حلول المناهج لمواكبة التنمية

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

أليس حريّاً بالمرء إذا سلّط الضوء على مشكلة، أن يسعى إلى تقديم تصوّر لحلها؟ «المناهج وضرورة مواكبة التنمية» قضية لا ينبغي للطرفين المعنيين، نظام التعليم وسلطات التنمية، تركها تتفاقم بمرور الزمن. بدعابة جادّة: مشروع تدريب مليون شخص على مهارات هندسة الأوامر في الذكاء الاصطناعي، أقلّ وقع يمكن أن يحدثه في وزارة التربية والتعليم في الدولة، وسائر المؤسسات التعليمية، هو إعلان حالة الطوارئ القصوى، فوراً.

لماذا فوراً، الآن وليس غداً؟ في الإمارات اليوم مؤسسة فضائية، بحوث متقدمة في الطاقة البديلة والمتجددة، أعمال متطورة في حاسوب الكوانتوم، والمئات غيرها، مع عدد من الصروح العلمية، في صدارتها: «مجمع محمد بن راشد للعلماء»، الذي يضمّ أكثر من مئة عالم وباحث في جميع التخصصات، الفيزياء الفلكية، الهندسة الكيميائية، تقنية النانو، فيزياء الكم، علم الأحياء البحرية، الذكاء الاصطناعي، الاتصالات البصرية، علم الجينومات التطوّري، علم الفيروسات، إلكترونيات القوى، ميكانيكا الموائع..

السؤال البديهي: هل ينبغي للمناهج الحكومية أن تكون منفصلةً في الزمان والمواكبة، عن تلك المجامع والمراكز العلمية الفعّالة في الدولة؟ أليس من أولويات الأولويات أن يستعد نظام التربية والتعليم، منذ الابتدائية، إن لم يكن منذ الحضانة والتمهيدية، للإقلاع عموديّاً نحو مدارات تلك العلوم، عابراً الإعدادية والثانوية، ليلتحق بعناقيد مجرّات العلوم في الجامعة؟ معذرةً، لا يجوز لإنسان القرن الحادي والعشرين أن يظن أن دماغ البحث العلمي يبدأ إعداده وتكوينه عند عتبة الجامعة. هيهات، فعندئذ تكون قد علقت بخلاياه العصبية وتشابكاتها، شوائب سنين من السلوكيات الذهنية المضادة لمتطلبات البحث العلمي. هنا أيضاً: «وهل يستقيم الظل والعود أعوجُ». اليوم، ومنذ بضع سنوات، على الشبكة في «غوغل» و«أمازون»، كتبٌ ملوّنةٌ رائعةٌ، للأطفال في سن الخامسة، تُبسّط لهم الفيزياء، الكيمياء، الأحياء وعلوماً شتى. أمّا سنغافورة وفنلندا، فقد أقسمتا لتأتينّ بما لم تستطعه الأوائل والأواخر، من المناهج التي لم تحلم بها مدرسة ولا ادّعاها منهج التعليم.

الكرة بلا شك في ملعب المناهج. كل ما على خبراء التربية، واضعي الخطط الدراسية، أن ينعتقوا من أغلال النقل والتقليد، أن يتحرروا من رتابة التكرار، أن يتذكّروا التعريف المعجمي للإبداع: «الصنع على غير مثال»، الصنع من دون نموذج جاهز. في الأقل، أن تعقد العزم على أن تكون الشبيبة، بعد جيل أو جيلين كأقصى تقدير، قادرةً على قطاف باكورة إنتاج العلوم.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينية: المسافة بين المناهج والتنمية ستتسع، كلّما تباطأ اللحاق. التقدم التنموي سيُحدث تحوّلات تصاعدية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8s5b229f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"