مسؤولية وأمانة

03:58 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نعم.. أخذنا فيروس «كورونا» المستجد؛ (كوفيد-19)، الذي أحرج العالم، وعجزت أمامه البشرية، إلى إغلاق المدارس والجامعات في 138 بلداً؛ ليفرض على 1.37 مليار طالب وطالبة، الانقطاع عن الدراسة، وليمنع ما يقرب من 60.2 مليون من رسل العلم، من أداء رسالتهم السامية في بناء الأجيال؛ لعدم قدرتهم على الذهاب إلى المدارس.
وعلى الرغم من تداعيات الوباء، التي أصابت المجتمعات بالشلل الكامل، وفرضت إغلاق مدارس وجامعات الدولة، كما هي الحال في جميع دول العالم، فإن الإمارات قبلت التحدي، وسخرت الإمكانات كافة، واختارت الاستمرار في مسيرة تعليم الأجيال، مهما كانت الأسباب؛ من خلال «التعلم عن بُعد»؛ لتحفظ المكانة المرموقة لمنابر العلم، وتظل شعلة المعارف مضيئة في ربوع المجتمعات الطلابية، على الرغم من كل التحديات.
الحق يقال، تعامل القائمون على شأن التعليم في الدولة، بمسؤولية مع قرارات وتعليمات الجهات المعنية بإدارة تلك الأزمة؛ عبر التزامهم التام، وتنفيذهم الجاد لجميع التوجيهات بكل دقة ومسؤولية؛ بل وطبقوا نظام «العمل عن بُعد» بحسب النسب المعتمدة للكوادر؛ حفاظاً على أمن وسلامة الطلبة وأولياء الأمور.
الأسبوع الأول من تطبيق «التعلم والعمل عن بُعد»، أفرز نتائج مشرقة على مختلف المستويات، أسهمت في تكوينها، الوجبة التوعوية الدسمة، التي قدمتها وزارة التربية والتعليم لمختلف فئات المجتمع التعليمي، حول المبادرة، وسبل توظيف التكنولوجيا؛ لدحر تداعيات «كورونا»؛ ونشر الوعي حول الوقاية منه، دون التوقف عن التعليم أو العمل؛ من خلال منصة متكاملة، ضمت قنوات هادفة، تخاطب عناصر العملية التعليمية على مدار الساعة.
وما زاد قوة وأهمية بوابة التعلم الذكي، تلك المنصات التعلمية العالمية الثلاث عشرة، التي استندت إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأتاحت خيارات متعددة للطلبة خلال عملية التعلم، لاسيما أنها تحاكي المواد والمناهج الدراسية كافة، وهذا في حد ذاته يعد ترسيخاً لمنظومة التعلم الذكية.
وعلى الرغم من هذا الإنجاز، فإن هناك بعض المدارس الخاصة تغرد خارج السرب؛ إذ تعاملت مع «التعلم عن بُعد» بسطحية، واقتصر دورها على إرسال أوراق عمل، وواجبات منزلية للطلبة، وغاب عن برنامجها وجود المعلم وتفاعل الطالب، والإشكالية الأكبر، تكمن في البعض الآخر، الذي أظهرت إدارته، عدم قدرتها على تطبيق «العمل عن بُعد»، فذهبت تفرض على كوادرها، الدوام التقليدي كاملاً، في وقت نحتاج فيه إلى التباعد الاجتماعي؛ للسيطرة على الفيروس.
وهنا ينبغي على تلك المدارس اتباع منهجية وزارة التربية والتعليم، وإجراءاتها التي تجسّد بالضرورة التوجيهات العليا للدولة، وينبغي أن تعلم أن المجتمع ومؤسساته وأفراده، في مهمة وطنية، لا يجوز التعامل معها إلا بقدر كبير من المسؤولية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"