التحديات العالمية باتت تطال معظم مجالات الحياة، وأصبح ما يتصل منها بقطاع المياه والغذاء يشكل أولوية قصوى لدى الحكومات المدركة لخطورة هذا الملف، ووجوب التعامل معه وفق ما تمليه الأوضاع المحيطة والتداعيات العالمية، وما تشكله من خطر حقيقي على سلاسل الإمداد وتوفير المستلزمات الحياتية.
في موضوع الغذاء فإن الأمر متشعب، ووفق البنك الدولي، فإن العالم يعاني أزمة غذاء شديدة الوطأة، وتظهر التوقعات أن نحو 670 مليوناً سيظلون يواجهون الجوع حتى عام 2030.
ولا تزال الصدمات الناجمة عن تغير المناخ، وأزمة المياه العالمية، وفقدان التنوع البيولوجي، وغيرها من التحديات تؤدي إلى ضعف الأمن الغذائي وتدفع المزيد من الناس إلى الجوع.
في دبي، وضمن مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، انطلقت أعمال مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، الذي تنظمه مؤسسة «المبادرات»، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار «إعادة تصور النظم الغذائية المستقبلية»، ويشارك فيه 150 من الخبراء العالميين والأكاديميين، والشركات والمزارعين.
المؤتمر يهدف إلى دعم الحلول المبتكرة لاستدامة الغذاء، ووضع الخطط الكفيلة بتوسيع نطاق الابتكارات والاستثمارات في النظم الغذائية والزراعية.
قضية موضوع استدامة الغذاء والبدء في إيجاد حلول بديلة ومستدامة، أمر في غاية الأهمية، لأن إمكانية علاج الضرر الواقع في هذا القطاع تكون أكثر سلاسة، قبل استفحال المشكلة.
المشكلة الحقيقية التي باتت تواجه العالم حالياً تتعلق بارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية، ما يؤثر بدرجة أكبر في فئات البلدان المعرضة للمعاناة اقتصادياً، ويزيد من سوء أوضاع الدول التي تعاني أزمات اقتصادية.
ووفق تقرير أطلقته مؤسسة القمة العالمية للحكومات 2023، بعنوان «فقد وهدر الغذاء.. حلول منطقة مجلس التعاون الخليجي إزاء هذا التحدي العالمي»، فقد تأكّدت أهمية دور الحكومات في مواجهة تحديات فقد وهدر الغذاء، ونقل التقرير عن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن عدد الذين يعانون الجوع المزمن، وصل إلى 828 مليوناً عام 2021، مع توقعات بتفاقم الوضع في المستقبل، خاصة مع وصول عدد سكان العالم بحلول عام 2050 إلى 9.77 مليار نسمة، ما سيشكل ضغطاً على سلاسل القيمة الغذائية في العالم.
الماء والغذاء، سيكونان نواة حقيقية لمشكلات المستقبل وصراعاته، ما لم يُتدارك الأمر قبل استفحاله، لأن ندرتهما ستكون كارثية على كوكب الأرض برمته.
