جولة جديدة من الهلع

04:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
يثير الانتشار الجديد لفيروس إيبولا المميت أسئلة عن الظهور المفاجئ كل حين لأمراض غامضة تؤدي إلى نشر الرعب والهلع حول العالم، خاصة أن مصاباً واحداً بمرض معد مميت يمكن أن ينقل الفيروس المسبب له حول الكرة الأرضية بكل سهولة . ليس خفياً أن مراكز البحوث العسكرية في الولايات المتحدة استخلصت الفيروسات القاتلة من غابات إفريقيا والأمازون، وأخضعتها لدراسات مخبرية في المعامل لهندستها وراثياً من أجل استخدامها كأسلحة بيولوجية .
وهناك كتب عدة توثق هذه التجارب، وتحدثت عن انفلات للتحكم في الفيروسات المميتة في المعامل وانتشارها في المجتمعات، مثل الجمرة الخبيثة "إنثراكس" ومرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز" .
وتجد "إسرائيل" هوى شديداً في التلاعب بالفيروسات ودرس استخدام الأمراض القاتلة كأسلحة بيولوجية . وكشف النقاب قبل فترة ان المعامل "الإسرائيلية" تعمل على أسلحة تقتل على خلفية الحمض النووي للفلسطينيين والعرب، أي ابتكار أسلوب للقتل جينياً .
ودخلت الأوبئة مجال التنافس غير الشريف في التجارة والسياحة . واستهدفت فيروسات "سارس"، وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، الصين خاصة وتنينات جنوب شرق آسيا، والمكسيك ومصر منذ بدايات القرن الحادي والعشرين . وتزيد الخسائر التي تكبدتها هذه الدول عن مليارات الدولارات .
وفي المقابل فإن شركات معدات طبية وأدوية ربحت المليارات لبيعها أجهزة ومعدات ذكية وشديدة الحساسية للكشف المبكر عن بعد عن المصابين وحاملي الفيروسات في المطارات والمرافئ . فضلاً عن بيع مخزونات ضخمة من اللقاحات والأمصال . بل إن شركات أدوية كانت على وشك الإفلاس أو الاندماج مع شركات أخرى حصلت على مئات الملايين من الدولارات لبيع براءات أدوية ولقاحات، والعمل على انتاج لقاحات جديدة لأمراض لا أمصال للوقاية منها . وارتفعت قيمة أسهم هذه الشركات في الأسواق المالية تبعاً لقوة الدفع التي حصلت عليها للمضي قدماً على طريق إنقاذ البشرية من الأمراض القاتلة، التي لا يستبعد أنها خرجت من المختبرات نفسها التي تزعم أنها تعمل للإنسانية بينما هي في حقيقة الأمر جزء من كارتل الشركات العابرة للقارات التي تعلي مبدأ الربح فقط ولو كان على حساب الأم البشرية .
منذ اكتشافه لأول مرة في 1976 قتل مرض إيبولا 2262 مصاباً، ويعتقد أن خفاش الفاكهة في الغابات الإفريقية هو الحاضن الطبيعي للفيروس . ولم ينتشر المرض إلا بعد ان نقلت الفيروسات إلى معمل اتحادي في الولايات المتحدة، ونجمت الإصابة الأولى عن خطأ غير مقصود جراء تلوث لم يلحظه أحد في البدء .
ومثلما ثار الذعر في العالم خوفاً من "سارس" وإنفلونز الطيور والخنازير، ها هي الموجة الجديدة من الذعر تتصاعد، وسط التحذيرات المعتادة في كل مرة "الوباء خطير" و"ينتقل بسرعة أكبر مما كان يعتقد في السابق" وأنه "لا علاج للإصابة ولا مصل واقياً من الفيروس المميت"، الذي يسبب الحمى والصداع وألم العضلات والإسهال والقيء والنزف الدموي من الفم وكل منافذ الجسم الأخرى حتى الموت المحتوم بعد 10 أيام .
الطيور والحيوانات والزواحف والأسماك في الطبيعة حواضن لميكروبات وفيروسات أخرجها الإنسان الشرير من مكامنها للتلاعب بها وراثياً لاستخدامها في الحرب اللاأخلاقية . والبعض يعرف جيداً كم يستفيد ويجني الأرباح الطائلة من إثارة الرعب والهلع في نفوس البشر . إيبولا . . هل هذه جولة جديدة للترويج للهلع وحصد الربح؟

عثمان النمر

[email protected] 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"