إكسبو المدارس

04:41 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

لم يكن «إكسبو 2020» الذي تتواصل معه العقول لصنع المستقبل، مجرد حدث وقتي نتبادل من خلاله التحية مع ضيوف أكثر من 192 دولة، بل قصص ملهمة تحاكي واقع الحياة، وابتكارات تُعرض للعالم لأول مرة، من أرض الإمارات «وطن الإبداعات»، فلنطلق العنان لمخيلتنا، لعلنا ندرك ما يحمل لنا «إكسبو 2020».
ولعل أبرز ما لاحظناه في محتويات هذا الحدث، حرص القيادة الرشيدة للدولة، على أن تجعل طلبة المدارس كافة، جزءاً أصيلاً في هذا الإنجاز العالمي، إذ فتحت لهم المجال للإطلاع على تفاصيل المستقبل من خلال زيارة موقع الحدث، ولماذا التركيز على الابتكارات؟ وعلاقتها بنهوض دول، أو سقوط أوطان؟ «إكسبو المدارس» لا يعني وجود حدث آخر يحمل هذا الاسم، ولكنه جزء من مكونات حدثنا المرتقب «إكسبو 2020»، إذ يركز على استقطاب طلبة المدارس، من خلال برامج وخطط معرفية، ترتقي بالجانب الابتكاري لديهم، تركيزاً على قدرة الابتكار على الانتقال من مكان لآخر، بمرونة وسهولة ويسر، وكذا قدرة الناس على تسريع وتيرة التقدم وقيادة الإلهام لمستقبل أكثر شمولاً ورخاء.
الأمر لم يقتصر على مجرد الزيارة أو الإطلاع، بل يُمكّن «اكسبو المدارس» الطلبة من الانخراط في ورش عمل وندوات ومحاضرات، تثري معارفهم وإبداعاتهم، من خلال جدولة زمنية لجولات مفتوحة وممنهجة في علم البرمجيات، وآليات توظيفها والاستفادة منها في عصر الإنسان والآلة، الذي فرضته ضروريات الثورة الصناعية الرابعة.
وما لاحظناه صدقاً الجدية في أداء القائمين على هذه البرامج، والاستجابة والإبداع من جانب المتلقين سواء الطلبة أو المعلمين، إذ تجسد تلك التجارب التعليمية التفاعلية، مشاركة إيجابية من الميدان التربوي بمختلف فئاته، مع آثار ورؤى وأهداف إكسبو 2020، الذي نحبس من أجله الأنفاس ومعنا جميع دول العالم.
هل تعلم كيف تؤهل أبناءك لعام 2050؟ في حال اهتمامك ستجد إجابة السؤال ضمن برامج إكسبو المدارس، التي تقدم حلولاً إبداعية، لكيفية إعداد الطلاب وتطوير مهاراتهم في المستقبل؟ بحلول هذا العام، لاسيما أن أكثر من 65٪ من الشباب اليوم سيعملون في وظائف غير موجودة بعد.
هل تعلم أن برامج إكسبو تركز على جاهزية الطلبة، لاستكشاف حلول إبداعية تتجاوز حدود التفكير المتعارف عليها، وتسهم في انخراطهم في الابتكارات التي تعمل على تغيير المفاهيم القديمة، وتستعيد البيئة وتجددها لمساعدتنا على العيش المتوازن، وتحسين حياة المجتمعات والشعوب.
حقا إن انخراط الطلبة في إكسبو، يشكل خطوة استباقية لأبنائنا، للاطلاع على المستقبل، وما يخفيه من متغيرات، تفرض علينا إعدادهم كما ينبغي.
نعم«إكسبو» مدرسة جديدة تلقن الأبناء دروس التنمية والاستدامة والبناء في المستقبل، فهل من المدارس ما تريد أن تعلم طلابها مسارات جديدة للإبداع من أجل مستقبل أكثر شمولية وازدهاراً؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"