عادي

«حكايات من عالم آخر» ضمن أيام الشارقة التراثية

19:35 مساء
قراءة دقيقتين
«حكايات من عالم آخر» ضمن أيام الشارقة التراثية

أقامت المدرسة الدولية للحكاية جلسة حوارية بعنوان «حكايات من عالم آخر»، شارك فيها د.عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والشاعر الناقد علي العبدان، والكاتبة ريمان عبدالله، وأدارت الجلسة الشاعرة شيخة المطيري، وذلك في ظل أنسام شتوية عذبة على متن سفينة القاسمية «البغلة»، أحد أجمل الشواهد التراثية البحرية في الإمارات، وذلك ضمن صفحة جديدة من صفحات أيام الشارقة التراثية التي يستمر حتى 3 من مارس.

قال د.عبد العزيز المسلم: «كل طفل في بداية حياته يحاول أن يصنع لنفسه كهفاً صغيراً يكون بمثابة عالمه الموازي، يقص فيه الحكايات، ويتفاعل مع الشخصيات سمع عنها، أو التي يكوّنها بنفسه، أو التي يمازج بها بين الاثنين، ‏ومن هنا ينطلق إلى عالم الإبداع الأدبي، وإذا انتهت هذه الجزئية من حياته فقد انتهى الإبداع، لذلك لابد أن نحرص على استمرارية الحكاية، وتدفقها، لاسيما من قبل الجدات اللواتي كنّ منظومة تراثية معرفية شعبية فائقة الروعة والجمال لكنها لم تأخذ بدورها المستحق في الوقت الحاضر».

‏وأضاف: «كان لكل حكاية نسمعها قيمة وجدانية، إذ لم تكن مجرد حكايات، فقد كانت حكايات الأطفال دروساً تدفعهم باتجاه السلوك الحسن، والأخلاق الفاضلة، بل كانت تهم حتى الكبار، وما قصة بابا درياه، وخطاف الأطفال التي كانت تروى للبحارة إلا خطوة في هذا الاتجاه، إذ كانت تروى لتحذيرهم من الغفلة كي ينجو الجميع من مخاطر البحر، ومن هذا الأثر حرصت الشعوب على تدوين حكاياتها بالكتابة، لأن الحكاية هي المورد الحقيقي لثقافات الشعوب».

وحول تأثير الحكايات في الأعمال الفنية قال الشاعر علي العبدان: إن «الأجواء التي كنا نسمع فيها الحكايات في السبعينيات كانت عاملاً مساعدة في تكوين خيالي الفني، ‏فقد كان لكل جو حكايته الخاصة، كالحر والبرد، والضوء والظلام، والشخصيات الحقيقية والخرافية، وكل هذه العوامل شكلت عاملاً مساعداً لي للتعايش مع الحكايات وبالتالي قدرتي على التأليف فيها بشكل ناجح».

و‏أكدت الكاتبة ريمان ‏عبد الله، لها إصداران في مجال الحكاية الخرافية (الخراريف)، أن سبب ظهور كتاباتها، ما كانت تسمعه من الحكايات التراثية، فاختزنتها في ذاكرتها، ثم نقلتها على الأوراق، وأضافت لها ما كانت تشعر به في التفاعل معها، ومن هناك بدأت فكرة كتابتها التراثية التي أبدعت فيها وحازت جائزة أدبية مرموقة، مثمنة دور معهد الشارقة للتراث في ذلك.

وتضمنت الجلسة مناقشة موضوعات أخرى دارت حول تحديات اختراع التلفزيون قديماً، ووسائل ‏التواصل الاجتماعي حديثاً ‏في الحد من خيال الطفل، ‏وأكد الحاضرون أن إعداد البرامج المناسبة من قبل المتخصصين، والمشاركة المجتمعية الفاعلة، تجعل من استخدام هذه الوسائل فرصة لتنمية خيال الطفل ونقله من عالم التلقي المجرد إلى عالم المشاركة والتفاعل والإبداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2skbfy8j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"