عادي
المختطفون زادوا مبلغ الفدية بعد تعذر الوالد عن السداد وقتلوا إحدى بناته

سباق مع الزمن لإعادة 6 فتيات من عائلة واحدة مختطفات بنيجيريا

20:15 مساء
قراءة 3 دقائق

أبوجا - (أ ف ب)

في الثاني من كانون الثاني/يناير، كان منصور القادريار في منزله مع عائلته في ضواحي أبوجا، عندما دهم مسلّحون بيته وقتلوا شقيقه وخطفوا بناته الخمس وقريبة لهم، في واقعة هزّت البلاد، وتعكس هول عمليات الخطف المتكررة في نيجيريا.

وازداد الوضع سوءاً عندما علم الوالد بمقتل إحدى بناته بعدما تعذّر عليه دفع الفدية المطلوبة.

وزاد الخاطفون مبلغ الفدية، وجمعت العائلة المبلغ المطلوب بفضل حملة على الإنترنت وهبة من الوزير السابق عيسى علي إبراهيم، لكن المفاوضات لا تزال جارية مع الخاطفين، في سباق مع الزمن لإعادة الفتيات سالمات.

الخطف مقابل الفدية

أثارت الحادثة موجة استنكار في نيجيريا، البلد الأكثر تعداداً للسكان في القارة السمراء، والذي يعيش فيه أكثر من 218 مليون نسمة، وتنتشر فيه عمليات الاختطاف مقابل فديات. وتعيث الجماعات الإجرامية رعباً على الطرق السريعة وفي المباني السكنية وحتى في المدارس.

وتعهّد الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو عند توليه السلطة في أيار/مايو 2023 «عدم خسارة المعركة ضد انعدام الأمن».

واضطر في أعقاب اختطاف بنات عائلة القادريار إلى الاعتراف في بيان صدر في 16 كانون الثاني/يناير ب «الموجة الأخيرة من عمليات الخطف وهجمات المجرمين» التي تضرب البلد، وقد وصلت إلى العاصمة الفدرالية بعدما ظلت بمنأى منها لفترة طويلة.

وأعربت السيدة الأولى أولوريمي تينوبو عن قلقها في 15 كانون الثاني/يناير عبر حسابها على «إكس». وناشدت قوى الأمن «تكثيف الجهود» للتصدي لانعدام الأمن.

وصدر كلام كثير في أوساط السياسيين والإعلاميين عن استراتيجية الحكومة بعد تزايد الهجمات في العاصمة أبوجا التي تحظى بحماية مشدّدة من الشرطة والجيش.

ووصل الأمر بصحيفة «فانغارد» إلى القول إن أبوجا «في حالة حصار»، وتُجرى عمليات الاختطاف فيها «بوتيرة يومية».

مفاوضات

قرابة التاسعة من مساء الثاني من كانون الثاني/يناير، دهم مسلحون منزل عائلة القادريار في بواري على بعد 25 كيلومتراً من وسط مدينة أبوجا، مطالبين بالمال. لكن لم يكن في حوزة الوالد منصور شيء يقدّمه، وفق ما كشفت لوكالة فرانس برس قريبة العائلة آسيا آدمو (23 عاماً).

عندها، كبل المسلّحون أيدي أفراد العائلة وضربوا الأخوات الخمس وإحدى نسيباتهن قبل اقتيادهن إلى الخارج، وقتل شقيق منصور الذي هبّ لنجدة الفتيات.

ولقي عدّة عناصر في الشرطة أيضاً حتفهم في الحادثة إثر تبادل إطلاق النار، وفق آسيا آدمو.

لا أحد يستحق ذلك

أمهلت العصابة الوالد منصور لدفع فدية كبيرة، لكن تعذّر على العائلة المتواضعة الحال الالتزام بالفترة المحدّدة. فقامت المجموعة بقتل إحدى الشقيقات نبيهة (21 عاماً) وإعادة جثّتها إلى ذويها قبل زيادة مبلغ الفدية، بحسب ما أفادت آدمو.

ووصفت آسيا آدمو نسيبتها نبيهة بالفتاة «الذكية واللطيفة والطيّبة»، مشيرة إلى أنها كانت قد أنهت للتوّ دراستها الجامعية وتنتظر تسلم شهادتها على أحرّ من الجمر.

وعلقت «لا أحد يستحقّ ذلك».

وجمعت العائلة المبلغ المطلوب بفضل حملة على الإنترنت وهبة من الوزير السابق عيسى علي إبراهيم، لكن المفاوضات لا تزال جارية مع الخاطفين.

وبحسب آدمو، فإن صغرى الشقيقات في الرابعة عشرة.

وأكّد سياسيون أقوال آسيا آدمو، وأعلنت الشرطة عن «اختطاف ست فتيات»، كاشفة لوكالة فرانس برس تنفيذ عملية إنقاذ، من دون تقديم مزيد من التفاصيل لأسباب أمنية.

مشكلة متفاقمة

أفادت شركة الاستشارات النيجيرية «إس بي إم إنتليجنس» وكالة فرانس برس بأن 283 شخصاً اختطفوا عند حدود العاصمة الفدرالية العام المنصرم.

وباتت عمليات الخطف مشكلة شديدة الوطأة في نيجيريا مطلع الألفية الثالثة. غير أن خبراء يعزون الارتفاع الأخير في حوادث الاختطاف إلى الأزمة الاقتصادية التي دفعت البعض إلى القيام بأعمال إجرامية لكسب المال.

وبحسب كونفيدنس ماكهاري المحلل في «إس بي إم»، يتفاقم انعدام الأمن في ضواحي العاصمة منذ سنوات.

وما زال الهجوم على سجن في ضاحية أبوجا في 2022 ماثلاً.

وقد قصف مسلحون سجن كوجي، محرّرين مئات السجناء خلال عملية تبنّاها إرهابيون متحالفون مع تنظيم «داعش» الإرهابي.

المراهنة على الوقت

واعتبر المحلل أن العمليات التي تنفذها الشرطة بين الحين والآخر للقبض على المجرمين في المدن المحيطة بأبوجا لا تجدي، مشيراً إلى أن «المجرمين يراهنون على الوقت».

وكان قد تم خطف 276 تلميذة من مدرسة في شيبوك في شمال شرق نيجيريا على أيدي إرهابيي «بوكو حرام»، قد تصدّر عناوين الصحف العالمية في العام 2014، غير أن عمليات الاختطاف اليومية نادراً ما تحظى بانتباه الرأي العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p8bv2n9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"