على مدى ال12 شهراً الماضية، شكلت الضغوط التضخمية، وانخفاض توافر الائتمان، وضيق أسواق رأس المال، وتراجع القدرة على تحمل التكاليف، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية وطرق الإمداد المعطلة، الاتجاهات السائدة لأسواق البناء العالمية.
مع ذلك، ومنذ بداية العام، بدأت معظم هذه الأسواق بالخروج تدريجياً من فترة الصعوبات الاقتصادية الكبيرة، والآن تتباين ردود أفعال البلدان إزاء الضغوط التضخمية.
وبينما بدأت بعض الأسواق الناشئة في خفض أسعار الفائدة، فإن الأغلبية لا تزال تتنافس مع ارتفاعها.
ورغم هذه التحديات، حافظت معظم الأسواق على مستويات نشاط ثابتة طيلة 2023، حيث ساعدت القطاعات سريعة النمو والمواقع الجذابة ومناطق الاستثمار الساخنة على دعم الطلب الإجمالي.
- أمريكا الأعلى
ووفقاً لبيانات شركة المقاولات البريطانية «تيرنر آند تاونسند» في تقرير «سوق البناء العالمي»، حافظت مدينة نيويورك على المركز الأول بوصفها السوق الأعلى كلفة للبناء للعام الثاني على التوالي. إذ يبلغ متوسط كلفة البناء لكل متر مربع فيها 5723 دولاراً، بزيادة قدرها 5% عن العام الماضي.
وتراجعت مدينة سان فرانسيسكو إلى المركز الثاني بمتوسط كلفة يبلغ 5489 دولاراً للمتر المربع. فيما تفوقت زيوريخ على جنيف لتحتل المركز الثالث، بمتوسط كلفة قدره 5035 دولاراً للمتر المربع، بزيادة قدرها 8.2% على أساس سنوي. وفي الوقت نفسه، شهدت جنيف، الرابعة، نمواً قدره 7.7% في كلفة البناء، بمتوسط 5022 دولاراً للمتر المربع.
أغلى المدن في تكلفة البناء (دولار للمتر المربع) | |
| 5723 |
| 5489 |
| 5035 |
| 5022 |
| 4865 |
| 4708 |
| 4636 |
| 4580 |
| 4500 |
| 4473 |
ولا تزال المواقع الأمريكية تهيمن على الجزء العلوي من الجدول، حيث أظهرت كل من لوس أنجلوس وبوسطن وسياتل وشيكاغو زيادات كبيرة في الكلفة مقارنة بعام 2023. فحصلت لوس أنجلوس على المركز الخامس بمتوسط بناء 4865 دولاراً للمتر المربع، متجاوزة بوسطن، صاحبة المركز السادس مع 4708 دولارات. في حين صعدت مدينة سياتل إلى المركز السابع مسجلة 4636 دولاراً، وشيكاغو ثامنة مع 4580 دولاراً للمتر المربع الواحد. إلى ذلك، استعادت لندن مركزها ال10، بمتوسط كلفة بناء قدره 4473 دولاراً للمتر المربع. سبقتها هونغ كونغ، ال9 ، ب4500 دولار.
أما أبرز الغائبين عن المراكز ال10 الأولى فكانتا طوكيو وأوساكا اللتين تراجعتا إلى المركزين ال14 وال17 على التوالي. في وقت ينحدر فيه الين كثيراً أمام الدولار، كما لم يشهد الاقتصاد الياباني سوى نمو معتدل في أعقاب صدمة الوباء. وقد أسهم هذا، إلى جانب التضخم القوي في أماكن أخرى، باتساع الفجوة.
وأرجع التقرير تكاليف البناء المرتفعة في المدن الأمريكية إلى مجموعة من العوامل، منها الطلب الصناعي القوي، والارتفاع المستمر في أسعار العمالة والآلات والمعدات. وفي المملكة المتحدة إلى تزايد الضغوط على قدرة البناء وارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني مقارنة بالدولار.
أسواق البناء العربيةالصورة
 عربياً، حلت الرياض في المركز الأول في تقرير «تيرنر آند تاونسند»، الذي يخص أغلى أسواق البناء عالمياً، مع متوسط كلفة بناء بلغ 2592 دولاراً لكل متر مربع، تليها الدوحة ثانية ب2096 دولاراً، ثم دبي في المركز الثالث بمتوسط كلفة بناء ناهز ال1874 دولاراً للمتر المربع الواحد. وجاءت أبوظبي رابعة، حيث الكلفة فيها بلغت 1844 دولاراً للمتر المربع الواحد في المتوسط.
|
