أين مصانع الابتكارات؟

05:11 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نعم.. الابتكار وقود المستقبل، والشغف والخيال والأفكار، ركائز أساسية لوجود الإبداع، فالمتغيرات المتسارعة والتطورات المشهودة في المجالات كافة، ترسم لنا أشكالاً متنوعة لمعارك العلم والمعرفة في المستقبل، وهذا يدعونا إلى واقع أكثر خيالاً وشغفاً وإبداعاً وابتكاراً.
منذ أيام قليلة قدمت القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، وجبة دسمة من النقاشات والقضايا والمبادرات والاتفاقيات التي تحاكي في مضمونها، مستقبل الحكومات عالمياً، وأكدت في معظم محطاتها أهمية «الصناعة»، للانتقال من مراحل الرؤى والخيال، إلى تصنيع «الابتكارات»، وترجمتها إلى واقع ملموس، يفيد البشرية.
وبالنظر إلى ابتكارات الحكومات الخلاقة، هذا العام، نجد أنها حلّت إشكاليات كبيرة، عانت منها مجتمعات لفترات زمنية طويلة، مثل «التلوث والرعاية الصحية، وتحسين الطرق، والتنبؤ بالحوادث، وحماية البيانات»، بأفكار بسيطة جداً، استندت في مكوناتها إلى الإبداع الفكري والابتكار.
واليوم وصلنا إلى منتصف شهر الإمارات للابتكار، وحصدنا خلال تلك الفترة وفي سنوات سابقة، العديد من الأفكار الابتكارية، التي تستحق التقدير والاهتمام سواء من الأفراد أو المؤسسات، ولكن متى ستخرج تلك الأفكار إلى النور وتترجم إلى واقع يفيد المجتمع وأفراده؟، ولماذا لم ننتقل بعد إلى مرحلة الصناعة؟ وأين المصانع التي تحول الابتكارات من مجرد أفكار إلى منتجات تحمل شعار«صنع في الإمارات»؟.
وهنا تبدو لنا مسؤولية جديدة، تتطلب منا التفكير خارج الصندوق، لبناء مصانع الابتكارات التي تحمل اسم الإمارات، وبدلاً من طرح مجرد أفكار تبحث عن أحد يتبناها، علينا أن نرتقي بطرق تعاطينا مع هذا الجانب، لنفكر ونبدع ونصنع، لنقدم في النهاية منتجاً ابتكارياً نحاكي من خلاله العالم والمستقبل.
استوقفتني تفاصيل وأهداف «معرض الصناع»، الذي تنظمه مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، خلال الفترة من 26 إلى 28 فبراير الجاري، تحت شعار «أطلق العنان لإبداعاتك»، إذ يخرج المعرض في دورته الحالية، من عباءة الرؤى ومجرد تقديم الأفكار، ليرتدي عباءة صناعة الابتكار، في خطوة مهمة تأخذنا إلى محطات جديدة، تجعل تصنيع الابتكارات هدفاً لدى الجميع.
دعم القيادة الرشيدة للدولة، مشهود ولا يقبل الجدال، إذ جعلت مناخ الإبداع في الإمارات، يلامس تفاصيل واقعنا الحياتي، ليتداخل ويتشابك مع صغائر حياتنا قبل كبيراتها، لنجده في البيت، ونتعامل معه في الشارع، ونتعلمه في المدارس، ونمارسه في العمل، أملاً في قفزة تأخذنا لتلك الصناعة.
إن تعليم العلوم والمعارف، ركيزة مهمة للنهوض بالأوطان، ولكن الأهم صناعة ما تعلمناه، وتحويله لمنتجات فاعلة ومؤثرة، تخدم المجتمعات، وهذا لا يتحقق إلاّ بتشييد مصانع الابتكارات، لتكتمل لدينا دائرة الإبداع، التي تبدأ بالفكرة وتنتهي بالإنتاج.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"