة قرابة ثلاثة آلاف شخص.
أيضاً شهدت أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي زلزالاً تسبب في مقتل أكثر من 2400 شخص في مناطق ترتفع فيها بالفعل احتمالات وقوع الزلازل، حيث تقف جميعها أعلى «الحزام الألبي»، وهو حزام زلزالي وجبلي يمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر على طول الهامش الجنوبي من قارتي آسيا وأوروبا.
أعاصير غير مسبوقة
في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضرب إعصار أوتيس الساحل المكسيكي على المحيط الهادئ مع رياح تبلغ سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة، متجاوزاً إعصار باتريشيا كأقوى إعصار مسجل يصل إلى اليابسة.
وأدى هذا الإعصار إلى تدمير ما يقرب من 80% من الفنادق و96% من الشركات في مدينة أكابولكو المكسيكية التي مر خلالها.
وإلى جانب ذلك، شهدت بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية موسم عواصف استثنائياً دفع بعض الوكالات مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعلان 2023 العامَ الأكثر كلفة من حيث إدارة الكوارث الطبيعية.
فقد تأكد ما لا يقل عن عشرات الأعاصير الموثقة في عام 2023 داخل الولايات المتحدة، وتجاوزت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 المتوسط، وكان عام 2023 واحداً من أعلى الأعوام المسجلة في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد الوفيات بسبب العواصف مع 76 حالة وفاة.
فيضانات كارثية
ابتداء من 29 يوليو/ تموز الماضي شهدت 16 مدينة ومقاطعة على الأقل في شمال شرق الصين هطول أمطار وفيضانات قياسية بسبب إعصار دوكسوري، وشهدت بكين أشد هطول للأمطار منذ قرابة قرن ونصف.
ولم تتوقف الأمطار الغزيرة والأعاصير، بل امتدت بكثافة خلال شهر أغسطس/ آب الماضي فتعرضت جميع أنحاء الصين للكثير من الانهيارات الطينية والفيضانات المفاجئة.
وفي هاييتي تسبب الطقس المضطرب في ضرب سبع من المقاطعات العشر في البلاد ونزوح أكثر من 13 ألف شخص خلال يونيو/ حزيران 2023، وتعرضت عدة بلدان لفيضانات كبيرة من ثلاثة أنهار أودت بحياة أكثر من 50 شخصاً.
وربما كانت الفيضانات هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكراراً في 2023، حيث شهدت دول مثل البرازيل، وغانا، والهند، والمملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، والإكوادور، والكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، وزامبيا فيضانات خلال هذا العام.
وجاء على رأس الفيضانات الكارثية في عام 2023، فيضانات ليبيا التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص في سبتمبر/ أيلول الماضي.
حرائق الغابات
زاد تغير المناخ مؤخراً من تأجج ظواهر الطقس الشديدة السوء المدمرة. وشملت هذه الظواهر خلال العام موجات الحر الشديدة في أمريكا الجنوبية، وأسوأ موسم من حرائق الغابات تشهده كندا على الإطلاق.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأرض تشهد «انهياراً مناخياً» بعدما أظهرت البيانات أن الأشهر الثلاثة (يونيو، ويوليو، وأغسطس) الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1940.
وسجّل عام 2023 حالات قاسية من حرائق الغابات، منها مثلاً حرائق الغابات في الجزائر خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، حيث شهدت البلاد قرابة 100 حريق في 16 ولاية تسببت في مقتل 34 شخصاً على الأقل بينهم 10 جنود. ولعب الطقس الحار والرياح الشديدة دوراً في تأجج تلك الحرائق، حيث وصلت درجة الحرارة أثناءها إلى 48 درجة مئوية.
وفي أوروبا سجلت اليونان أقوى موجة من انبعاثات غازات الدفيئة صادرة عن حرائق الغابات على الإطلاق خلال 2023، وفي المحيط الهادئ أصبح الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بهاواي هو أشد حرائق الغابات فتكاً في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
وكانت حرائق الغابات في تشيلي، والتي بدأت في يناير 2023، واحدة من الحالات المتطرفة كذلك، حيث تطورت لتصل إلى ما لا يقل عن 406 حرائق، وصُنفت العشرات منها على أنها حرائق خطيرة، قضت في مجموعها على أكثر من مليون فدان، وأسفرت عن مقتل 24 شخصاً، ما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق متعددة من البلاد.
حروب وصراعات
في 15 إبريل/ نيسان الماضي اشتعل صراع عسكري مدمّر داخل السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر حتّى الآن عن مقتل ما يزيد على 12 ألف شخص، وتشريد 6 ملايين داخل وخارج السودان، وخسائر مادية تُقدَّر بـ60 مليار دولار.
أما الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت يوم 24 فبراير/ شباط 2022، وتسببت في خسائر بشرية بمئات الآلاف، فقد استمرت مشتعلة طوال 2023، ولم تنته في العام الذي يلملم أوراقه الأخيرة حالياً، رغم التوقعات الكبيرة السابقة بانتهائها.
وألحقت هذه الحرب المستمرة حتى الآن خسائر كبيرة بالبلدين، لكنها ليست مجرد شأن إقليمي يدور بين بلدين متجاورين، بل امتد تأثيرها إلى معظم دول أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، لما لها من تداعيات اقتصادية كبيرة على هذه البلدان.
وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الغابون استيلاءها على السلطة في البلاد، وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا بولاية ثالثة.
ويعد انقلاب الغابون هو الانقلاب الثاني في إفريقيا خلال 2023، فقد جاء بعد عدة أسابيع من انقلاب النيجر الذي حدث في 26 يوليو/ تموز.
وكما بدأ العام بكارثة مدمرة هي زلزال تركيا انتهى بحرب شغلت الرأي العام العالمي وهي حرب غزة، فمنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تعرضت غزة لقصف إسرائيلي متواصل حتى الآن راح ضحيته نحو 20 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، وذلك رداً على هجوم مباغت نفذته حركة حماس قُتل خلاله 1200 معظمهم من الإسرائيليين.
وعاشت كثير من الدول أوقاتاً عصيبة في عام 2023، خاصة أنها بدأت مبكراً مع بدايات العام بوقوع زلزال تركيا وسوريا المدمر في فبراير/ شباط الماضي، لتتوالى من بعده الكوارث الأخرى بين أعاصير وفيضانات وحرائق وصراعات أهلية أودت بحياة الآلاف، وأخيراً حرب غزة التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ولا تزال توابعها مستمرة حتى الآن.
زلازل مدمرة
يعد زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فجر السادس من فبراير/ شباط الماضي أول وأقوى الكوارث الطبيعية خلال عام 2023، فقد كانت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وتلاه زلزال آخر بقوة 7.7 درجة بعد ظهر اليوم نفسه، وهو ما تسبب في تفاقم الكارثة ليصل عدد الضحايا في المجمل إلى أكثر من 50 ألف شخص، مع ضِعف هذا العدد من الجرحى وملايين النازحين عن المناطق المتضررة.
ووفقاً لقوة الزلازل يأتي زلزال آخر ليضرب المغرب في 8 سبتمبر بقوة 6.8 درجة، وكان مركز الزلزال على بُعد نحو 75 كم جنوب غرب مراكش قرب بلدة إغيل في جبال الأطلس، وتسبب في وفاة قرابة ثلاثة آلاف شخص.
أيضاً شهدت أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي زلزالاً تسبب في مقتل أكثر من 2400 شخص في مناطق ترتفع فيها بالفعل احتمالات وقوع الزلازل، حيث تقف جميعها أعلى «الحزام الألبي»، وهو حزام زلزالي وجبلي يمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر على طول الهامش الجنوبي من قارتي آسيا وأوروبا.
أعاصير غير مسبوقة
في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضرب إعصار أوتيس الساحل المكسيكي على المحيط الهادئ مع رياح تبلغ سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة، متجاوزاً إعصار باتريشيا كأقوى إعصار مسجل يصل إلى اليابسة.
وأدى هذا الإعصار إلى تدمير ما يقرب من 80% من الفنادق و96% من الشركات في مدينة أكابولكو المكسيكية التي مر خلالها.
وإلى جانب ذلك، شهدت بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية موسم عواصف استثنائياً دفع بعض الوكالات مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعلان 2023 العامَ الأكثر كلفة من حيث إدارة الكوارث الطبيعية.
فقد تأكد ما لا يقل عن عشرات الأعاصير الموثقة في عام 2023 داخل الولايات المتحدة، وتجاوزت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 المتوسط، وكان عام 2023 واحداً من أعلى الأعوام المسجلة في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد الوفيات بسبب العواصف مع 76 حالة وفاة.
فيضانات كارثية
ابتداء من 29 يوليو/ تموز الماضي شهدت 16 مدينة ومقاطعة على الأقل في شمال شرق الصين هطول أمطار وفيضانات قياسية بسبب إعصار دوكسوري، وشهدت بكين أشد هطول للأمطار منذ قرابة قرن ونصف.
ولم تتوقف الأمطار الغزيرة والأعاصير، بل امتدت بكثافة خلال شهر أغسطس/ آب الماضي فتعرضت جميع أنحاء الصين للكثير من الانهيارات الطينية والفيضانات المفاجئة.
وفي هاييتي تسبب الطقس المضطرب في ضرب سبع من المقاطعات العشر في البلاد ونزوح أكثر من 13 ألف شخص خلال يونيو/ حزيران 2023، وتعرضت عدة بلدان لفيضانات كبيرة من ثلاثة أنهار أودت بحياة أكثر من 50 شخصاً.
وربما كانت الفيضانات هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكراراً في 2023، حيث شهدت دول مثل البرازيل، وغانا، والهند، والمملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، والإكوادور، والكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، وزامبيا فيضانات خلال هذا العام.
وجاء على رأس الفيضانات الكارثية في عام 2023، فيضانات ليبيا التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص في سبتمبر/ أيلول الماضي.
حرائق الغابات
زاد تغير المناخ مؤخراً من تأجج ظواهر الطقس الشديدة السوء المدمرة. وشملت هذه الظواهر خلال العام موجات الحر الشديدة في أمريكا الجنوبية، وأسوأ موسم من حرائق الغابات تشهده كندا على الإطلاق.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأرض تشهد «انهياراً مناخياً» بعدما أظهرت البيانات أن الأشهر الثلاثة (يونيو، ويوليو، وأغسطس) الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1940.
وسجّل عام 2023 حالات قاسية من حرائق الغابات، منها مثلاً حرائق الغابات في الجزائر خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، حيث شهدت البلاد قرابة 100 حريق في 16 ولاية تسببت في مقتل 34 شخصاً على الأقل بينهم 10 جنود. ولعب الطقس الحار والرياح الشديدة دوراً في تأجج تلك الحرائق، حيث وصلت درجة الحرارة أثناءها إلى 48 درجة مئوية.
وفي أوروبا سجلت اليونان أقوى موجة من انبعاثات غازات الدفيئة صادرة عن حرائق الغابات على الإطلاق خلال 2023، وفي المحيط الهادئ أصبح الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بهاواي هو أشد حرائق الغابات فتكاً في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
وكانت حرائق الغابات في تشيلي، والتي بدأت في يناير 2023، واحدة من الحالات المتطرفة كذلك، حيث تطورت لتصل إلى ما لا يقل عن 406 حرائق، وصُنفت العشرات منها على أنها حرائق خطيرة، قضت في مجموعها على أكثر من مليون فدان، وأسفرت عن مقتل 24 شخصاً، ما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق متعددة من البلاد.
حروب وصراعات
في 15 إبريل/ نيسان الماضي اشتعل صراع عسكري مدمّر داخل السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر حتّى الآن عن مقتل ما يزيد على 12 ألف شخص، وتشريد 6 ملايين داخل وخارج السودان، وخسائر مادية تُقدَّر بـ60 مليار دولار.
أما الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت يوم 24 فبراير/ شباط 2022، وتسببت في خسائر بشرية بمئات الآلاف، فقد استمرت مشتعلة طوال 2023، ولم تنته في العام الذي يلملم أوراقه الأخيرة حالياً، رغم التوقعات الكبيرة السابقة بانتهائها.
وألحقت هذه الحرب المستمرة حتى الآن خسائر كبيرة بالبلدين، لكنها ليست مجرد شأن إقليمي يدور بين بلدين متجاورين، بل امتد تأثيرها إلى معظم دول أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، لما لها من تداعيات اقتصادية كبيرة على هذه البلدان.
وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الغابون استيلاءها على السلطة في البلاد، وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا بولاية ثالثة.
ويعد انقلاب الغابون هو الانقلاب الثاني في إفريقيا خلال 2023، فقد جاء بعد عدة أسابيع من انقلاب النيجر الذي حدث في 26 يوليو/ تموز.
وكما بدأ العام بكارثة مدمرة هي زلزال تركيا انتهى بحرب شغلت الرأي العام العالمي وهي حرب غزة، فمنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تعرضت غزة لقصف إسرائيلي متواصل حتى الآن راح ضحيته نحو 20 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، وذلك رداً على هجوم مباغت نفذته حركة حماس قُتل خلاله 1200 معظمهم من الإسرائيليين.
