عادي

أداة «أوبن إيه آي» لإنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي تثير قلق قطاعات معنية

17:29 مساء
قراءة 3 دقائق
«سورا» من «أوبن ايه آي»
«سورا» من «أوبن ايه آي»
أثار إعلان شركة «أوبن إيه آي» عن أداة جديدة للذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مقاطع فيديو مدتها دقيقة واحدة، تساؤلات ومخاوف في قطاعات الابتكار الفني والإعلام، بعدما ساهمت الشركة الناشئة في انتشار الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجها «تشات جي بي تي».
تتمتع الأداة الجديدة المسماة «سورا» بقدرة على إنتاج «مشاهد مركّبة مع شخصيات عدة وأنواع معينة من الحركات وتفاصيل دقيقة» من خلال طلب بسيط بسطر واحد، بحسب الشركة التي أشارت إلى أوجه قصور حالية في البرنامج كاللغط بين اليسار واليمين.
ماذا كانت ردود الأفعال الأولية في المجالات التي قد تتأثر بهذه الأداة؟
  • إنشاء لقطات الفيديو

من بين اللقطات التي كشفت عنها «أوبن إيه آي»، الخميس، مشهد لمخلوق خيالي بجانب شمعة، بينما تظهر صورة قريبة جداً من الواقع رجلاً يمشي في مساحة واسعة. وتظهر من خلال هذين المثالين، قدرة برنامج «سورا» على إحداث تغيير كبير في مجال إنشاء مقاطع الفيديو.
قال توماس بيلينغر، أحد مؤسسي شركة «كَتباك بروداكشنز» في العام 2007: «لقد تابعنا تطور قطاع توليد الصور، وهو ما أوجد جدلاً داخلياً كبيراً، وردود فعل فورية أحياناً من جانب المبتكرين»، مضيفاً «ثمة من يشعرون أنه عبارة عن عاصفة لا يمكن إيقافها، وتتقدم بسرعة كبيرة، وأولئك الذين لم يعظموا من شأنه».
وهذه الشركة التي عملت في جولتي سترومايه وجاستيس، متخصصة في استخدام الصور، و«تصميم الحركة» على نطاق واسع، لحفلة موسيقية أو معرض غامر مثلاً.
ويقول بيلانغر: «لم يختبر أحد بعد منتج «أوبن إيه آي» الجديد. لكن ما هو مؤكد أن أحداً ما كان يتوقع هذه الأداة التكنولوجية في غضون أسابيع قليلة»، مضيفاً «سنجد في المستقبل طرقاً مختلفة للابتكار».
أما قطاع ألعاب الفيديو الذي قد يشهد تغييراً جذرياً نتيجة هذا التقدم التكنولوجي، فيظهر انقساماً في المرحلة الحالية.
  • فرص مستقبلية

ورحّبت شركة «يوبيسوفت» الفرنسية بما وصفته «تقدماً». وقال ناطق باسم الشركة: «نستكشف هذه الإمكانات منذ مدة طويلة، وباعتبارنا مبتكرين للعوالم والقصص، نرى أنّ هناك عدداً كبيراً من الفرص المستقبلية مفتوحة للاعبين وفرقنا؛ للتعبير عن مخيلتهم وابتكارهم بأمانة أكبر».
  • أمر دقيق

وقال مدير استوديو «ألكيمي»، الذي يتخذ من نانت مقراً: «أرى أنّ استخدام هذا البرنامج في الوقت الراهن هو أمر دقيق نوعاً ما. لا أنوي استبدال زملائي الفنانين بهذه الأدوات»، مشدداً على أن «الذكاء الاصطناعي يقتصر عمله على إعادة إنتاج أشياء أنجزها البشر».
لكنّه يؤكد أنّ هذه الأداة، «المثيرة للإعجاب من الناحية البصرية»، قد تستخدمها استوديوهات الابتكار الصغيرة لإنتاج صور ذات طابع احترافي.
وفي حين لا تشكل لقطات الفيديو سوى جزء محدود من لعبة فيديو تهدف إلى تطوير السيناريو، يتوقع بوجيه أنّ تجد «أدوات مثل سورا أو غيرها من الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تنتج مقاطع فيديو» طريقها على المدى البعيد، وتحل مكان الأساليب التي نعتمدها في الابتكار.
  • قفزة مرعبة

يشير بازيل سيمون، وهو صحفي سابق وباحث حالياً في جامعة ستانفورد الأمريكية، إلى «قفزة حصلت خلال العام الفائت وكانت مرعبة». ويقول، إنه يخشى كيفية استخدام هذه الأداة خلال الفترات الانتخابية، ويبدي تخوفاً من أن يجد الجمهور نفسه في موقع «العاجز عن معرفة ما يمكن تصديقه».
  • مستوى آخر

ويبدي جوليان بان، مقدم برنامج «فري أو فو»، والمعني بتدقيق بالمعلومات عبر قناة «فرانس إنفو» «قلقاً»، ويقول: «كان حتى اليوم من السهل جداً كشف الصور المزيفة، من خلال ملاحظة أن الوجوه متكررة في الخلفية مثلاً. لكن يبدو أن ما يوفره هذا البرنامج الجديد هو على مستوى آخر. ليس لدينا حل سحري».
ويضيف، «يمكن وضع علامة على مقاطع الفيديو للإشارة إلى أنها مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويمكن لـ«أوبن إيه آي» أن تحترم ذلك. لكن ماذا عن المنافسين الصينيين أو الروس في المستقبل؟».
  • عبقرية إبداعية

أما وكالة «فرِد أند فريد»، التي سبق أن تعاونت مع ماركات بينها «لونشان» و«بَدوايزر» ومع أستوديو مخصص للذكاء الاصطناعي افتتح في مطلع كانون الثاني/يناير، فتتَوَقّع أن «يتم إنشاء 80% من محتوى الماركات، استناداً إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، مما سيعيد التركيز على العبقرية الإبداعية، وسيتوقف الإنتاج عن كونه موضوعاً».
  • تغيير قوي

ومع أن مديرة ومؤسسة وكالة الإعلان والتأثير «أوتا» OTTA ستيفاني لابورت، ترى أن الأداة يُرجّح أن «تغير القطاع بقوة»، تتوقع «تراجعاً من ناحية الإنتاج»، إذ ستلجأ شركات إلى هذه الأدوات الجديدة عندما تكون ميزانيتها متوسطة أو منخفضة. وتعتبر أنّ قطاع المنتجات الفاخرة قد يشكل استثناءً؛ لأنه «حساس جداً على جانب الأصالة، وقد تستخدم الماركات في هذا المجال الذكاء الاصطناعي بشكل محدود».
(أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5cf9ch6x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"