أدى حجاج بيت الله الحرام بالمسجد الحرام، أمس الأحد، طواف الإفاضة في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان، وسط منظومة خدمات متميزة ومتكاملة هيأتها الحكومة السعودية، فيما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن «الدولة ستواصل تقديم كل ما من شأنه أن يخدم قاصدي الحرمين الشريفين، ويعينهم على تأدية عباداتهم بأمن وطمأنينة»،في حين دعا خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس، في خطبة العيد أمس، الله عزّ وجلّ إلى نصرة فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى.
احتفل المسلمون بعيد الأضحى، أمس الأحد، مع تدفق نحو 1.8 مليون حاج من مزدلفة إلى منى، إذ قاموا، برمي جمرة العقبة الكبرى، ثمّ حلق الرؤوس، إيذاناً بالتحلل الأصغر، ومن ثمّ قاموا بنحر الأضاحي، قبيل إكمالهم شعائر الحج بنزولهم إلى مكّة المكرّمة للطواف ببيت الله العتيق، وأداء طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، حيث يتحللون نهائياً من إحرامهم، فيما يسمى التحلل الأكبر.
تعقيم وتطهير
ووصل الحجاج للمسجد الحرام لتأدية الطواف في بيئة صحية آمنة، حيث عملت الهيئة العامة للعناية بالحرمين الشريفين على تعقيم وتطهير المسجد الحرام وصحن المطاف والأروقة والساحات بأحدث الآليات والمعدات المخصصة لذلك، قبل قدوم الحجيج وبعد مغادرتهم البيت العتيق.
وأعدت الهيئة المسارات المخصصة لدخول الحجاج بخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وُضعت مسبقاً لضمان سلامتهم وأمنهم وراحتهم، وذلك بالتنسيق والتواصل الفعال والدائم مع جميع الجهات المعنية في المسجد الحرام. ويستمر الحجاج في رمي الجمرات خلال «أيام التشريق»، ومن أراد التعجّل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر لشهر ذي الحجة، ومغادرة منى قبل غروب الشمس.
اكتمال خطط أمن الحج بنجاح
وعلى صعيد متصل، أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن شلهوب، اكتمال المرحلة الأولى من خطط أمن الحج بنجاح، وذلك بوقوف جميع الحجاج على صعيد عرفات، وتصعيدهم من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة خلال ال48 ساعة الماضية بأمن وأمان وطمأنينة، حيث قضوا يوم التروية والمبيت في منى قبل استئناف رحلة التصعيد إلى عرفات أمس.كما أبان استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من رحلة المشاعر لنقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة للمبيت فيها قبل استئناف رحلتهم بالعودة إلى مشعر منى للإقامة فيه يوم عيد الأضحى وأيام التشريق.
الملك سلمان يهنئ
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال استقباله المهنئين بعيد الأضحى، إن «الدولة ستواصل تقديم كل ما من شأنه أن يخدم قاصدي الحرمين الشريفين، ويعينهم على تأدية عباداتهم بأمن وطمأنينة». مشيراً إلى أن «ما تبذلونه من جهود عظيمة وأعمال كبيرة لخدمة الحجاج له أثر بالغ في التيسير على الحجاج، وتمكينهم من أداء مناسكهم وإتمامها بكل يسر وسهولة».
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد هنأ الأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة عيد الأضحى، داعياً الله أن يتقبل من الحجاج نسكهم، وقال الملك سلمان عبر منصة «إكس»: أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات. سائلين المولى سبحانه أن يتقبل من حجاج بيته نُسكهم وطاعتهم، وأن يديم الأمن والاستقرار على وطننا وشعبنا، وعلى أمتينا الإسلامية والعربية والعالم أجمع. وكل عام وأنتم بخير.
إلى ذلك،دعا خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس، أمس، الله عز وجل ،إلى نصرة فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى.
وقال السديس، في خطبة صلاة عيد الأضحى: «اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين ومن ظلم المحتلين». وتابع:«اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين، اللهم انصر إخواننا في فلسطين». وأوصى السديس بتقوى الله، وأكد أن الدين الإسلامي»جاء بأعظم القيم الإنسانية . وحض النساء على مواصلة «التمسك بالحجاب والاحتشام، والحياء والعفاف»، وحذر من «القنوات المشبوهة الخليعة، والمواقع التواصلية الوضيعة التي تهدم أركان الأسرة». وشدد على أن «من عظيم وبديع القيم الإسلامية الاعتصام بالوحدة الدينية والوطنية»، وحذر من«الجماعات الحزبية والتنظيمات الإرهابية والانحلال والإباحية».(وكالات)
وفاة 14 أردنياً خلال مناسك الحج وفقدان 17
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان أمس الأحد، عن 14 حالة وفاة بين الأردنيين الذين يؤدون مناسك الحج في السعودية، بينما البحث جارٍ عن 17 آخرين مفقودين.
وقالت الوزارة في بيان إن «عدد الوفيات بين المواطنين الأردنيين، الذين يؤدون مناسك الحج، ارتفع إلى 14 وفاة، في حين بلغ عدد المفقودين 17 حاجاً».
ونقل عن مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية سفيان القضاة قوله إن الوزارة تتابع مع السلطات السعودية في جدة «إجراءات دفن الحجاج ونقل جثامين من يرغب ذووهم بنقلهم إلى المملكة بأسرع وقت ممكن». كما تتابع الوزارة «عمليات البحث عن الحجاج ال 17 المفقودين».
وأشار القضاة إلى أن الحجاج المتوفين، والحجاج المفقودين، هم من خارج بعثة الحج الأردنية الرسمية.(وكالات)
الخيام المطورة في منى تقاوم الظروف المناخية
يعدّ مشروع خيام مشعر منى المطورة، أحد أكبر المشروعات التي نفذتها الحكومة السعودية في المشاعر المقدسة؛ الذي تم تنفيذه ضمن الجهود والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وفق أعلى معايير الأمن والسلامة. وأنشئت الخيام بمنى على أسس الأمن والسلامة الملائمة للمحيط العام.
وتم توفير 30 ألف رشاش لمكافحة الحرائق، وأكثر من 3 آلاف كاميرا مراقبة، وأكثر من 12 ألف سماعة للإرشاد، بالإضافة لأكثر من 15 ألف وحدة تكييف. وتبلغ أبعاد الخيمة النمطية 8 في 8 أمتار، كما استخدمت أيضاً خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6 في 8 و12 في 8 أمتار. (واس)
