تحاول الجهود الأمريكية مجدداً إعادة إحياء مفاوضات الهدنة في غزة مع وصول مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى تل أبيب، اليوم الأحد، وسط خلافات إسرائيلية حادة داخل مجلس الحرب، وسيطرة مشاعر الهزيمة على الأوساط السياسية، وقال عضو الكنيست رام بن باراك: «من الواضح أن إسرائيل تخسر الحرب في غزة»، وإن هذه الحرب «بلا هدف»، وتصاعد الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتناهو والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس الذي يطالب بإجابات واضحة بشأن مصير هذه الحرب وخطة «اليوم التالي»، وسط دعوات في الشارع لإسقاط حكومة الطوارئ.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، غداً الاثنين، جلسة مفتوحة بشأن الوضع في مدينة رفح بقطاع غزة بطلب من الجزائر وسلوفينيا.
ومن المقرر أن يستمع أعضاء المجلس إلى إحاطتين من إدارتي الشؤون الإنسانية والشؤون السياسية وبناء السلام، فيما يصل إلى إسرائيل اليوم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سولفيان، لبحث مجموعة من الملفات مع القيادة الإسرائيلية، في مقدمتها مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، وترتيبات اليوم التالي في غزة، والعملية العسكرية في رفح والمساعدات الإنسانية للقطاع.
وتأتي زيارة سوليفان بعد أيام من زيارة قام بها المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة بريت ماكجورك إلى الدوحة، بحث فيها مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استئناف جهود مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى التي توقفت مؤخراً بعد ظهور خلافات مبدئية بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن وقف الحرب.
وسيصل سوليفان إسرائيل قادماً من السعودية، بعد لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بينما تطغى خلافات حادة بين أعضاء مجلس الحرب والطاقم الأمني والسياسي بشأن الملفات التي سيجري بحثها مع المسؤول الأمريكي، خاصة مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى وترتيبات اليوم التالي للحرب في غزة. وطالب عدد من أعضاء الحكومة ومجلس الحرب، بينهم وزير الجيش يوآف غالانت وعضوا مجلس الحرب بيني غانتس وجادي أيزنكوت، بتجميد العملية العسكرية الجارية في غزة، والشروع في مفاوضات لتبادل الأسرى تضمن إعادة كل المحتجزين الإسرائيليين، بينما طالب أعضاء آخرون في الحكومة ومجلس الحرب، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بمواصلة الحرب وتوسيع العملية العسكرية في رفح، وبقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع إلى حين إيجاد حكم بديل لحركة «حماس».
وأشار عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إلى أنه «على مجلس الحرب أن يبلور استراتيجية عمل جديدة بحلول يوم 8 حزيران المقبل تضمّن إعادة أسرانا وتقويض حكم حماس»، في قطاع غزة، معلناً «أنني أمهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى 8 حزيران لتحديد استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها».
وأكد غانتس، في مؤتمر صحفي من تل أبيب، «أننا سننسحب من حكومة الطوارئ إذا لم يلبّ نتنياهو الطلبات»، مشيراً إلى أنه «إذا واصل نتنياهو المضي قدما في طريقه الحالي فسوف نتوجه إلى الشعب وإجراء انتخابات»، لافتًا إلى أنّ «مقترح الصفقة الأخير متوازن ويمكن تطويره»، والذي رفضه نتنياهو على الرغم من موافقة حركة «حماس» عليه.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن صبر الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس يقترب من النهاية، مشيرة إلى أنه في ظل غياب تغيير جذري في موقف نتنياهو، فإن حكومة الحرب في طريقها إلى الحل، في حين أشار وزير الجيش يوآف غالانت، إلى أن الحرب مشلولة بسبب رفض رئيس وزراء مناقشة مستقبل قطاع غزة.
في الأثناء، قال العضو في الكنيست الإسرائيلي، النائب السابق لرئيس«الموساد»، رام بن باراك إن «الحرب في غزة بلا هدف ونحن نخسرها بشكل واضح» و«اقتصادنا ينهار».
وعبر بن باراك، النائب عن حزب «يشد عتيد» المعارض في حديث عبر الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن «الحرب في غزة بلا هدف ونحن نخسرها بشكل واضح».
وتابع: «نحن مضطرون للعودة إلى القتال في نفس المناطق، وخسارة المزيد من الجنود، وخسارة على الساحة الدولية، وتدمير العلاقات مع الولايات المتحدة، وانهيار الاقتصاد.. أروني شيئاً واحداً نجحنا فيه».
وتزامن حديث بن باراك مع عودة الجيش الإسرائيلي للقتال في جباليا وعدة مناطق في القطاع كان قد أعلن عن تدمير قدرات الفصائل الفلسطينية فيها، إلا أنه واجه مقاومة شرسة أدت إلى قتل العديد من الجنود وتدمير آلياته بشكل يومي، بينما نظمت عائلات الرهائن الإسرائيليين مساء أمس السبت، تظاهرة مناوئة لحكومة نتنياهو في تل أبيب. وطالب المتظاهرون بانتخابات مبكرة وصفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
وتأتي التظاهرة بعيد إصدار عائلات الأسرى بياناً اتهموا فيه حكومة نتنياهو بالتخلي عن أبنائهم، مناشدين عدداً من الوزراء بإسقاط الحكومة. (وكالات)
