خلق الله تعالى الإنسان في أحسن صورة، لذلك تعتبر صحته أمانة يحاسب عليها يوم القيامة، لذا يجب عليه الابتعاد عن كل ما يؤذيه، والعمل على الوقاية والحذر من كل الأمور الضارة بصحته، فجيل العصر الحالي يقبل على تناول السجائر بكثرة، بقصد التخلص من المزاج السيئ، وتقليل الاضطرابات العاطفية، غير مدركين التأثير السلبي للتدخين الذي يسبب زيادة الاكتئاب والتوتر وزيادة الضغط النفسي.
فالتدخين يعتبر من أكثر أنواع الإدمان المنتشرة في وقتنا الحاضر. فعلى الرغم من حملات التوعية بالأمراض والمشاكل الصحية التي يسببها، فإن أعداد المدخنين في تزايد مستمر، ومن أكبر نعم الله علينا قيام أجسامنا بالتخلص من الأوساخ الموجودة بداخلنا.
فالتوقف عن التدخين يعمل على تخفيض ضغط الدم، كما يُصبح القلب يعمل بمعدل طبيعي، وتتحسن حاستا الذوق والشم والتنفس بشكل أفضل، وترتفع كفاءة الرئتين، وتنشط الدورة الدموية لتصبح حركتنا أسهل، وتقل نسبة الإصابة بسرطان الرئة، ويساعد على ذلك العناية بالنظام الغذائي، بحيث يكون صحياً ومتوازناً.
ومن أفضل طرق الإقلاع عن التدخين، أن يكون الشخص لديه الإرادة القوية حتى لا يضعف عند أي فرصة تسمح له بالتدخين، وأن يقوم بإشغال نفسه حتى لا يجد الوقت للتفرغ للتفكير فيه، وعليه ممارسة الرياضة في حالة تعرضه للقلق والتوتر، وأن يكون لديه سبب مقنع لتركه وعدم العودة إليه.
وقد أصدرت الإمارات قانوناً اتحادياً يحظر دخول التبغ ومنتجاته إلى الدولة، إلا إذا توفرت فيه المقاييس المتبعة في الإمارات، ومن ضمنها وجود عبارات وصور تحذيرية واضحة على عبواته، إضافة إلى منع كل أشكال الإعلان والترويج والدعاية لأي من منتجات التبغ.
دولتنا الحبيبة من الدول السباقة بالانضمام لاتفاقيات الصحة العالمية لمكافحة التدخين، إذ أصدرت التشريعات الداعمة لإجراءات مكافحة التدخين، وتبنت أفضل الممارسات الإجرائية، حرصاً منها على صحة المجتمع وأفراده، إذ تعد مكافحة التبغ واحدة من أهم أولويات وزارة الصحة التي وضعت استراتيجية متكاملة، من خلال البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، وتم إدراج خفض استهلاك التبغ ضمن مؤشرات الأجندة الوطنيّة، حيث بينت النتائج للمسح الصحي الوطني انخفاض انتشار التدخين بنسبة 11%، وأطلقت عدة حملات توعوية، مثل: حملة (أذكى من أن نبدأ)، وحملة (التزم بالإقلاع)، وحملة (طفل في المنزل)، لحماية الأطفال من التعرض للتدخين السلبي، وكذلك حجب عدد من المواقع الإلكترونية التي تروّج وتبيع منتجات التبغ الإلكترونية للأطفال والشباب، وكذلك إطلاق برامج تدريبية لتعزيز القدرات والمهارات للأطباء لتقديم خدمات الإقلاع عن التدخين بكافة أنواعه ومشتقاته، بناء على دليل إرشادي موحد متسق مع أحدث أساليب وطرق العلاج المتاحة عالمياً.
