عادي
د. سلطان الجابر: 3 توجهات شاملة تشكّل مستقبل العالم

«ألتيرا» يستثمر 250 مليار دولار إضافية في قضايا المناخ خلال 6 سنوات

11:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28
د. سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28
دبي: «الخليج»

أكّد د. سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أنه بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة، تقوم دولة الإمارات بدور رائد في نشر الطاقة النظيفة وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة عالمياً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للبشرية.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات «أسبوع باكو للطاقة» الذي يُقام في الفترة من 4 إلى 6 يونيو/ حزيران الجاري، حيث دعا إلى تضافر جهود كافة الجهات المعنية لتحويل «اتفاق الإمارات» التاريخي إلى واقع ملموس، من خلال اتخاذ إجراءات عملية تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام ومنخفض الانبعاثات للجميع، مؤكداً حرص دولة الإمارات ورئاسة COP28 على مواصلة دعم وتعزيز العمل المشترك مع رئاسة COP29 التي تتولاها جمهورية أذربيجان الصديقة، كما دعا كافة الدول إلى المساهمة في إنجاح COP29 بناءً على مخرجات COP28 التي تم التوصل إليها في دبي أواخر العام الماضي 2023.

  • إنجاز مهم

قال الجابر: إنّ COP28 حقق إنجازاً مهماً بالتوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي، الذي يتضمن مجموعة النتائج الأكثر طموحاً وشمولاً للمفاوضات المناخية منذ اتفاق باريس. وأوضح أنّه رغم التوترات الجيوسياسية في العالم، نجح COP28 في إثبات جدوى العمل متعدد الأطراف وقدرته على تحقيق الأهداف العالمية، ووحد جهود العالم لوضع مسار عملي للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، مع بناء المرونة المناخية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأعلنت دولة الإمارات وأذربيجان الثلاثاء، بدء العمل في تنفيذ محطتي «بيلاسوفار» و«نيفتشالا» للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع «أبشيرون كاراداغ» لطاقة الرياح، بقدرة إجمالية تفوق 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة لتلبية احتياجات أذربيجان المتزايدة من الطاقة النظيفة.
ويتم تطوير المشروعات الثلاثة بالشراكة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وشركة «سوكار» الأذربيجانية، وتم الإعلان عنها خلال التحضير لانطلاق COP28 العام الماضي.

  • شراكة تاريخية

وأكّد الجابر أنّ هذه المشروعات تشكِّل امتداداً للشراكة التاريخية بين دولة الإمارات وأذربيجان لتعزيز النمو الأخضر ودعم التنمية المستدامة عالمياً، وأشار إلى أنّ تلك الشراكات تسهم في تنفيذ «اتفاق الإمارات» التاريخي بصورة فعّالة في جميع أنحاء العالم.

وأوضح: أنّ «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف»، التي تم الاتفاق عليها بموجب «اتفاق الإمارات» التاريخي، والتي تشكّل أول تعاون ثلاثي رسمي بين رئاسة COP28 التي تتولاها دولة الإمارات، ورئاسة COP29 التي تتولاها أذربيجان، ورئاسة COP30 التي تتولاها البرازيل، ستسهم في تعزيز العمل المناخي المشترك ورفع سقف الطموح في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً، بما يتماشى مع متطلبات «اتفاق الإمارات» التاريخي.

ودعا الجابر إلى تعزيز التعاون بين الدول لتنفيذ الأهداف المناخية العالمية، مؤكّداً أنّ قطاع النفط والغاز يقوم بدور ريادي لمواجهة تداعيات تغير المناخ.

  • خفض الانبعاثات

وأشاد الجابر بمبادرة شركة «سوكار» للانضمام إلى «ميثاق COP28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز» الذي تم الإعلان عنه خلال COP28، وقال: «حتى الآن تعهدت شركات تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي بإزالة انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله»، ودعا جميع الشركات إلى الانضمام، مؤكّداً أنّ لديها الإمكانات والموارد والتكنولوجيا اللازمة لتحقيق أثر إيجابي في وقت قصير.

ودعا الجابر قطاعَي الطاقة والتكنولوجيا إلى تعزيز التعاون بينهما والتركيز على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكل مستدام، واستكشاف مزيد من الحلول لتحفيز النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات في كل مكان، مشيراً إلى أنّ نمو استخدامات الذكاء الاصطناعي يزيد من الطلب على الطاقة كما يمكن الاستفادة منه لرفع كفاءتها والحد من الانبعاثات، وأوضح أنّ أكبر 3 توجهات عالمية شاملة ستشكل مستقبل العالم هي تطور الذكاء الاصطناعي، والانتقال المسؤول والمنظم في قطاع الطاقة، ونهوض الأسواق الناشئة ودول الجنوب العالمي.

  • انتقال منظم

وأشار الجابر إلى أنّ الانتقال في قطاع الطاقة يجب أن يكون منظماً وعملياً ومسؤولاً ومنطقياً، كما أنّه سيتحقق بسرعات مختلفة بحسب تباين الأماكن والظروف، وسيتطلب حلولاً خاصة مصممة وفق احتياجات كل قطاع. وأكد على ضرورة توفير مزيج من الطاقة المتجددة المدعومة بالغاز الطبيعي لتعزيز نمو مراكز البيانات التي تدعم التوسع في انتشار واستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الجابر: أنّ COP29 الذي سيعقد في باكو خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، سيركّز على التمويل المناخي الذي يعد عامل تمكين أساسياً لتنفيذ بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي، مؤكّداً أهمية دور مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف في جهود تعزيز البيئة الاستثمارية في الأسواق الناشئة والنامية، وضرورة مشاركة القطاع الخاص في توفير تريليونات الدولارات اللازمة لهذه العملية.

  • تعهد تمويلي

وأشاد الجابر، بوفاء الدول بتعهد توفير 100 مليار دولار من التمويل المناخي، وقال: «هذه خطوة تحفيزية جيدة لكننا بحاجة إلى مواصلة استكشاف الحلول المبتكرة لتوفير مزيد من التمويل بشروط ميسرة وبكلفة مناسبة».

وأضاف: «هذه الحلول تشمل إطلاق دولة الإمارات صندوق «ألتيرا» برأس مال 30 مليار دولار خلال COP28 لتحفيز الاستثمارات المناخية على نطاق واسع، وتوفيرها للدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ».

وأوضح أنّ صندوق «ألتيرا» يهدف إلى جمع وتحفيز ما يصل إلى 250 مليار دولار إضافية على مدى السنوات الست المقبلة، لدعم الأسواق الناشئة ودول الجنوب العالمي، مؤكِّداً ضرورة اتباع هذا النموذج لتوفير التمويل على نطاق واسع.

وشدد على أنّ العالم يواجه تحديات غير مسبوقة، وأنه بالإمكان تحويل هذه التحديات إلى فرص استثنائية لإعادة صياغة مستقبل البشرية، واتخاذ مسارات تؤدي لتعزيز الاستدامة والمرونة المناخية، وقال: إنّ الانتقال إلى اقتصاد مستدام سيؤدي إلى خفض الانبعاثات، كما سيسهم في خلق فرص عمل، وتعزيز الصحة العامة، وتحسين حياة مليارات من البشر في جميع أنحاء العالم.

  • مساهمة فاعلة

وأوضح الجابر أنّ هذا الانتقال يشكل دعوة إلى كل دولة، وقطاع، ومجتمع، وفرد للقيام بدورهم والمساهمة في تحقيق هدف عابر للحدود والأجيال، مشدداً على ضرورة إجرائه بصورة عادلة ومنصفة تضمن مستقبلاً أفضل لكل طفل في دول الشمال والجنوب.

ودعا الجابر إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعاون عالمياً، والالتزام بسياسات فعّالة وجذرية لحماية كوكب الأرض وتحقيق التنمية المستدامة للجميع، من خلال توحيد الجهود من أجل الأهداف التنموية والمناخية المشتركة، بما يتيح التغلب على كافة التحديات، والوصول إلى كل الأهداف الطَموحة.

وقال د. سلطان أحمد الجابر للحضور في ختام كلمته: «لقد اتحدنا وعملنا وأنجزنا خلال COP28، وفيما نستعد لمؤتمر COP29، يجب علينا مضاعفة جهود التنفيذ وضمان استمراريتها للوصول إلى نتائج ملموسة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6fpbjm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"