أيام الشارقة المسرحية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

انطلقت الدورة الأولى من أيام الشارقة المسرحية في 10 مارس 1984، وبقيت منتظمة الانعقاد والتنظيم إلى الآن سوى في استثناءات محدودة محدودة جداً، غير أن سياقها العام هو سياق مدرسة مسرحية عربية إماراتية لها رؤية وفكر وإدارة متجدّدة تقوم على كفاءات ثقافية بالدرجة الأولى تتألف من عناصر مسرحية عندها تاريخ وخبرة ومعرفة نظرية وتطبيقية في المسرح الإماراتي، والخليجي، والعربي، والعالمي.

أيام الشارقة المسرحية مدرسة حقيقية منذ الثمانينات في القرن العشرين وإلى اليوم، وإذا أراد باحث مسرحي توثيقي إماراتي أو عربي تدوين تاريخ المسرح في الإمارات، فإنه سيعود باطمئنان إلى ذاكرة وأرشيف (الأيام) ليقرأ بكل وضوح مراحل المسرح المحلي من خلال عناصره من ممثلين ومخرجين، ومؤلفين، ويقرأ في الوقت نفسه الظواهر الفنية والأدائية والإبداعية والإخراجية التي نجمت عن خزانة كبيرة من العروض المتوالية على الخشبات الإماراتية منذ عقود من الزمنين: التاريخي والثقافي ليجد الباحث نفسه أنه بالفعل أمام ظاهرة ثقافية مسرحية حيّة ومتطورة تقترب من الأربعة عقود إنتاجاً، وتراكماً، وتاريخاً مسرحياً هو أحد أعمدة العمل الثقافي الإماراتي بكل معطياته الإبداعية والجمالية.

(الأيام) هي (الأم) التي خرج من كينونتها الثقافية مهرجانات وملتقيات مسرحية متخصصة، واليوم، إذا تأملنا خريطة المسرح في الإمارات نجد أنها أكثر من خريطة، وأكثر من كينونة مسرحية ناجحة، وإليك هنا، هذا التدرّج المسرحي في الإمارات الذي ولد موضوعياً وتاريخياً من (الأيام): مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، ملتقى الشارقة للمسرح العربي، مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، المسرح الثنائي، المسرح الصحراوي، المسرح الكشفي، ملتقى الشارقة للبحث المسرحي، وإلى جانب كل ذلك، أوجدت (الأيام) ثقافة مسرحية شعبية ونخبوية، وأوجدت ظاهرة النقد المسرحي العربي.

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعطى المسرح الإماراتي والعربي العديد من الأعمال التاريخية التي كانت دائماً وما زالت تشكل روح أيام الشارقة المسرحية، وسموّه مسرحي مبكر أصيل جعل من المسرح أحد الأعمدة الأساسية في مشروع الشارقة الثقافي بالكتابة لهذا الفن الجماعي التاريخي الجمالي، وبالدعم الموصول للمسرح وعناصره في الإمارات وفي الوطن العربي، وأرفع الجوائز المسرحية تحمل اسمه النبيل الذي يشكل ضميراً متجدداً عند كل مسرحي إماراتي وعربي يحب هذا الفن ويعمل بأمانة من أجل ديمومته الثقافية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26w747kn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"