أين معلمونا؟

05:08 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

على الرغم من وجود فئات متميزة من المعلمين، من ذوي الخبرة، مهنياً ومهارياً، في الميدان التربوي، إلا أنهم ما زالوا خارج نطاق التنافسية، في الجوائز الإقليمية والعالمية، فعلى مدار سبع سنوات توافدت فيها المشاركات والمنافسات، على سباق المليون دولار لأفضل معلم على مستوى العالم، لم تأت منافسة فاعلة من معلمينا في هذا السباق، بل يحصدها أحد المعلمين من الدول الأجنبية، تاركاً لمعلمينا التحية والسلام.
وهناك جائزة محمد بن زايد للمعلم الخليجي، التي استندت إلى معايير عالمية، لتعكس في مضمونها فلسفة تربوية متطورة، تواكب النظم التعليمية العالمية، وتركز على إثراء التعليم بقفزات استثنائية في مساراتها، في مختلف دول الخليج، تركيزاً على المعلم كمحور أساسي للعملية التعليمية وبناء الأجيال، ويبقى السؤال: أين فاعلية معلمينا بالشكل الذي يليق بحجم المبادرة؟
نعم.. نجح راشد هاشم معلم الصحة واللياقة البدنية الإماراتي، من مدرسة المعتصم للبنين في بني ياس في إمارة أبوظبي العام الجاري، في هدم الحواجز، ليأتي ضمن القائمة النهائية لأفضل 50 معلماً مرشحين لنيل «جائزة أفضل معلم في العالم 2019»، وهذا يشكل خطوة مهمة نحو التنافسية العالمية للمعلمين، ولكن الواقع يؤكد أن مشاركة معلمينا ما زالت «متواضعة» لأسباب غير معلومة.
إن دعم القيادة الرشيدة للدولة للمعلم، لتعزيز دوره ومكانته في المجتمع، أمر مشهود، وجميع الإمكانات متوفرة وملموسة، والدورات التأهيلية والتدريبية، مدروسة وهادفة، تعمل وفق الاحتياجات المهنية والمهارية، ومواكبة المتغيرات والتطورات، والسؤال هنا: لماذا مازال معلمونا خارج المنافسة؟ ولماذا لم نتعاط مع تلك السباقات، كهدف يسعى الميدان بمختلف فئاته لتحقيقه؟ لاسيما وأن الإمارات تحاكي العالمية في مختلف المجالات، وتسارع الزمن من أجل الوصول للرقم واحد.
إن غياب معلمينا عن قوائم التميز العالمية، وتراجع إقبالهم على التنافسية، يعد إشكالية تستحق تدخل وزارة التربية والتعليم، لإعداد المعلم القادر على خوض غمار التنافسية العالمية، فضلاً عن نشر ثقافة المنافسة العالمية في مجتمع المعلمين، لنسجل سوياً حضوراً تربوياً فاعلاً في المحافل الدولية.
نحن في حاجة إلى برامج متخصصة للمشاركة في تلك السباقات، تبتعد تماماً عن التقليدية، وتتجاوز في مضمونها مفاهيم طرائق التدريس المعروفة، بحيث تكون تلك البرامج أدوات لصناعة المبدعين والمبتكرين من المعلمين.
لدينا في الميدان التربوي طاقات فاعلة، نستطيع توظيفها لنظفر بالمنافسة العالمية، وعلى المعلم أن يتحرر من نطاق تطلعاته الضيق، الذي لا يتجاوز المنافسة المحلية، والتركيز على تعزيز مهاراته وتسجيل إنجازاته، ليتخطى نظيره في الغرب، فإذا أردنا محاكاة المستقبل بتفاصيله، فعلينا بالتنافسية العالمية، وتوفير المقومات والبيئة التي تدعم جاهزية معلمينا لتلك السباقات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"