العربية.. لغتك الأم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في مناسبة اليوم الدولي للغة الأم، أحيل القارئ العزيز إلى بعض المعلومات الواردة في تقرير «حالة اللغة العربية ومستقبلها..» الصادر في عام ٢٠٢١ بإشراف وإعداد وزارة الثقافة والشباب في الإمارات، فقد احتلّت العربية، بحسب التقرير (صفحة ٤١٧) المركز الثالث بين أكثر اللغات انتشاراً في مراحل التعليم العالي في عام ٢٠١٥، وذلك وفق تقرير الأكاديمية البريطانية للإنسانيات والعلوم الاجتماعية.

وفق التقرير أيضاً، وعلى سبيل المثال فإن عدد المدارس الثانوية التي تعلم العربية في اليابان هو ثلاث مدارس فقط بحسب بيانات وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا في اليابان في عام ٢٠١٤.. (لاحظ من باب الفضول أو الاستغراب هنا كيف أن وزارة واحدة تجمع بين خمسة تخصصات علمية أو ثقافية).

بحسب التقرير: ازداد عدد المدارس الثانوية التي تعلّم العربية في العقدين الأخيرين في منطقتي شمال غانا، وأشانتي، وبلغ عدد الجامعات التي توفر موادّ باللغة العربية في الصين في عام ٢٠١٤ نحو ٤٦ جامعة تقدم ١٠ منها شهادة الماجستير في تخصص اللغة العربية وأربع منها شهادة الدكتوراه في التخصص نفسه.

هذه المعلومات، وغيرها الكثير متاحة بكل وضوح ومهنية في التقرير الأول من نوعه الصادر في ٢٠٢١ في الإمارات، على أن العودة للإحاطة بمواد وإحصائيات وبيانات التقرير إنما تأتي في سياق العنوان العام الذي أطلقته اليونيسكو لهذا العام في احتفالية (اليوم العالمي للغة الأم)، والعنوان ينطوي على مفاهيم بالغة الأهمية.. مثل التنوّع اللغوي في العالم، والتعليم باللغات غير الأم، وهنا نلاحظ ومن خلال التقرير الذي صدر قبل نحو ثلاثة أعوام المؤشر التصاعدي لتوجه العديد من جامعات العالم لإدخال اللغة العربية في مساقاتها التعليمية.

«لغتي هي العربية، لكنني تلقّيت تعليمي بالإنجليزية أو الفرنسية..».. هكذا قد يبادرك أحدهم بهذا القول، أو بهذه الحقيقة، لكن اللغة الأم تبقى هي الأساس وهي المرجعية وهي المنبع الثقافي والتربوي والنفسي.

تذكر بعض المصادر أن العالم يعرف أكثر من سبعة آلاف لغة، انقرض منها العديد من اللغات، وتشير بعض المصادرإلى أن العالم يتحدث اليوم ألفي لغة فقط، وكل اللغات تعود في أصولها إلى ما يُسمّى عائلات اللغات، أي اللغات الأصلية، الجذورية إن صحت العبارة، وهذه في حدود المئة وخمسين عائلة لغوية، على رأسها اللغة العربية، وهي أبرز عائلات اللغات في العالم.

يقول محمود درويش «..اللغاتُ تهاجرُ مثل البشر»، وهي أيضاً تنقرض، وتموت مثل البشر، غير أن الأجمل دائماً هو تلك اللغات التي تحيا وتعيش.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/dfxy24te

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"