رسائل مصرية عبر رفح

13:40 مساء
قراءة دقيقتين
عملية اختراق محور معبر رفح، لكسر الحصار الإسرائيلي، ما كانت لتتم من دون قبول مصري، تريد القاهرة من خلاله إيصال مجموعة من الرسائل إلى الداخل والخارج.كان في الإمكان مواجهة عملية الاقتحام ورد الذين عبروا في دقائق معدودة. غير أن القيادة المصرية، رفضت اللجوء إلى هذا الخيار، ونجحت في وقف تجويع الشعب الفلسطيني، وفي تحويل ما حصل إلى مكاسب سياسية واستراتيجية تسعى من خلالها إلى إعادة الاعتبار لمجموعة من العناصر في السياسة المصرية.الرسالة الأولى قد تكون موجهة إلى الداخل الشعبي الناقم على حصار قطاع غزة، وبعملية فتح الحدود وإدخال الفلسطينيين إلى رفح المصرية والعريش تحصن مبارك حول موقف شعبي داعم لسياسته في هذا الإطار، واحتواء تظاهرات الغضب التي عمّت شوارع القاهرة في الأيام القليلة التالية للحصار.وفي إطار الرسائل المصرية، لا يمكن إغفال مطالبة القاهرة الدائمة بتعديل اتفاق كامب ديفيد لجهة نشر المزيد من قوات الجيش على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما كانت ترفعه القاهرة في وجه مزاعم إسرائيلية تتحدث عن تهريب الأسلحة والأموال عبر الأنفاق. مثل هذا المطلب كان ولا يزال يواجه برفض إسرائيلي، لا بد أن يلين في أعقاب عملية الاقتحام الأخيرة، وهو ما سيطرح بجدية على طاولة أي حوار مصرية - إسرائيلية مقبلة.الرسالة الثالثة والأهم موجهة إلى الولايات المتحدة، التي حاولت في الفترة الماضية تهميش الدور المصري في القضية الفلسطينية، وهو ما تجلى في زيارة رفع العتب التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى شرم الشيخ في ختام جولته الشرق أوسطية.رسائل رفح جاءت لتقول إن القاهرة طرف أساس ولا غنى عنه في القضية الفلسطينية، ولا سيما أن الامتداد الجغرافي يمنح مصر قدرة على ضبط الأمور أو فلتانها، وبالتالي فإن التعاطي معها لا بد أن يكون بعيداً عن زاوية التلويح بسيف قطع المعونة الأمريكية أو تهميش الدور المصري التاريخي في فلسطين، انطلاقاً مما يمثله القطاع من ركيزة أساسية في الأمن القومي المصري.رسائل واضحة قد تتجلّى الردود عليها في الأيام المقبلة، إيجاباً أو سلباً. [email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"