عادي

«مفاتيح المستقبل» قراءة في الأزمات الراهنة

21:14 مساء
قراءة دقيقتين
مفاتيح المستقبل
القاهرة: الخليج
يقدّم جان ستون في كتاب «مفاتيح المستقبل» تحليلاً مبتكراً للتحولات الاقتصادية والاجتماعية الوحشية، التي وسمت السنوات الأخيرة في العالم، لذا يمثل فهم العوامل التي تقف وراء هذه التطورات، ودينامياتها، تهيئة لا غنى عنها للتفكير في مستقبلنا، ولتحديد شروط التجديد، فنحن نشهد عالماً يموت، وآخر بصدد أن يولد.
نحن نمر الآن بمرحلة تثير الحماس، وتخيف في آن واحد، فهي تثير الحماس، لأنه من المؤثر معايشة تحول لا يحدث إلا كل ثلاثمئة إلى خمسمئة عام في التاريخ الإنساني (كما يقول المؤلف) ومخيفة، لأن خسارة المعالم المألوفة، وتدمير بيئتها المعتادة وعملها، من شأنه أن يدفع بالعديد من الأشخاص نحو اليأس أو العنف، لكونها قفزة في المجهول.
هذا الكتاب يعرض التغيرات المجتمعية والثقافية التي مرت بها الإنسانية، كما يعالج بعض قضايا الاقتصاد العالمي الراهن، عبر تحليل لإشكاليات مفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة، وقراءة لتواريخ العلوم والفلسفة التي صاحبت تلك الحقب، ففي حين أن الرأسمالية بدت بلا منافس أمامها عقب سقوط حائط برلين، يبدو أنها في شكلها الغربي مهددة بشكل لم يحدث لها من قبل.
وهذا يعود، أولاً، إلى خطأ كبير أيديولوجي، هو «الإيمان المتطرف بالسوق» كما أوضحت ذلك تماماً (أزمة عام 2008) والبحث عن المصلحة الاقتصادية الذاتية لعدد قليل من اللاعبين على النقيض من مصالح غالبية اللاعبين الاقتصاديين ويهدد بشكل خطير توازن المجتمع، فإن نترك للسوق القيام بحل المشكلات الاقتصادية الأساسية، انطلاقاً من دعم الموارد، أمر لا يمكن أن يكون منضبطاً.
هذا الكتاب يتحدث عن دور الدولة، وضرورة إعادة تعريفها لإحلال العدالة للجميع، وعن أزمة المجتمع الرأسمالي، وأزمات الحداثة وما بعد الحداثة، وصولاً إلى ما نحن فيه الآن، وهو يعرض لنا مفاتيح الحل، التي تقدمها منجزات العقل البشري في جميع المجالات، وتجعلنا نمعن النظر في ضرورة تغيير أنماط حياتنا وأنماط الإنتاج القائمة، بمساعدة المفاتيح التي قدمها لإفساح الطريق أمام المستقبل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yhkap97

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"