عادي

باقة ضوء

23:15 مساء
قراءة دقيقتين
1

جوار له ثمن

1


كان محمد بن الجهم جاراً لسعيد بن العاص الذي اشتهر بجوده ومبادراته الخيّرة، وقد مرَّ ابن الجهم بأزمة مالية، الأمر الذي اضطره إلى عرض داره للبيع بخمسين ألف درهم، ولما حضر بعض الذين يرغبون في شرائها قال لهم: بكم تشترون جوار سعيد؟ فقالوا: وهل يباع الجوار؟ فقال: وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك، وإذا سكتَّ ابتدأك، وإن أسأت أحسن إليك، ولما بلغ سعيداً ما قاله عنه أرسل إليه مئة ألف درهم وقال له: أمسك عليك دارك.

أبو جهل المرتعد
اشترى أبو جهل إبلاً من رجل بدوي وماطله في سداد ثمنها حتى سئم الرجل، فذهب إلى نادي قريش وطالب الحاضرين بأن يأخذوا له حقه، فأشاروا هازئين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي، وقالوا للرجل: هذا هو الذي يستطيع أن يأخذ لك حقك، فذهب إليه وهو لا يعرفه وعرض عليه مشكلته، فانطلق رسول الله معه إلى دار أبي جهل وطرق بابه، ولما عرف أن الطارق هو محمد خرج إليه وهو يرتعد وقد امتقع لونه، فقال له الرسول: أعط هذا الرجل حقه، فأعطاه له من دون تردد. ولما علم المشركون بهذا الموقف من أبي جهل دهشوا وعابوه عليه فقال لهم: ويحكم، والله ما هو إلا أن ضرب بابي وسمعت صوته حتى ملئت رعباً، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا أنيابه لفحل قط، والله لو أبيت لأكلني.

لوحة عُمرية بديعة

1


خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ليلة يتفقد أحوال المسلمين، فرأى بيتاً من الشَّعر مضروباً، فدنا منه فسمع فيه أنين امرأة ورأى رجلاً قاعداً، فدنا منه وسأله عن سبب الأنين فقال له الرجل: امرأة مخضت (تلد) فقال عمر: فهل عندها أحد؟ قال: لا، فانطلق عمر إلى منزله وقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ قالت: ما هو؟ قال: امرأة مخضت ليس عندها أحد. قالت: إن شئت. قال: خذي معك ما يصلح للمرأة وائتيني بقدر وشحم وحبوب. فجاءته بها، فحمل القدر ومشت خلفه حتى أتى البيت فقال لها: ادخلي إلى المرأة. ثم قال للرجل: أوقد لي ناراً، ففعل، فوضع القدر بما فيها، وجعل عمر ينفخ في النار ويضرمها والدخان يخرج من خلال لحيته حتى نضج الطعام، وولدت المرأة، فقالت أم كلثوم، بشر صاحبك بغلام يا أمير المؤمنين.

فلما سمعها الرجل تقول: «يا أمير المؤمنين» ارتاع وخجل وقال: يا خجلتاه منك يا أمير المؤمنين، أهكذا تفعل بنفسك؟ قال عمر: «يا أخا العرب، من وليّ شيئاً من أمور المسلمين ينبغي له أن يطلع على صغير أمورهم وكبيرها، فإنه عنها مسؤول، ومتى غفل خسر الدنيا والآخرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2cw4bjeu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"