عادي
اقتراع لأربعة أيام وتوقّعات بصعود اليمين المتطرف والقومي

هولندا تفتتح انتخابات البرلمان الأوروبي وسط توترات جيوسياسية

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
ناخب يدلي بصوته في لاهاي في اليوم الأول لانتخابات البرلمان الأوروبي

انطلقت في هولندا، أمس الخميس، انتخابات البرلمان الأوروبي التي تستمر 4 أيام عبر بلدان الكتلة لاختيار 720 نائباً أوروبياً، وسط توترات جيو سياسية سببتها الحرب الدائرة في أوكرانيا والازمات الإقتصادية المتوالية، مع توقّعات بصعود اليمين المتطرف والقومي رغم انقساماته.

ودعي 370 مليون أوروبي إلى صناديق الاقتراع في أجواء مشحونة، مع تأكيد الدول الرئيسية في الكتلة، أنها عرضة لهجمات تضليل روسية، فيما صرّحت رئيسة البرلمان الأوروبي الحالي، روبرتا ميتسولا: «لا تعدّوا أوروبا مكسباً مسلّماً به. دافعوا عنها، شكّلوها، استخدموا أصواتكم... وإلا، فإن الآخرين سيقررون نيابة عنكم».

وبعد هولندا، تتوجه أيرلندا للتصويت اليوم الجمعة، تليها لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا يوم غد السبت، وتصوت التشيك وإيطاليا على مدار يومين، في السابع والثامن من يونيو، وفي بقية دول الاتحاد الأوروبي ستجرى الانتخابات يوم الأحد المقبل، الذي سيصوت فيه أيضاً مواطنو ألمانيا وفرنسا، أكبر قوتين اقتصاديتين في الكتلة.

وبدأ الناخبون في هولندا الإدلاء بأصواتهم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً. ويتقدم حزب «من أجل الحرية» بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الفائز في انتخابات نوفمبر الماضي في استطلاعات الرأي في هولندا. ورغم أنه تخلى عن تعهّده بتنظيم استفتاء ملزم بشأن خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن برنامجه يبقى مشككاً بشدة في جدوى المؤسسات الأوروبية. وقال فيلدرز، أمس الخميس، لدى مغادرته قاعة بلدية لاهاي، حيث أدلى بصوته: «نريد هجرة أقل. نريد تشديد قوانين اللجوء وسياساته. نريد أن نكون مسؤولين مجدداً عن خياراتنا». وتعدّ هولندا من البلدان التي يتوقّع أن تتصدر الانتخابات فيها القوى القومية واليمينية المتطرفة، وغيرها من القوى المشككة في الاتحاد الأوروبي.

وستكون أولى مهام البرلمان الجديد، الذي ستظهر توجّهاته مساء الأحد، تأكيد أو رفض اختيارات «المناصب العليا» في الاتحاد الأوروبي؛ أي رؤساء المؤسسات في الكتلة التي سيحاول زعماؤها ال27 التوافق عليهم في القمة المقرر عقدها نهاية يونيو في بروكسل. وبالنسبة إلى رئاسة المفوضية، تبدو الألمانية أورسولا فون دير لايين، التي تسعى للحصول على ولاية ثانية والمنتمية إلى «حزب الشعب الأوروبي (يمين)»، القوة الأولى في البرلمان الأوروبي، في وضع جيد.

لكن لا يمكن استبعاد حدوث مفاجأة في اللحظة الأخيرة في نهاية المفاوضات الليلية التقليدية في بروكسل، إذ إنه حتى لو اختيرت فون دير لايين من جانب زعماء الدول ال27، فإنه يبقى عليها الحصول على دعم البرلمان خلال الجلسة العامة في ستراسبورغ، منتصف يوليو المقبل، وإلا فسيتوجّب عليها العودة إلى الصفر. وقال سيباستيان ميّار، من «معهد جاك دولور» الفرنسي للبحوث: «إنها أوقات عصيبة، ويجب التحرّك بسرعة»، مُحذّراً من خطر فراغ القيادة.

وحتى إذا تمكن «الائتلاف الكبير»، الذي يضمّ المجموعات السياسية الكبرى الثلاث في البرلمان الأوروبي، من الاحتفاظ بالأغلبية، فإن هامش المناورة لديه قد يتقلص بشكل كبير، وقد يحتاج إلى قوى إضافية، ما يتطلب مفاوضات مكثفة. ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فمن المتوقع أن يبقى «حزب الشعب الأوروبي» القوة السياسية الأولى، يليه «التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين». ويكمن الرهان في معرفة من سيصل إلى المركز الثالث الذي تشغله حالياً كتلة «رينيو» أو «تجديد أوروبا» (التي تضم حزب «النهضة» بزعامة إيمانويل ماكرون)، في ظل تراجعها وتهديدها من صعود كتلتين يمينيتين متطرفتين. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38h8psuk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"