في عصر الابتكار والتطور التكنولوجي السريع، يظهر الذكاء الاصطناعي كرائد في تغيير منظورنا للمستقبل، إذ يمثل القوة المحركة وراء تحولات جذرية في مختلف المجالات، من الصناعة إلى الطب إلى النقل وما بعدها. وبينما يشهد العالم تبايناً في آراء الناس حول تأثيره ومستقبله، فإن من الواضح أنه سيكون له دور مهم في تشكيل حياتنا ومستقبلنا.
تخيلوا عالماً حيث تتفوق الروبوتات والأنظمة الذكية على البشر في القيام بالأعمال الميكانيكية والمتكررة، مما يحرر البشر من المهام المملة ويسمح لهم بالتركيز على المهام ذات القيمة المضافة التي تتطلب التفكير الإبداعي والحلول المبتكرة. هذا هو المستقبل المرسوم بين أيدي الذكاء الاصطناعي، حيث يصبح العمل أكثر إنتاجية وفاعلية، ويتحقق التوازن بين الإنسان والتكنولوجيا.
دور الذكاء الاصطناعي يتجاوز بكثير تحسين إنتاجية العمل، إذ يعتبر الدافع وراء تقديم الرعاية الصحية المخصصة والتشخيص المبكر للأمراض، مما يساهم في زيادة متوسط العمر وتحسين جودة الحياة، كما يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في مكافحة تغير المناخ، من خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتوجيه الجهود نحو الاستدامة، هذا فضلاً عما يمكن أن نشهده من تحولات جذرية في طريقة عيشنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا، بفعل التقدم المستمر في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، الذي من المتوقع له أن يغير طريقة التعليم، باستخدامه تقنيات التعلم الآلي لتخصيص تجارب التعلم وفقاً لاحتياجات كل طالب، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ثورة في مجال الفن والثقافة، حيث يمكن استخدامه لإنتاج أعمال فنية جديدة وابتكارية بشكل لم يسبق له مثيل.
دبي، بصفتها واحدة من أسرع المدن نمواً وتطوراً في العالم، استشعرت الحاجة الملحة إلى تبني التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة وتحقيق التنمية الشاملة. وبالتالي، لم تكتفِ دبي بمجرد اعتماد التكنولوجيا الحالية، بل سعت إلى توظيف الذكاء الاصطناعي كإحدى أدواتها الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف.
خلوة الذكاء الاصطناعي 2024 التي تنظمها دبي في 11 يونيو المقبل، بمشاركة أكثر من 1000 خبير ومختص، لمناقشة التحديات والفرص المحلية والعالمية، ستعمل على وضع اللبنة الأولى لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات، والمضي قدماً لتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي عالمياً.
سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أكد أن هذا هو الحدث الأول ضمن خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي سيغيّر العالم للأفضل وأن دبي لا تنتظر التغيير؛ بل تصنعه.
