عادي

باقة ضوء

23:47 مساء
قراءة دقيقتين

حلم معاوية

كان لعبدالله بن الزبير أرض مجاورة لأرض معاوية بن أبي سفيان، فدخل عَبيد معاوية في أرض عبدالله، واغتصبوا منها قطعة، فكتب عبدالله بن الزبير إلى معاوية:

«وأما بعد: يا معاوية فإن عندك عبيداً قد اغتصبوا أرضي فمرهم بالكف عنها وإلا كان لي ولكم شأن».

فلما وقف معاوية على كتاب عبدالله بن الزبير دفعه إلى ولده يزيد وقال له: ما تقول يا يزيد؟ قال: أرى أن تبعث إليه جيشاً يكون أوله عندك وآخره عنده، يأتيك برأسه وتستريح منه.

قال معاوية: عندي خير من ذلك، قال: ما هو يا أبتِ؟ فقال: عليّ بدواة وقرطاس ثم كتب: «وقفت على كتاب ابن أخي وقد ساءني والله ما ساءه والدنيا وما فيها هينة في جنب رضاك، وقد كتبت على نفسي سطوراً أشهدت فيها الله تعالى وجماعة من المسلمين أن الأرض وما فيها والعبيد الذين بها ملكك فضمها إلى أرضك والعبيد إلى عبيدك والسلام».

فلما وقف عبدالله بن الزبير على كتابه أرسل له جواباً فيه: «وقفت على كتاب أمير المؤمنين لا أعدمني الله بقاءه ولا أعدمه هذا الرأي الذي أحله هذا المحل والسلام».

فلما قرأ معاوية الكتاب أعطاه لولده يزيد فلما قرأه تهلل وجهه فرحاً.

فقال له: يا بني إذا بُليت بشيء من هذا الداء داوه بمثل هذا الدواء وإنا لقوم لم نر في الحلم إلا خيراً.

حفظ الجميل

سأل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور شخصاً كان من المقربين إلى هشام بن عبدالملك الخليفة الأموي عن تدبيره في الحرب مع الخوارج فقال: «كان رحمه الله يفعل كذا وكذا». فقال المنصور: «عليك لعنة الله، تطأ بساطي وتترحم على عدوي». فقال الرجل: «إن نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلا غاسلي»، فقال له المنصور: «ارجع يا شيخ فإني أشهد أنك لوفي حافظ للجميل».

ثم أمر له بمال فأخذه ثم قال: «والله لولا أمير المؤمنين وإمضاء أمره وإنفاذ طاعته ما لبست لأحد بعد هشام نعمة»، فقال المنصور: «لله درك، فلو لم يكن في قومك غيرك لكنت أبقيت لهم مجداً مخلداً لجميل وفائك لمن أحسن إليك». ثم أوصى المنصور برعاية أموره، وقضاء حوائجه، وصار يذكره في خلواته، ويستحسن ما صدر منه.

صَدَقَ فنجا

خطب الحجاج بن يوسف الثقفي فأطال، فقام رجل من الذين يحرصون على تأدية الصلاة في مواقيتها فقال: أيها الأمير الصلاة فإن الوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك، فأمر الحجاج بحبسه، فأتاه قومه وزعموا أنه مجنون، وسألوا الحجاج أن يخلي سبيله، فقال لهم: إن أقر بالجنون أخليت سبيله، فقيل له فقال: معاذ الله، لا أزعم أن الله ابتلاني وقد عافاني، وعندما علم الحجاج بما قال أكرم فيه صدقه وعفا عنه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mebmd7xs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"