العربية لغتنا

من أسبوع لأسبوع
12:54 مساء
قراءة دقيقتين

نثمن قرار مجلس الوزراء في مارس 2008 بجعل اللغة العربية هي لغة الوزارات والمؤسسات الاتحادية، وهذا القرار نابع من حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

واللغة العربية نعرف عنها بأنها لغة الدولة الرسمية بنص الدستور ويعني هذا أن المخاطبات والمراسلات والمكاتبات يجب ان تكون باللغة العربية، وما ينطبق على المؤسسات الاتحادية، يفترض ان ينطبق على الدوائر والمؤسسات المحلية ايضاً. لكن ما قرأناه في الصحف من أن العربية لغة الدوائر والمؤسسات المحلية في عجمان، بناء على توجيهات سمو الشيخ عمار بن حميد بن راشد النعيمي ولي عهد عجمان، مفهومه ان الدوائر المحلية في امارات الدولة غير معنية بقرار مجلس الوزراء إلا إذا تبعته قرارات محلية من دواوين الحكام.

في اعتقادي أن مثل هذا القرار إن لم يعزز بالحكومات المحلية وقراراتها، يكون صعب التنفيذ، إذ أن التعامل مع الجمهور يكون من خلال اجهزة سبعة في الدولة، وحسب علمي ان لكل امارة سلطة محلية بموجبها تصرف أمور الامارة إلا إذا كان العمل المرجو تنفيذه مرتبطاً بوزارة اتحادية.

نعم، هناك الوزارات والمؤسسات الاتحادية، لكن هناك ايضاً الدوائر المحلية التي تحتك بالجمهور يومياً أكثر من الاتحادية، ومن الامارات ما لها ثقل اقتصادي وصناعي وعمراني أكثر من غيرها.

فمثل هذه الامارة يفترض أن تأخذ في اعتبارها تعريب النماذج والمطويات التعريفية بالمؤسسات، وكذلك التقارير الصادرة واللوائح التنظيمية واللوحات الارشادية في الشوارع، وتعريب لغة المحاضرات والاجتماعات.

اذ لا يكفي ان تكون لغة المراسلات في الوزارات والمؤسسات الاتحادية بالعربية، وتترك بعد ذلك المؤسسات المحلية لتستخدم اللغة الاجنبية.

ثم ان هناك أمراً آخر في غاية الأهمية وهو أننا هل مقتنعون بأن اللغة العربية في بلادنا هي الأولى والرسمية؟ إذا قلنا نعم فلماذا تعج البيوت بالعديد من اللغات الراقية وغير الراقية، ويعيش اولادنا في اندهاش من هذه الازدواجية التي يعيشونها بين البيت والمدرسة، أو بين البيت والشارع العام.

قناعتي ان العربية لن تكون لغتنا الرسمية، طالما أنها لا تؤكلنا خبزاً ولا تعبر عن افراحنا واحزاننا، ولا تحبب القراءة والكتابة الى اطفالنا.

ان شبابنا اليوم عندما يبحثون عن وظيفة يمتحنون أولاً في اللغة الانجليزية والحاسوب، ولن يجدوا الوظيفة المطلوبة اذا لم يجيدوا الانجليزية والحاسوب، حتى لو كانوا ينحدرون من قريش أو قحطان أو عدنان.

وفي المناسبات نجد الكلمة المعبرة عن المناسبة مكتوبة على الكعكة أو العطر أو الهدية باللغة الاجنبية ايضاً.

اذن فإن التأكيد على جعل العربية لغة المؤسسات الاتحادية، يجب ان يسبقه التأكيد على أن هويتنا العربية يجب أن تبقى عربية من القاع الى النخاع، ولا يكفي ان تكون ترويسة الرسائل واسماء المؤسسات بالعربية.

في حين ان المحتوى يكتب باللغة الاجنبية، أو إذا كتبت بالاجنبية وبجانبها العربية، فإن الاجنبية مدققة فيها ومؤكدة على سلامتها، أما العربية فإنها اخطاء في اخطاء.

من هنا فإن الاهتمام باللغة العربية، يجب ان يكون ايماناً نابعاً وارادة قوية، لأنه يقرر مبدأ: نكون أو لا نكون.

www.arefonline.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"