إيبولا يتفشى بسلالة جديدة في غرب إفريقيا

00:40 صباحا
قراءة 5 دقائق
أفادت نشرة طبية أمريكية نقلاً عن دراسة أن وباء إيبولا الذي أودى بحياة العشرات في غرب إفريقيا مؤخراً لم ينتقل إلى المنطقة من وسط إفريقيا وإنما كان نتيجة سلالة جديدة للفيروس ما يزيد المخاوف من حدوث مزيد من تفشي الأوبئة في المنطقة .
وكان انتقال فيروس إيبولا من منطقة نائية في أقصى جنوب شرق غينيا إلى العاصمة كوناكري ثم إلى ليبيريا -التي أعلنت فيها أول حالة وفاة ناجمة عن تفشي المرض في غرب إفريقيا- قد أثار ذعراً في أرجاء المنطقة التي تعاني ضعف أنظمة الرعاية الصحية والحدود غير المحكمة .
إيبولا مرض متوطن في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وجنوب السودان والجابون .
وكان العلماء قد اعتقدوا في البداية أن سلالة زائير في جمهورية إفريقيا الوسطى هي المسؤولة عن تفشي المرض، غير أن باحثين قرروا استناداً إلى تحليل عينات دم من مرضى مصابين أنه بينما أظهر النوع الغيني لفيروس إيبولا تشابها بنسبة 97 في المئة مع سلالة زائير فإن المرض لم يكن مصدره إفريقيا الوسطى .
وكتبت مجموعة تضم أكثر من 30 طبيباً وعالماً نشروا النتائج الأولية لبحثهم على الموقع الإلكتروني لنشرة نيو انجلاند الطبية "إن الدراسة تشير إلى ظهور سلالة جديدة من الإيبولا في غينيا" .
من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث نقلاً عن بيانات وزارة الصحة الغينية إن المرض أدى إلى وفاة وإصابة المئات، وإن معظم الوفيات كانت من العاملين في مجال الصحة .
وقال طارق يسارفيتش وهو متحدث باسم منظمة الصحة العالمية التي لم تشارك في وضع الدراسة "ما يتضح لنا من الدراسة أن الفيروس لم ينتقل من الخارج وإنه متوطن، وهذا يعني أن من المحتمل أنه كان هناك تفش في الماضي لم يتم اكتشافه" .
وحتى الآن جاءت نتائج اختبار عينات في مالي وغانا وسيراليون سلبية في ضوء انتشار المرض في غينيا وليبيريا المجاورتبن، لكن حكومات البلدان الثلاث فرضت قيوداً على الرحلات الجوية وأغلقت قطاعات من حدودها كما بدأت في إجراء فحوص طبية في بعض المطارات .
والمعروف أن حمى الإيبولا النزفية هي مرض فيروسي حاد ووخيم يتميز غالباً بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزف داخلي وخارجي على حد سواء . وتظهر النتائج المختبرية انخفاضاً في عدد الكريات البيض والصفائح الدموية وارتفاعاً في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات .
وتصيب حمى إيبولا النزفية الإنسان وبعض أنواع القرود، وهي مرض معد يتصف بمعدلات إماتة عالية .
وتتراوح فترة حضانة المرض (الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه) بين يومين و21 يوماً .
ويتفاوت من فاشية إلى أخرى بين 25% و90% معدل الإماتة أثناء اندلاع فاشيات حمى الإيبولا النزفية .
وقد اكتشف هذا المرض أول مرة سنة ،1976 ومن حينها ظهرت خمسة أنواع مختلفة منه مسببة أوبئة تكون نسبة الوفيات فيها من 50 إلى 90 في المئة في كل من زائير، الغابون، أوغندا، والسودان .
ويشبه هذا الفيروس القاتل فيروس ماربورغ بالإنجليزية: Marburg-Virus الذي من غير صالحه أن يدمر ناقلة لأنه يحتاج هذا الناقل لكي يتكاثر ويتوسع حيث انه إلى يومنا هذا لم يتم التعرف بالضبط من هو ناقل الفيروس الرئيسي . وفي البداية استطاع العلماء إنتاج مضاد حيوي أوقف عمل الفيروس بعد حقنه في ثلاثة خفافيش Hypsignathus monstrosus لكن النتائج بينت لاحقاً أن الخفافيش من أنواع Epomops franqueti وMyonycteris torquata ماتت كما ماتت من قبلها قرود الشمبانزي والغوريلا بسبب فيروس إيبولا . ولهذا السبب يرى الباحثون أن الأنواع الثلاثة من الحيوانات (ثدييات) كمصدر رئيسي لنقل فيروس الإيبولا وينصحون بعدم أكل هذه الحيوانات في غرب ووسط إفريقيا لكي يتم تجنب انتقال الفيروس إلى الإنسان . وتنتقل عدوى الإصابة بفيروس إيبولا من إنسان إلى إنسان آخر عن طريق اتصال خارجي أو داخلي من شخص مريض، أو عند استخدام شفرات تعود للمريض، أو عند انتقال سوائل الجسم بما فيها المني، أو عند اتصال قطرة دم من المريض على العينين حيث إن الفيروس له القدرة على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار في كامل الجسم .
وينقل المصابون بالمرض عدواه إلى الآخرين طالما أن دماءهم وإفرازاتهم حاوية على الفيروس . وتبيّن من حالة مكتسبة مختبرياً عُزِل فيها فيروس الإيبولا عن السائل المنوي أن الفيروس كان موجوداً في السائل حتى اليوم الحادي والستين عقب الإصابة بالمرض .
وفي بداية الإصابة لا تظهر أعراض حمى الإيبولا على المريض، بل تظهر أعراض حمى فيروس ماربوغ، ويتم التعرف إلى الفيروس عن طريق فحص دم أو بول أو لعاب من قبل المختبر مع مجهر إلكتروني حديث جداً له القدرة على تصوير الجزيئات .
وبعد حوالي 10 ساعات من انتقال فيروس إيبولا تبدأ الأعراض بظهور رشح (زكام) وصداع، وبعد ذلك تبدأ الحمى مع دوران وغثيان وإسهال ونزف في الجلد الخارجي ونزف في الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينين والأنف والأذنين والقضيب أيضاً . وتنتشر العدوى في أنحاء الجسم وتدمر الشعيرات الدموية .
وكثيراً ما يصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها، إذ تصيب العاملين العدوى من خلال ملامسة المرضى مباشرة من دون توخي الاحتياطات الصحيحة لمكافحة المرض وتطبيق الإجراءات المناسبة لرعاية المرضى في محاجر معزولة . وقد يتعرض مثلا العاملون في مجال الرعاية الصحية الذين لا يرتدون قفازات و/ أو أقنعة / أو نظارات واقية لملامسة دم المرضى المصابين بعدوى المرض ويكونون عرضة لخطر الإصابة بعدواه .
وقد تم توثيق العديد من حالات عدوى المرض الوخيمة غير المصحوبة بأعراض سريرية بين صفوف العمال الذين يلامسون القردة أو الخنازير المصابة بعدوى فيروس الإيبولا ريستون . وهكذا فإن فيروس ريستون على ما يبدو أضعف قدرة من سائر أنواع فيروسات الإيبولا على إصابة الإنسان بالمرض، بيد أن المعلومات المتوفرة عنه لا تتناول سوى البالغين من الذكور الأصحاء . وسيكون سابقاً لأوانه الاستدلال على الآثار التي يخلفها الفيروس على صحة الفئات السكانية كافة، كالأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة والأفراد المصابين بحالات صحية خطرة والحوامل والأطفال . ويلزم إجراء مزيد من الدراسات عن فيروس الإيبولا ريستون قبل التمكن من التوصل إلى استنتاجات نهائية حول معدلات إمراضية هذا الفيروس وفوعته في الإنسان .
وفيما يتعلق بالعلاج فقد حقق السرير العازل بعض النجاح عن طريق اخذ عينات من دم أشخاص كانوا يعانون هذه الحمى وأصبحوا الآن بصحة والسبب أن في دم المرضى القدامى تم بناية مضادات ضد فيروس الإيبولا .
وفي أكبر مستشفيات أوروبا في برلين/ ألمانيا تم إيقاف عمل الفيروس لدى الكثير من الحالات، بينما يتم البحث عن حل نهائي لهذه الحمى كذلك في مستشفيات الجيش الأمريكي .
وفي احد المختبرات الكبيرة التي قد تكون (عسكرية) في كندا تم التوصل حديثاً إلى علاج نهائي للفيروس المسبب لمرض حمى الإيبولا، حيث تم فحص بنية الفيروس وتشريحه وتم التوصل إلى انه يغطي جسم الفيروس الذي يشبة (دودة طويلة ذيلها ملتو حول نفسه) -"بعد التكبير"- غشاء بروتيني، وتم التوصل إلى المادة التي تخترق هذا الغشاء لتقتل الفيروس، لكن حتى الآن لا توجد معلومات كافية عن طبيعة هذا الاكتشاف او مدى صلاحيتة للاستخدام البشري .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"