عادي
«يوميات روز» و«سفر العباءة» على طاولة النقاش

الرواية بطلة مهرجان طيران الإمارات للآداب

19:21 مساء
قراءة 4 دقائق
طيران الإمارات للأداب تصوير جون فرجيس
طيران الإمارات للأداب تصوير جون فرجيس

دبي: عثمان حسن

استضاف مهرجان طيران الإمارات للآداب، الأحد، في فندق «إنتركونتننتال» دبي، جلستين، واحدة جمعت بين الروائية الإماراتية ريم الكمالي، والمترجم تشيب روسيتي، في جلسة مشوقة، تناولت رواية ريم الكمالي «يوميات روز» الصادرة عن دار الآداب في بيروت، والتي قام روسيتي بترجمتها إلى العربية عن طريق «ELF» التابعة لمؤسسة الإمارات للآداب.. وأدار الجلسة الباحث والأكاديمي اللبناني بلال الأورفه لي.. فيما جمعت الجلسة الثانية بين الكاتب الكويتي سعود السنعوسي الفائز عام 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية، في دورتها السادسة عن روايته «ساق البامبو»، والإعلامية الأردنية ريم عبيدات، في حديث تناول الجزء الثاني من روايته الأخيرة «أسفار مدينة الطين»، وهو بعنوان «سفر العباءة».

في الجلسة الأولى طرح الأورفه لي مجموعة من الأسئلة التي لها صلة بالرواية من حيث موضوعها وظروف كتابتها، وأهميتها بوصفها واحدة من الروايات التي قدمت طرحاً جديداً بتتبعها لشخصية بطلتها «روز» ما قبل قيام دولة الاتحاد، وتحديداً حقبة منتصف ستينيات القرن العشرين، في منطقة الشندغة، وهي أعرق وأقدم منطقة سكنية في دبي، و تتبعت ريم الكمالي شخصية بطلتها التي تحرم من البعثة الدراسية إلى دمشق لدراسة الأدب العربي مع زميلاتها المنتهيات من الثانوية، بسبب وفاة والدتها، ورفض عمها السفر. ولأنها قارئة محترفة ولديها ملكة الكتابة، تصب غضبها في يومياتها السرية، وتحول كل ما حولها من أحداث تاريخية واجتماعية وتقاليد قديمة إلى حكايات وأفكار وفلسفة وأسئلة، وتلقي بدفاترها بعد امتلائها في مياه الخور قرب المنزل، لتتخلص منها قبل أن يطّلع عليها أحد.

*شغف

نوهت الكمالي بمجموعة من المحفزات التي ألهمتها لكتابة الرواية، في زمن كان الشعر هو السائد عند من يمتهنون الأدب، فتخيلت فتاة لديها ملكة كتابة حاولت كسر التقاليد المفروضة على الأنثى، فكانت هذه الرواية التي تضيء على حكاية روز، ولكنها أيضاً تلفت إلى سحر المكان حيث يمتزج الواقع بالخيال، كما تضيء على شغف المرأة بالتعليم والأدب، كما هو شأن الرجل، حيث أحست الكمالي بأن روح روز قد ولدت هنا، في هذا المكان الذي ينقل القارئ إلى الأماكن التي جرت فيها الأحداث، حيث البيئة البحرية، ورحلات الغوص وصيد اللؤلؤ، في صورة تعبر عن اعتزاز الإماراتي ببيئته، فضلاً عن تصويرها للأسواق، وما فيها من محال لبيع العطارة وزينة المرأة، وبيع الأقمشة النسوية، وكل ما في تلك المنطقة من حيوية مدينية وملامح عصرية نابضة بالحياة.

من جهته، تحدث روسيتي عن تفاصيل ترجمته للرواية التي صدرت في 2023، وما تخلل ذلك من لقاءت مع الكاتبة، مستفسراً عن بعض المصطلحات التي جاءت في الرواية لكي يكون أميناً في ترجمة محتوى أدبي يقدم الرواية بصورة أدبية لقارئ آخر ليس عربياً، منوهاً بأهمية الترجمة في نقل الأفكار وتقريب الثقافات، ومستشهداً بما سبق وقالته سوزان سونتاج التي اعتبرت الترجمة بمثابة نظام دورة دموية للأدب العالمي، كما عبر عن سعادته بهذا العمل الذي ينقل فضاءات وجغرافيا مدينة حية بكل ما فيها من تفاصيل نابضة إلى القارئ الأجنبي.

*أسئلة

في الجلسة الثانية تطرقت ريم عبيدات في حوارها مع السنعوسي إلى العديد من الأسئلة التي لها صلة بمشروعه الروائي، وصولاً إلى روايته الجديدة «سفر العباءة»، ومدى قربها أو ابتعادها عن التاريخ، كما أكدت عناصر الدهشة في هذا العمل الروائي على مستوى السرد والتقنيات، والتعبير عن حقبة زمنية في تاريخ الكويت، ابتدأت منذ نهايات الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في 1920 وصول إلى تسعينات القرن الفائت.

واستدرجت عبيدات الحاضرين إلى موضوع الرواية من خلال ما كتب على غلافها الأخير: «لو أن غريباً أطلّ من سطوح البيوت الطينية بعد شروق شمس اليوم؛ لخُيّل إليه أن سرباً من غربان الدّوري قد حطّ على رمال الساحل الرطبة. أعناق مشرئبة نحو الأفق الأزرق، وعيون تتحرّى مُقبلاً يجيء من بعيد. غير أن الدّيرة لا تعرفُ من الغِربان إلا فُرادى بغير أسراب، تتسلّل إلى سفن التجارة الراسية في موانئ الهند، وتندسّ بين زكائب التوابل والحبوب والشاي، وتسافر مع السفن في أوبتها إلى الديرة، فتلفي نفسها متسلّلة غريبة في بلاد غريبة. وتمكثُ على الساحل الشرقي شهوراً تتحرّى إبحار السفن الشراعية ثانية إلى الهند.. لا غِربان في الديرة. لا غربان إلا قليل».

وتحدث السنعوسي بإسهاب عن زمن روايته، مؤكداً أنها تضيء على فترة تعود إلى عام 1920 في تاريخ الكويت، وتمتد حتى عام 1990، وأنه كتب رواية ليست تاريخية، بل تستعير من التاريخ لتقدم أحداثاً وشخصيات متفاعلة ونابضة بالحياة، حيث حرص على تقديمها بوعي جمالي وأسلوب مشوق، كما هو في رواية «ساق المامبو»، وغيرها من الأعمال.

في هذه الرواية حرص السنعوسي على أجواء تلك الحقبة الزمنية بكل إيجابياتها وسلبياتها، مضيئاً على تاريخ المنطقة، وما فيها من تناقضات، وما تمتاز به من تحولات على صعيد بنيتها الاجتماعية والثقافية، هذه البنية التي أكد أنها كانت تدين لثقافة اجتماعية متنوعة، وهذا ما انعكس في شخصيات الرواية، ففي مدينة الطين/ هناك الكثير مما يرتبط بالواقع، ومما يرتبط بالخرافة والغيبيات كشخصية «الصاجة»، وهي شخصيات كانت موجودة في مدينة الطين، وغيرها من مدن الصحراء والخليج، والرواية في جزئها الثاني تركز على العباءة التي تسبّبت بموت أحد البحارة، بسبب نداءات «بودرياه» وهو شخصية خرافية بحرية يعرفها كل أبناء الخليج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yhchp7rx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"