تقنية ألمانية تمنح أمل الإبصار للمكفوفين

04:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

يطوّر العلماء مصاصة تحوّل الصور إلى وخزات كهربائية في اللسان، تصل إلى الدماغ فيحولها إلى صور مجدداً، ما يمكّن المكفوفين من التمتع مجدداً بنعمة الإبصار . ويأتي هذا التطور بعد ان نجح علماء المان في اغسطس/آب العام الماضي من زرع شريحة إلكترونية في العين كي يسترجع المكفوفون جزءاً من بصرهم .

كانت تلك المرة الأولى في العالم التي يتم من خلالها ابتكار عضو صناعي قابل للزرع بالكامل في العين ويتفاعل مع النهايات العصبية دون أسلاك الربط .

وأشرف على اختبار تلك العملية فريق من الأطباء والباحثين في جامعات ماربورغ وأكيسغرانا وايسين بألمانيا حيث زرعت هذه الشريحة في أعينهم طوال أربعة أسابيع .

وأفادت صحيفة دايلي ميل البريطانية أن المصاصة الكهربائية التي يتم تطويرها حاليا تحوّل الصور التي تلتقطها كاميرا صغيرة إلى وخزات كهربائية خفيفة يشعر بها المكفوف في لسانه، وتعيد الأعصاب هذه الوخزات إلى الدماغ الذي يحللها ويحولها إلى صور .

وبعد يوم واحد من الاستخدام والتدريب، تمكن العميان الذين يستخدمون هذه الأداة من التعرف إلى الأشكال والحركات، كما تمكنوا من قراءة اللافتات .

وقد ابتكرت شركة ويكاب هذه الأداة الثورية وأطلقت عليها اسم براين بورت، وهي مؤلفة من كاميرا صغيرة موضوعة في نظارة شمسية ترسل إشارات إلى وحدة تحكم ترسل بدورها الإشارات إلى المصاصة الموضوعة على اللسان .

وتحوّل وحدة التحكم الصور التي تلتقطها الكاميرا إلى صور سوداء وبيضاء ورمادية، توزع على أقطاب كهربائية .

وتحدّد الأقطاب الكهربائية مقدار النبض أو الوخزة، حسب كمية الضوء في منطقة معينة، فالمناطق البيضاء تتمتع بنبض قوي، والمناطق الرمادية بنبض خفيف، بينما لا تتمتع المناطق السوداء بأي نبض .

وفي التجربة الالمانية الاولى اعتبرت النتائج الاولية في حينه مشجعة إذ استعاد المتطوعون بصرهم جزئياً . وبدت الصور أمامهم ذات جوانب مغبشة، وبدا العالم أمامهم باللونين الأسود والأبيض أي خالياً من الألوان الأخرى . الهام في الأمر أن العتمة لديهم قد انتهت .

وصممت الشريحة الإلكترونية لمساعدة المكفوفين المصابين بأمراض غشاء العين كما مرض العشم الليلي الوراثي Retinitis Pigmentosa وغيرها من الأمراض التي تصيب جزءاً كبيراً من الخلايا الحسية الحساسة، في غشاء العين، مؤدية بالتالي إلى موت هذه الأخيرة إنما دون إلحاق الضرر بعصب العين الذي يواصل عمله طبيعياً . علماً أن الشريحة الإلكترونية لا تستطيع إعادة البصر إلى جميع من أصيبوا بأضرار في عصب العين . بيد أنها تقدم يد العون لجزء كبير منهم . وقد يساهم الابتكار الألماني في إعادة البصر إلى مئات الألوف، لا بل الملايين من المكفوفين، حول العالم .

وتربط هذه الشريحة بكاميرا صغيرة الحجم ومحمولة . تلتقط الكاميرا الصور محولة الضوء بالتالي إلى إشارات ونبضات كهربائية . ثم يرسل جهاز الإرسال هذه الإشارات إلى الشريحة الإلكترونية المزروعة داخل العين . وتحوي الشريحة لغاية 400 دائرة والكترود تمر بها الكهرباء بقوة منخفضة جداً كي لا تلحق أضراراً بالعين .

كما تحفز الشريحة الخلايا السليمة لغشاء العين . هكذا، تصل هذه الإشارات إلى عصب العين والدماغ دون مواجهة أي عائق أم مشكلة . قبل اليوم، كانت جميع الأعضاء الصناعية المزروعة بالعين تعمل فقط بواسطة أسلاك موصولة إلى النظام العصبي . أما النظام الألماني الجديد فيرسل إشارات إلكترونية عبر موجات الراديو .

وتتمحور الخطوة القادمة حول محاولة تركيب الكاميرا المحمولة على نظارات سوية مع جهاز تشفير Encoder يقوم بإعادة إرسال الصور كي تستطيع الأعصاب التقاطها وقراءتها بصورة أدق . وستعتمد درجة البصر، التي سيسترجعها المكفوفون، على عدد خلايا غشاء العين التي لا تزال سليمة . وسيكون لون العالم أمامهم بالأسود والأبيض فقط .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"